د. عباس شومان

نفحات رمضانية

الإثنين، 06 يونيو 2016 06:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد أظل الأمة شهر عظيم مبارك، كان رسولنا، صلى الله عليه وسلم، إذا ما دخل عليه شهر رجب يدعو الله عز وجل أن يبارك له ولأمته فى رجب وشعبان، وأن يبلغه رمضان.

والسعيد كل السعادة من أكرمه الله عز وجل ببلوغ هذا الشهر الكريم، فهو شهر يتصالح فيه الإنسان مع خالقه، جل وعلا، وبصومه الصحيح وبإخلاصه لله، عز وجل، يتخلص من ذنوب عام كامل، يخرج منه وقد غفر له الله ما تقدم من ذنبه، وإن كانت الذنوب فى هذا العام كثيرة، بل لو كانت كالجبال العظيمة، فرحمة الله، عز وجل، واسعة وإكرامه لأمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بشهر المغفرة، شهر الرحمة، شهر العتق من النار هو شهر رمضان. نحمد الله تعالى أن جعلنا ممن يدركون هذا الشهر، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يصومونه خير صيام، وممن يقومونه خير قيام، وممن يرحمون فى أيام الرحمة، ويغفر لهم فى أيام المغفرة، وتعتق رقابهم من النار فى أيام العتق منها.

وحتى يحصل الإنسان على مغفرة الله، عز وجل، فى شهر الصوم فإنه يلزمه أن يتهيأ، وأن يكون قد استعد استعدادًا خاصًا لهذا الشهر، ومن واجب الإنسان إذا ما اقترب من شهر رمضان أن يدرك معانيه، وأن يستلهم حِكمه، وأن يوطّن نفسه على أنه لن يفوت الخير الكثير الذى يصعب على أى إنسان أن يحصره فى خلال الشهر الكريم، الإنسان فى هذا الشهر الذى يتصالح فيه عن عمل عام كامل تأخذه الدنيا، وما فيها، ومصالحه، وأعماله ربما بعيدًا عن طريق الطاعة، ومن أدرك شهر رمضان الكريم، ودخل فى نفحاته وفى أجوائه الصالحة، فإنه يلزم عليه من أول لحظة فيه أن يخلص النية لله، عز وجل، وأن يعزم عزمًا أكيدًا على أن يتغير سلوكًا وعملًا وفعلًا، وحتى فى نيته عما كان قبل لتكون جميعها فى ميزان حسناته، وفى ميزان الطاعة، وفى الطريق الذى رسمه رب العالمين ورسوله الأمين، صلى الله عليه وسلم.

وقد أدرك شهر رمضان وَعُدّ من المحظوظين السعداء الذين دخلوا فى موسم الخير بإدراك عليهم ألا يفوتوا لحظة واحدة تقرب بينهم وبين طاعة الله، عز وجل، ويضاف إلى ميزان حسناتهم الكثيرة مما لا يعرفه إلا الله، عز وجل.

فإن الله تعالى قد قال فى الحديث القدسى الذى نقله لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ»، ومعنى هذا أن الأعمال كلها تعرف قاعدة الإثابة عليها إلا الصوم، فإن الله عز وجل اختص نفسه بعلم أجره، فإذا كانت الحسنة فى الأعمال بعشر أمثالها، ثم تُضاعف إلى سبعين ضعفًا ثم إلى أضعاف كثيرة، فإن العمل فى شهر الصيام ليس على هذه القاعدة، وإنما أخفاه رب العالمين عن العالمين، حتى عن رسولنا، صلى الله عليه وسلم، وإذا أخفى الكريم شيئًا توقع الناس أنه شىء عظيم، ورب العالمين كريم.

فإذا أخفى رب العالمين أجره على الصيام، فلا شك أن الأجر عظيم؛ ولذلك فإنه ليس من الفطنة أن يضحى الإنسان بهذا الأجر الذى أخفاه رب العالمين عن الصائمين أجمعين، بل وعن رسولنا، صلى الله عليه وسلم، ولن تحصل على هذا الأجر، ولن تكون من أصحابه إلا إذا صمت صومًا صحيحًا، وهذا يقتضى أول ما يقتضى أن يكون الصوم خالصًا لله عز وجل، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول فى الحديث الصحيح: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»، رواه البخارى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed ali

أيوه , يا معلم شومان !

-

عدد الردود 0

بواسطة:

abu ahmed

نفحات رمضانية

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

نفحات ارهابيه....ظاهركم الرحمه وباطنكم العذاب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة