كيف قضى المصريون عيدهم فى العهد الملكى.. أم كلثوم تشدو بأغنية "يا ليلة العيد" فى النادى الأهلى.. الأمراء والوزراء وأعضاء مجلسى الأمة والشيوخ وشيخ الأزهر يسجلون تهنئتهم فى التشريفات الملكية

- عروض مسرحية لفرقة على الكسار على مسرح سان استيفانو فى ليالى العيد

- محلات ملابس الأهرام تطرح بدل الأطفال بسعر يبدأ من 3 إلى 4 جنيهات

- الشركة المصرية للموبيليات تعلن عن منتجات جديدة بمناسبة العيد وعيد ميلاد شقيقة الملك

- مطصفى النحاس زعيم الأمة يتغيب عن التشريفات الملكية بسبب إجراءه عملية جراحية

- محمد محمود باشا رئيس الوزراء يرسل برقية اعتذار لتغيبه عن التشريفات وفاروق يرد ببرقية رقيقة

- على ماهر باشا يهنئ الملك بقصر عابدين ويغادر لقراءة الفاتحة على قبر الملك فؤاد ويتوجه إلى عزبة خورشيد لقضاء إجازة العبد

تختلف مظاهر الاحتفال بالأعياد، وتتبدل الطقوس المصحابة لها، من عهد إلى عهد، لكن دائماً ما تكون هناك عادات متوارثة بين الأجيال على مر الزمان، وعندما قررنا العودة بآلة الزمن إلى الماضى، لنتجول فى شوارع المحروسة، ونرى كيف كانت مظاهر الاحتفال بالعيد فى العهد الملكى، لم نجد أفضل من صفحة الملك فاروق، على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، لتصطحبنا إلى هذا الزمان.
عمرو أبو سيف، مؤسس وأدمن صفحة "الملك فاروق" أمدنا بصور خاصة لـ "اليوم السابع" لم ينشر معظمها من قبل، توثق لاحتفال المصريين بالعيد خلال العهود الملكية حتى عهد الملك فاروق الأول، وتحكى الصور كيف كان يحتفل المصريون بالعيد، على المستويين الرسمى والشعبى.





بداية الجولة، كانت صبيحة يوم العيد، عندما تجمع المصريون فى مكان فضاء، خلف جامع مسجد الرفاعى، المطل على ميدان الرميلة فى القلعه فى القاهرة، لأداء صلاة العيد.
بعد أداء الصلاة ذهبنا للتجول فى شوارع القاهرة فى نهايات القرن الـ 19، وتحديداً عام 1896، أنت أمام مجموعة من الصبية يلتفون حول "مراجيح" خشبية ينتظر كل منهم دوره فى اللعب، وكانت المراجيح من ضمن العادات الشعبية الموروثة التى يقبل عليها الصغار احتفالاً بالعيد منذ العهد الفاطمى.
عندما تتجول بين شوارع القلعة، تجد البيوت المتناثرة وأمام كل منها مجموعة من الأهالى يجلسون لتناول طعام الغذاء، بعد فراغهم من أداء الصلاة وزيارة الأقارب والجيران.





الآن ننطلق بآلة الزمن قليلاً، حيث عصر الملك فاروق الأول، ملك مصر والسودان، لنرى كيف تطورت احتفالات المصريين بالعيد، نحن الآن فى 17 سبتمبر عام 1944، تحديداً فى مقر النادى الأهلى بالجزيرة، حيث تحيى السيدة أم كلثوم حفلة احتفالاً بوقفة عيد الفطر المبارك، ويحضر الحفل جلالة الملك، وتشدو امامه كوكب الشرق بأغنية "يا ليلة العيد"، التى ستتحول فيما بعد لأيقونة رسمية للاحتفال بالعيد على مدى أثر من 70 عام.





فى هذه الليلة بدأت الفرقة بعزف مقطوعة "ذكرياتي " و بعدها "رق الحبيب" ،و في هذه الاثناء فوجيء الجميع بدخول الملك فاروق الى النادي الاهلي ،و هو يقود سيارته، بينما كانت أم كلثوم تشدو أغنية " يا ليلة العيد "، وأثناء دخوله رفض أن يتوقف الحفل ، و مضى يجلس في هدوء .

غنت كوكب الشرق و ابدعت و داعبت الملك كثيرا بتغير الكلام في الاغنية و ارتجلت اثناء غنائها لتضيف كلمات جديدة ترحيبا بالملك فمثلا " يا نيلنا ميتك سكر و زرعك في الغيطان نور ، يعيش فاروق و يتهنى و نحيي له ليالي العيد " ، و في اغنية حبيبي يسعد اوقاته غنت " حبيبي زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد ، حبيبي زي القمر يبعت نوره من بعيد لبعيد ،و الليلة عيد على الدنيا سعيد ، عز و تمجيد لك يا مليكي "





في ذلك الوقت قرر الملك فاروق الأول الإنعام على أم كلثوم بنيشان الكمال من الدرجة الثالثة و الذي يصبح لقبها بموجبه "صاحبة العصمة " و بذلك يكون لها ما لأميرات العائلة المالكة و زوجات رؤساء الوزارة ، و قد كانت سابقة لم تتكرر في الحقبة الملكية مع نساء من طبقة عوام الفلاحين و التي تنتمي اليها كوكب الشرق أم كلثوم.

الصورة التى أمامك الآن لقطة من الليلة التي حصلت فيها أم كلثوم على نيشان الكمال، والصورة تجمع ما بين قمم الشعر و الموسيقى و الطرب و السياسية ، السيدة أم كلثوم تتوسط الصورة و يجلس عن يمينها أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي و على يسارها الموسيقار محمد القصبجي و بجانبه الشاعر كامل الشناوي .






رؤوساء وزراء مصر والاحتفال بالعيد فى عهد الفاروق فى صبيحة يوم العيد، كانت ساحة قصر عابدين تمتلئ بالمهنئين من الأمراء والوزراء والعلماء وكبار رجال الدولة ولفيف من أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب ووفد وزارة الداخلية، وشيخ الأزهر مصطفى صادق الرفاعى، لتقديم تهنئتهم للملك بمناسبة حلول عيد الفطر، ثم توجهوا إلى ساحة الحرم الملكى، لتسجيل أسمائهم فى سجل التشريفات، هذا ما نشرته مجلة "المصور" لتصف لنا شكل القصر الملكى يوم العيد.
عند خروجك لساحة قصر عابدين، تشاهد مجموعة من قواد الجيش المصرى، جاءوا لحضور التشريفات الملكية، لتهنئة الملك، وليعلنوا تجديد العهد والولاء لقائدهم الأعلى.







فى هذه الأثناء، وبينما يستقبل الملك فاروق وفود المهنئين، يتسلم جلالته برقية اعتذار من رفعة محمد محمود باشا، رئيس وزراء مصر، يعتذر فيها عن عدم حضوره للتهنئة بسبب مرضه، فيرد الملك ببرقية رقيقة، ليخرج كبار المسؤولين من القصر الملكى، متوجهين إلى منزل رئيس الوزراء لزيارته، وقد كان المرض الذى منع رئيس الوزراء للخروج من منزله هو الإنفلونزا.
قبل ذلك بأعوام قليلة أيضا، وعندما كان يتولى على باشا ماهر، مقاليد رئاسة الوزراء، توجه للتشريفات فى القصر الملكى، لتنهئة فاروق الأول، وخرج بعدها لقراءة الفاتحة على قبر الملك فؤاد بمسجد الرفاعى، ثم توجه إلى عزبة خورشيد لقضاء إجازة العيد.







أما مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد، فسار على درب محمد محمود باشا، رئيس الوزراء، حيث منعه المرض عن الذهاب للتشريفات الملكية، بعد ملازمة فراشه بناءً على نصيحة الأطباء، وفى هذا اليوم لم يتخلف النحاس عن زيارة الملك فحسب، بل تخلف أيضاً عن زيارة قبر زعيم الأمة سعد زغلول، وعن زيارة قبر والده.

إعلانات العيد فى العهد الملكى

استغلت الشركة المصرية للموبيليات وأدوات المنزل، حلول عيد الفطر المبارك، فنشرت إعلاناً فى شكل تهنئة، حيث وجهت أسمى آيات التهانى للشعب المصرى بمناسبة حلول عيد الفطر، وعيد ميلاد صاحبة السمو الملكى، الأميرة فريال، شقيقة الملك فاروق، معلنة عن مجموعة جديدة من منتجاتها فى الأثاث والموبيبليات والتى وصفها الإعلان بأنها مجموعة تعد آية فى الجمال والذوق.






بينما أعلنت محلات ملابس الأهرام، عن ورادات جديدة من بدل الإطفال بمناسبة العيد السعيد، تراوحت أسعارها ما بين 3,24 جنيه و 3,94جنيه لمقاسات تبدأ من 28 إلى 34، والعمل على فترين الأولى من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الخامسة مساء، والثانية من السابعة وحتى العاشرة مساءً، وفروع المحل بشارع شريف باشا بالقاهرة، شارع إبراهيم اللقانى بمصر الجديدة، والفرع الثالث بشارع شبرا.

عروض العيد المسرحية فى العهد الملكى
وفى مساء يوم العيد قدم الفنان على الكسار وفرقته المسرحية، عرضاَ قدم من خلاله المنلوجست الفنانة بديعة صادق، والمطرب إبراهيم حمودة، والمنلوجست سعاد حسين، وذلك على خشبة مسرح كازينو سان استيفانو بروض الفرج، بينما حصل جمهور المتفرجين على خصم 20 % على التذاكر فى الحفلات الصباحية.

موضوعات متعلقة..

فى ذكرى وفاته.. 25 صورة تحكى رحلة الملك فاروق منذ طفولته وحتى منفاه