صدور رواية "قيد الدرس" لـ"لنا عبد الرحمن" عن دار الآداب

الخميس، 07 يوليو 2016 10:00 ص
صدور رواية "قيد الدرس" لـ"لنا عبد الرحمن" عن دار الآداب غلاف الرواية
كتبت ابتسام أبو دهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثاً عن دار الآداب للنشر و التوزيع، رواية تحت عنوان "قيد الدرس"، للكاتبة لنا عبد الرحمن.

فتتناول الرواية حكاية الجدة سعاد التى تزوجت من عواد الكردى المزواج. ونجوى ابنتُها التى تزوجت باسم، المقاتل من القرى السبع بهوية قيد الدرس، فضلاً عن حكايات أولاد نجوى الذى لا يجمع بينهم شيء، فياسمين تهوى الرقص والغناء، و حسن المتوحد ينضم إلى تنظيم دينى متشدد، فوسط هذا التشرد الهائل، يظهر وجه الإرهاب القاسى تاركا سؤالاً كبيرا عن حقيقة انتماء الأبطال وهويتهم.

ومن أجواء الرواية "ليلى يا ليّولة.. يا أم الجدولة..أم عيون الكحلى..والغمّيزة العسّولة)
ظلت جدتى حتى كبرتُ تغنى لى، كلما وضعت رأسى فى حضنها، أو رأتنى حزينة أو شاردة.

لا أذكر أغنيات أمى فى الطفولة، ربما صارت تغنى لى الآن وأنا أصبغ شعرها، أو حين أعدّ لها أقراص الكبة المحشوة باللحم والصنوبر.

لم أكن البنت التى تشبه أمها. ألهذا السبب أحسّت أنى بعيدة عنها؟ تقول: "ليلى ورثت لون شعر أبيها الأسود، وعينيه". بينما هى ذات شعر أحمر مجعّد يصل طوله الى خصرها، عيناها تميلان للأخضر، لكن فى لحظات الغضب يبدو لونهما أصفر حادا أو برتقاليا، بشرة وجهها شاحبة تعلوها حبيبات نمش، لها أنف طويل، وفم واسع بشفاه ممتلئة. كان شكلها مختلفا عن سائر النساء فى "دير السرو"، وهى تسير، كنا نلمح قامتها الطويلة بشعرها الأحمر عبر مسافة بعيدة.

جاراتنا البدويّات كن ينظرن الى أمى على أنها كائن غريب، يسألنها عن شعرها إذا كان مصبوغا، فتضحك بسخرية وهى تسمى لهنّ أنواعا مختلفة من الصباغ، بل وفى نوبة سخريتها منهن، تنصح بدمج ثلاثة ألوان من الصباغ ليحصلن على هذا اللون الناري.. لكن حين تعاركت مع إحدى النساء البدويات، عايرتها هذه الأخيرة بأنها مثل الجنيّات، بشعرها الأحمر، وقامتها الطويلة.

تعيش أمى فى أفكارها الخاصة، تهرب باستمرار من الواقع، مفترضة أنه ليس الواقع الفعلى، وأن ما تحلم به سيأتى يوما لا محالة. لكن الواقع الذى حلمت أمى به لم يأت أبدا، وكان ثمة وسائل تساعدها على الهرب، مثل: قراءة الفنجان صباحا برفقة الجارات، سماع برامج الراديو أو مشاهدة التمثيليات التى تحكى عن أشخاص يشبهونها فى المعاناة الحياتية، لكنهم تعثروا بالطالع الحسن.. أيضا قراءة المجلات النسائية، الثرثرة مع أخواتها وقريباتها اللواتى يزرنها، كلما كنّ مسافرات الى بيروت أو قادمات من سوريا. تأخذ أمى من عصارة ما سبق كله خلاصة أمنياتها، فى محاولة للاستمرار ومقاومة حياتها البائسة، من دون أن تتمكن من القيام بأى خطوة نحو التغيير.


موضوعات متعلقة..



- طبعة جديدة من ترجمة "ارحل قبل أن أنهار" عن دار العربى










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة