هبة عبد المنعم محمد تكتب: أزمة هوية

الخميس، 07 يوليو 2016 08:06 م
هبة عبد المنعم محمد تكتب: أزمة هوية مظاهرات أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا كرهت البلد دى" أصبحنا نسمع تلك الجملة تتكرر مرارا أمامنا فى كل مكان، فى العمل والمواصلات والشارع.

وإذا استمعنا إلى البعض منهم، نسمع قصصا متقاربة، والعامل المشترك بين تلك القصص، هو التعرض للظلم فى وطنه لكن مهلا عندما يتعرض أحد المواطنين للظلم فى بلده من الذى ظلمة؟.. أهى الدولة؟ أم القائمين عليها؟.

فالدولة هى الأرض نفسها، والأرض موجودة وثابتة ولا تتغير، وإنما الذى يتغير ما يتعاقب عليها من أجيال، فلماذا عندما نتعرض للظلم على يد أحد الأشخاص فى الدولة، نكرهها ونعلن كراهيتنا لها على الملأ؟.. لماذا نظلم الأرض الدائمة بسبب أفعال البشر الفانيين!.

ونحن نفعل ذلك دائما فترى العديد من الأشخاص الذين يتنازلون عن جنسيتهم مقابل جنسية دولة أخرى وجد بها ما يحتاجه، وتجد آخرين يهاجرون من وطنهم ولا يرجعون لها أبدا حتى وفاتهم، ومن يتعرض لمواقف ظالمة من الحكومة أو الشرطة، أو مثلا يسجن ظلما، أو من لا يجد عملا، أو يعيش حياة فقيرة ولا يجد قوت يومة، أو يجد ظروف الدولة بائسة، أو لم يعد بها أمن وأمان، هل الأرض هى ما فعلت ذلك؟ أم الأشخاص التى يعيشون عليها؟.

فمصر على سبيل المثال كانت من أغنى دول العالم قديما، وكانت تصدر العديد من السلع التى تستوردها الآن.

فى حين أن أوروبا كانت تعيش سنوات طويلة من الضياع والتخبط والفقر! انظروا إلى الوضع الآن؟ لقد انقلبت الصورة، فمصر تعانى نسبة كبيرة من سكانها بالفقر والأمية والديون، وأوروبا تعيش سنوات مزدهرة وتحضر وتقدم علمى، ويهرب إليها السكان من كل دول العالم خاصة مصر، لينعموا بتلك الرفاهية.

مصر أرضها كما هى لم تتغير منذ الأبدية، وأوروبا أرضها لم تتغير منذ الأبدية، لكن الذى أدى إلى تلك الحالة، الأشخاص الذين يعيشون على هذه الأرض، فالقوى البشرية هى من تقوم بالأفعال فترفع الدول أو تهبطها لأسفل.

فما أريد قولة فى هذا المقال أن نفصل بين الأرض والأشخاص، وعندما تكره وضعا ظالما فى بلدك، فلا تنبذ وطنك، أو تتركة وتكرهه، لكن خذ موقفا من الأشخاص الذين تسببوا فى هذا الوضع، فهؤلاء الأشخاص سرعان ما سيتغيروا، ويأتى آخرين مكانهم، وتتعاقب الأجيال، وتبقى الأرض إلى أن يحين أجلها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة