أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

صفر محو الأمية

الإثنين، 18 يوليو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غياب من مكافآت الميزانية


بداية علىَّ أن أعترف بأن العلاقة بينى والأرقام غريبة خاصة إذا تجاورت بشكل كبير وتراصت بشكل صعب، أما فيما يتعلق بالميزانية العامة للدولة وأرقامها فتقريبا لا أعرف كيف أفك طلاسمها أو أعيد قراءتها، وعادة ما أسأل فى معانيها ودلالتها وهل هى بهذا المعنى تكون إيجابية أم سلبية وهل ذلك يعنى أن لدينا حكومة رشيدة أم غير ذلك؟ لكن هناك بعض الأرقام التى تتحدث عن نفسها ولا تحتاج لكثير من التساؤلات، لأن دلالتها واضحة جدا، ومن ذلك التقرير الذى نشرته «اليوم السابع» تحت عنوان «بالفيديو.. أغرب 25 رقما فى الموازنة العامة المصرية للعام الحالى 2016-2017» وتصدر التقرير جملة خطرة جدة تقول «وأظهر بند المصروفات، أن حصيلة مكافآت محو الأمية «صفر»، فى حين بلغت مكافآت المستشارين الحكوميين 52.9 مليون جنيه سنويا».

لكم أن تتخيلوا المفارقة بين الرقمين، فى حكومة المفروض أنها تسعى للارتقاء بالمجتمع، وأن أحد أهدافها القضاء على الأمية التى لا تزال تمثل فى مصر نسبة كبيرة، حيث بلغ عدد الأميين، حسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر حوالى 17.2 مليون نسمة عام 2014، منهم 11 مليونًا من الإناث، طبقًا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وأن معدل الأمية للسكان «15 سنة فأكثر» بلغ %29.2 منهم «%20.5 للذكور مقابل %38.1 للإناث»، حيث يوجد فرد من بين 4 أفراد من السكان أمى بما نسبته %25.3 لتكون نسبة الذكور %17.8 مقابل %33.1 للإناث.

بالطبع ليس جيدا فى أى مجتمع أن تصل نسبة الأمية فيه لهذه الدرجة الخطيرة التى حتما ستلقى بأثرها الضار على كل شىء وتؤثر فى التنمية والبناء بشكل تام وكلى، وإن وجد مثل هذا الرقم فالمفروض أن يعتبرها الجميع أزمة كبرى مثل أزمات الماء والغذاء، فهذا العدد الكبير من المحتاجين لمحو أميتهم فى حاجة حقيقية وملحة للرعاية، ومن ضمن الاستراتيجيات الضرورية أن يكون لهم بنود ممتلئة بالتحفيز ومشجعة للقائمين على هذه المهمة القومية الضرورية، التى حتما ستغير كثيرا فى أداء المجتمع المصرى إذا ما تناقص هذا الرقم الخطير وزادت نسبة المتعلمين.

نعم أدركت أن الأرقام الاقتصادية فى الموازنة العامة مهمة جدا تكشف لنا كيف تفكر الحكومة فى المشكلات التى تحيط بنا وتوضح أولوياتها، وعادة ما تكون هذه الميزانية فرصة لمراقبة الاختلاف بين طريقة تفكير الشعوب وطريقة تفكير الحكومات، لذا تظل الحكومات معظم الوقت فى وادٍ ونحن فى واد آخر، مما يترتب عليه أن مكافأة المستشارين الحكوميين تأتى بالملايين الكثيرة بلا داعٍ بينما تكون مكافأة محو الأمية «صفر».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة