أكرم القصاص - علا الشافعي

عمرو خالد

أفكار للتجديد.. الخوف من السؤال

الأربعاء، 13 يوليو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك أجيال تربت على ثقافة الخوف من السؤال، سواء فى الدين أو الحياة، لم تتجرأ يومًا على السؤال، إما خوفًا وخجلاً، أو خشية من ردود الفعل، حتى لا يكونوا موضع سخرية الآخرين، مثل هؤلاء يضعون الأغلال على عقولهم، يحرمونها من المعرفة، فيبقون أسرى الجهل طول عمرهم. فالسؤال كما يقول النبى، صلى الله عليه وسلم «نصف العلم»، ومن يتربى على الخوف من السؤال يحدث خللا كبيرا فى بنيته الشخصية، فيصبح شخصية ضعيفة خائفة.. أو جاهلة.. أو متمردة على الأهل أو المجتمع.. أو عنيفة ومتطرفة.. أو رافضة للدين.. أو ملحدة والعياذ بالله، بسبب وضع منطقة عازلة بين الإله وعقول الناس.

أسئلة تهدف لإجابة لا جدل صراعى


السؤال قيمة إسلامية كبرى بشرط أن يكون سؤالاً جادًا ليتحول لعمل، وليس من أجل الجدل أو لمجرد السؤال فقط.. اسأل بلاخجل.. فكر بعمق.. ناقش ثم حلل.. ثم تحرك بقوة لتنفذ شيئًا عرفته بعمق.. فلئن تلقى الله بأسئلة تحاول الإجابة عنها خير من أن تقابله بأجوبة لقنها لك غيرك وحفظتها ولم تفهمها. وقد نجح الغرب بهذه الطريقة، فعندما سئل الفائز بجائزة «نوبل» فى الفيزياء: كيف استطعت الحصول عليها؟: قال السبب أمى.. قالت لى فلتسأل كل يوم فى المدرسة سؤالًا ذكيًا، له معنى ويكون جادًا.. فلما سأل نفسه خرج بفكرة، والفكرة أصبحت اختراعًا بعد ذلك. والمسلمون هم أول من علموا العالم أن السؤال هو بداية كل العلم.. الإمام الشافعى كان صاحب اختراع اسمه مبادئ العلوم.. وهى 10 أسئلة فى أول صفحة بالكتاب.. موضوع العلم.. من واضعه.. ثمرته وهدفه.. قبل أن تدخل فى أى تفاصيل لابد من الإجابة عن 10 أسئلة مهمة.

عمر بن الخطاب اختار مستشارًا له فى سن الـ25 هو عبدالله بن عباس.. لما سئل لماذا اخترته يا عمر.. قال: إن له لسانًا سؤلًا وقلبًا عقولًا.. اختاره لأنه يسأل أسئلة جادة تتحول إلى عمل. وقصص الأنبياء مليئة بالسؤال عن الله، فكيف نحرم ما قبله الله من أنبيائه، بل وأجابهم عنه وأثبته فى القرآن.. فهذا نبى الله إبراهيم عليه السلام يسأل ربه: «ربى أرنى كيف تحيى الموتى... أو لم تؤمن قال بلى، ولكن ليطمئن قلبى».. أعلن بصراحة أمام الله بلا خجل ما يدور فى عقول البشر وقلوب البشر لتطمئن القلوب. كيف كانت الإجابة عن السؤال؟.. تجربة عملية «قال فخذ أربعة من الطير..» رضى الله لنفسه أن يجيب عن سؤال إبراهيم.. لكن من أين لى بتجربة إبراهيم ليطمئن قلبى.. الخبرة مع الله تؤدى لنفس النتيجة، فأنا متأكد من أن كل مليم ينفق سيعود من واقع الخبرة مع الله، إن من ترك شيئًا لله عوضه الله أشياء.

نماذج من القرآن


القرآن يدرب العقل على إثارة الأسئلة.. يستجوبك ليضعك أنت نفسك أمام السؤال.. قبل أن تسأل يحرك بداخلك السؤال.. هل سألت نفسك ذات مرة وأنت تقرأ «عم يتساءلون»، ما المراد من الآية.. ماذا يسأل هؤلاء؟ «الذى هم فيه مختلفون» السورة لا تعتب عليهم إنهم يسألون.. بل العكس.. هم يسألون عماذا؟ «عن النبأ العظيم»؟ هل هذا الدين حق؟ هل هناك آخرة؟ هل محمد صادق؟

هدف السورة: دعهم يتساءلون يا محمد.. دعهم يختلفون.. سيصلون ويعلمون.. كلا هنا ليست أداة للنهر.. كلا هنا توكيد مادام حدث حوار.. مادام هناك رأيان وخلاف وسؤال سيصلون للإجابة عنه.. لا تنجح فكرة لا يدور حولها سؤال.. الاختلاف مثل عود الكبريت يشعل الفكرة لتنتشر. لا تمنعهم من السؤال يا محمد دعهم يتساءلون.. هذا أمر صحى.. أكيد سيعلمون يومًا.. باقى السورة.. ألم نجعل الأرض مهادًا والجبال أوتادًا وخلقناكم.. معظمها أسئلة.. لا تمنعوا الأطفال والشباب من السؤال عن ربنا.
لكن لابد... من:

- الجدية فى السؤال وعدم الإلحاح: لابد سؤال جاد «وأما السائل فلا تنهر».. السائل الجاد هو الذى يبحث عن طريق الهداية وليس الجدلى الصراعى.. يريدها الإسلام.. لكن كل عملية تساؤل جاد للوصول للحقيقة.

- لابد أن نتعلم فن السؤال: متى نسأل.. تسأل أباك لماذا حدث بينه وبينك والدتك مشادة لكن فى الوقت المناسب كما فى قصة موسى والخضر.. «هل أتبعك».. قال «فإن اتبعنى فلا تسألنى عن شىء حتى أحدث لك من ذكرًا».

- إياك أن تسأل سؤالاً سخيفًا يضيق عليك عيشتك.. يذهب شاب إلى الخطبة فيسأل العروس: احك لى علاقاتك قبل الجواز.. لماذا تسأل هذا السؤال.. «يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبدَ لكم تسؤكم».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

هناك ناس تؤمن بالجدال. وتقترب من الالحاد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

نبيل نحمود وزالى

تانى يايوم سابع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة