صبرى الديب

نهاية أردوغان

الجمعة، 22 يوليو 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أؤكد أن انعكاسات ما حدث فى تركيا منذ أيام لن يمر بسهولة، وأنه سيترتب عليه آثار سلبية على علاقات أطراف السلطة فى انقرة بعضها ببعض، ولا سيما علاقة المؤسسة العسكرية بالرئيس التركى، والداخلية، وجهاز الأمن الخاص (الدرك) ولاسيما بعد آلاف الصور المهينة التى بثتها وكالات الانباء فى العالم لعمليات الإهانات والضرب والسلح، التى تعرض لها آلاف العسكريين على ايدى قوات الداخلية والدرك، التى كتب بالفعل نهاية أردوغان والنظام الحاكم فى تركيا.

فمخطئ من يتصور أن الامور قد عادت إلى طبيعتها، أو أن الامور قد هدأت، أو أن المؤسسة العسكرية التى من المفترض انها تمثل العمود الفقرى والدرع الواقى للشعب والدولة التركية، والتى تم الاطاحة بالمئات من قادتها، سوف تنسى تلك الهزه الرهيبة التى كسرت المؤسسة بكامل هيئتها أمام العالم، وانها سوف تتحرك ضد أردوغان والنظام الحاكم دون شك، لاستعاده هيبتها وهيبة رجالها أمام العالم، لان الواقع والتاريخ يؤكدان، انه لم يستطع حاكم على وجهه الارض منذ بدء الخليقة وحتى اليوم، أن يتحدى أو يعادى جيشة، وان كل التجارب السابقة تؤكد انه عندما يشعر الجيش بجمود الحاكم، فإنه أول من يخرج عليه وينحاز لشعبه ولهيبة مؤسسته العسكرية.

فى حين أن الصورة التى ظهرت عليها محاولة الانقلاب فى تركيا كانت جديده للغاية، لانها على عكس كل الانقلابات فى العالم، عززت من الجرح والانقسام فى الجسد التركى، حيث وقف قطاع من الشعب التركى من اتباع حزب العدالة والتنمية، مع قوات الامن، وجهاز الامن الخاص ( الدرك) الذى يتبع بشكل مباشر لـ أردوغان، ويعد بمثابة جيش خاص، ضد قوات الجيش التركى، وحدث ما حدث تحت سمع وبصر الملايين فى العالم، وهو اسفر بالتأكيد عن عداء قد يظل مدفون لفتره بين الرئيس التركى والجيش، وبين الجيش وحزب العدالة والتنمية، وبين الجيش وقوات الامن، وبين الجيش وجهاز الامن الخاص، وهى تركيبة تؤكد أن الصدام بين تلك الطوائق قادم لا محالة.

(ولان المنطق والواقع يرجحان تلك الفرضية) فاننى اتعجب لتلك التحليلات التى كُتبت وفقا لانتماءات، وعن غير حياد، والتى أكدت إن الرئيس التركى هو الرابح الوحيد من محاولة الانقلاب العسكرى، لانها أتاحت له التخلص من الاف المعرضين له فى صفوف الجيش، والقضاء، واحزاب المعارضة، وجماعة ( فتح الله كولن) التى أعتبرها أردوغان المحرك الرئيسى للانقلاب، خاصة وأن التاريخ يؤكد انه لم يضع حاكما نفسه ندا لكل هذه المؤسسات، إلا وعُصف به وبنظامه.

كما أن جماعة (فتح الله كولن) التى ارسل أردوغان بالفعل 4 ملفات للولايات المتحدة من أجل تسليم مؤسسها، ليست بالكيان الهين داخل المجمع التركى، حيث تعمل منذ عام 1970 كمؤسسة تربوية واجتماعية صوفية منفتحة على الغرب بشكل كبير، ونجحت فى التوسع لدرجة انها شيدت كيانا تعليميا واعلاميا وطبيا وثقافيا ضخما داخل وخارج تركيا، وذلك بعد أن نجحت فى الاستفادة من دعم الدولة ومساحة الحريات التى اعقبت انقلاب عام 1980، لدرجة انها اصبحت تمتلك أكثر من 1500 مؤسسة تعليمية، 15 جامعة منتشرة فى أكثر من 140 دولة، إلى جانب مؤسسات إعلامية ضخمة منها وكالة (جيهان للأنباء) ومجموعة (سامانيولو) التى تضم ست قنوات تلفزيونية متنوعة، و3 إذاعات، إلى جانب مجموعة (زمان الإعلامية) التى تصدر جريدتى زمان التركية، وتودَيى زمان بالانجليزية، إلى جانب امتلاك المجموعة لـ ( بنك اسيا).

وعلى الرغم انه معروف عن فتح الله كولن" ذاته، افكارة المتطورة وميله إلى الثقافة الغربية بشكل كبير، لدرجه جعلته يقف ضد احتجاجات الحركات الإسلامية بحظر الحجاب فى الثمانينيات، إلا ان أردوغان وحزب العدالة والتنمية طالبوا بضبطه، بحجة تكوينه لـ (الكيان الموازى).

أؤكد أن محاولة الانقلاب وتوابعها قد جعلت أيام أردوغان، وحزب العدالة والتنمية فى السلطة معدودة، وأن تركيا سوف تشهد صراعات لا مفر منها، بعد أن دخل الجيش طرفا فى صراع مع الرئيس، والداخلية، وجهز الأمن الخاص، وحزب العدالة والتنمية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة