أكرم القصاص - علا الشافعي

عبدالناصر يخطب فى دمشق وقلق غربى وإسرائيلى من زيارته السرية لموسكو

الإثنين، 18 يوليو 2016 11:22 ص
عبدالناصر يخطب فى دمشق وقلق غربى وإسرائيلى من زيارته السرية لموسكو جمال عبدالناصر
كتب: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاد جمال عبدالناصر من موسكو إلى دمشق بعد الظهر بقليل فى مثل هذا اليوم «18 يوليو 1958»، بعد مباحثات سرية عقدها مع الرئيس السوفيتى خروشوف (راجع ذات يوم 17 يوليو).

كانت «دمشق» هى العاصمة الثانية لدولة الوحدة (الجمهورية العربية المتحدة) بين مصر وسوريا والتى تمت فى 22 فبراير 1958 باسم «الجمهورية العربية المتحدة»، وكان عبدالناصر فى دمشق بوصفه رئيس دولة الوحدة، وحسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «سنوات الغليان»، فإن عبدالناصر وقف أمام الجماهير المحتشدة أمام قصر الضيافة مساء ذلك اليوم «18 يوليو 1958» يخطب فى نفس الوقت الذى بدأ فيه إزاحة السرية عن زيارته إلى موسكو، وبدت أمرا غير قابل للتصديق فى إسرائيل والعواصم الغربية.

كانت «لندن» أول العواصم القلقة، وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية البريطانية: «إن وزارة الخارجية البريطانية تشك فى أن هذه الرحلة وقعت بالفعل، وأنها تعتبر أن الأنباء التى راجت عنها هى نوع من حرب الأعصاب»، وحسب هيكل: «عندما أكد عبدالناصر بنفسه من شرفة قصر الضيافة بدمشق أنه كان فى موسكو بالفعل، وأنه التقى بـ«خروشوف» وتباحث معه طوال نهار 17 يوليو كانت الدهشة واضحة فى لندن، وطرح هذا التساؤل عنصرا من القلق حول ما يمكن أن يكون الاتحاد السوفيتى قد قطعه على نفسه من تعهدات.

كانت واشنطن نفسها فى حالة حيرة، فالزيارة تمت فى وقت أرسلت فيه الإدارة الأمريكية قوات بحرية إلى لبنان، تلبية لطلب الرئيس اللبنانى كميل شمعون، ووفقا لـ«هيكل»، فإن الرئيس الأمريكى إيزنهاور علق على زيارة موسكو بتصريح أصدره «جيمس هاجرتى» مستشاره الصحفى قال فيه: «إن الولايات المتحدة تعتبر أن مصر مسؤولة مباشرة عن سلامة جنود البحرية فى لبنان»، ورد «عبدالناصر» بعد ذلك فى خطاب ثان من شرفة قصر الضيافة قائلا: «لا أعرف كيف أكون مسؤولا عن سلامة قوات غزت بلاد دولة ليست فيها سلطة»، وكانت مدة رئاسة «شمعون» انتهت، وأعلن عن عزمه الترشح لفترة ثانية بالمخالفة للدستور، فعارضت القوى الوطنية وتزود الجميع بالسلاح مما أثار مخاوف بحرب أهلية.

دفعت الزيارة إلى دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية «بن جوريون» للجنة الأمن القومى والدفاع فى اجتماع عاجل، ووفقا لـ«هيكل»: «طرح بن جوريون فكرة أن الوقت مناسب لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، ولقى معارضة فى ذلك من جولدا مائير (رئيسة الوزراء فيما بعد).

فى مساء نفس اليوم «18 يوليو» حضر إلى دمشق وفد يمثل الثورة العراقية التى نجحت فى إسقاط الحكم الملكى يوم 14 يوليو، وتكون الوفد من العقيد الركن عبدالسلام عارف نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، و«صديق شنشل» وزير الإرشاد القومى فى الحكومة العراقية الجديدة، ومحمد حديد وزير المالية، وعبدالجبار جومرد وزير الخارجية.

استطلع عبدالناصر آراء عدد من مستشاريه قبل لقائه بالوفد العراقى الذى دعى لتناول العشاء معه، وفقا لـ«هيكل»، فإن عبدالحميد السراج، وزير داخلية الإقليم السورى فى دولة الوحدة، كان أهم من استشارهم فهو من قام بتجميع كم هائل من المعلومات عن الثورة العراقية بما فى ذلك الأطراف التى شاركت فى الترتيب لها، والذين يتولون قيادتها، والاتجاهات العامة التى تؤثر فى سياساتها، وخرج بنتيجة مفادها أن الثورة تواجه أوضاعا قلقة بسبب تضارب كبير بين الأطراف والرجال والتوجهات.

بعد العشاء التقى عبدالناصر بـ«صديق شنشل» وكان صديقا قديما له بحكم انشغاله بالعمل القومى العربى، وامتد اللقاء بينهما حتى مطلع الفجر، وحسب هيكل: «بدأ جمال عبدالناصر بأن قال لـ«صديق شنشل»، إن ما حدث فى بغداد كان بالنسبة لى أشبه ما يكون بالأحلام مستحيلة التحقيق»، وفوجئ عبدالناصر برد «شنشل»: «على المستوى القومى نعم يا سيادة الرئيس، ولكنه على مستوى الوطن العراقى يمكن أن يتحول إلى كابوس ثقيل، فعلى رأس الثورة العراقية الآن رجلان، أولهما نصف مجنون، والثانى نصف عاقل».

كان نصف المجنون فى تقدير شنشل هو اللواء عبدالكريم قاسم، أما نصف العاقل فهو العقيد عبدالسلام عارف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

كاظم ..العراق

عبدالناصر وعبدالكريم قاسم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة