كتاب جديد يبحث تأثير الهوية والمصلحة على سلوك حزب الله وحماس

الخميس، 23 يونيو 2016 01:11 ص
كتاب جديد يبحث تأثير الهوية والمصلحة على سلوك حزب الله وحماس الدكتورة إيمان رجب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر مؤخرا كتاب بعنوان "حماس وحزب الله: تأثير الهوية والمصلحة على الفاعلين العنيفين من غير الدول فى الشرق الأوسط" للدكتورة إيمان رجب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ويعد من أحدث إصدارات المركز خلال العام الجارى.

تقوم الفكرة الرئيسية للكتاب، على أن الدول لم تعد وحدها هى المؤثرة فى العلاقات الدولية، وإنما ظهرت كيانات أخرى اصطلح على تسميتها الفاعلين من غير الدول والتى بدأت تشاركها هذا التأثير.

ويعرض الكتاب للأنواع المختلفة من الفاعلين من غير الدول، ولكنه يهتم بصورة أصيلة بنوع محدد وهو الفاعلين العنيفين من غير الدول الذين يمارسون تأثيرا خارج حدود الدولة التى يعملون فيها، ويمتلكون هوية مركبة تتألف من مكونات فكرية تعبر عنها الأفكار والمعتقدات التى تحدد رؤيتهم للعدو والحليف ومكونات مادية ممثلة فى السلاح وموارد اقتصادية وسياسة خارجية مستقلة عن تلك التى للدولة التى يعملون فيها.

ويحلل الكتاب بصورة مقارنة تأثير الهوية والمصلحة فى سلوك تنظيمى حزب الله وحركة حماس، تجاه قضيتى الصراع مع إسرائيل بالتطبيق على حرب 2006 بالنسبة لحزب الله وحرب 2008-2009 بالنسبة لحماس، والتغيير السياسى الداخلى بالتطبيق على أزمة مايو 2005 بالنسبة لحزب الله وأزمة 2007 بالنسبة لحماس.

وهذا الموضوع يعد من المواضيع الحديثة فى مجال العلاقات الدولية، خاصة فى ظل سيطرة الاهتمام بالدولة لفترة طويلة من الزمن، كما أن الأدبيات الخاصة بالفاعلين الدوليين من غير الدول، اهتمت بصورة رئيسية بتعريفهم وتطوير معايير لتصنيفهم، وللتمييز بينهم وبين الدولة، دون الاهتمام بتقديم إطار تحليلى يسمح بتحديد المتغيرات التى تؤثر على سياساتهم الداخلية والخارجية.

وحول أهمية هذا الموضوع، يشير الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى التقديم الخاص بالكتاب إلى أنه " يمثل إضافة إلى التراكم العلمى فى تحليل سلوك الفاعلين الدوليين من غير الدول نظرياً، سواء بالمساهمة فى تطوير الأدبيات النظرية لهذا التحليل أو بإتاحة نتائج تحليلها حالتى حزب الله وحركة حماس لدارسى الموضوع بحيث تفيدهم فى تطوير مزيد من فهمه"، حيث أصبح الفاعل من غير الدولة طرفًا رئيسيًّا فى السياسات الإقليمية فى المنطقة، حتى أنه لم يعد من الممكن تحليل السياسات فى المنطقة بالتركيز على الدول فقط، وهذا الوضع جعل تجاهل تأثيرهم لا يتفق مع السياسة الواقعية realpolitik. ولذا أصبحت إحدى القضايا الرئيسية التى تواجه الدول، هى كيف يمكن تطوير استراتيجيات مختلفة للتعامل معهم، أو للتأثير فى سلوكهم.

وتشير المؤلفة إلى أن هناك أهمية عملية لهذا الموضوع، وتتعلق بالتأثير "السياسى" لما توصلت إليه من نتائج خاصة بحزب الله وحماس، لاسيما من حيث محاولة الإجابة على تساؤلات من قبيل كيف يمكن للدول، التى تظل فاعل مهم، أن تؤثر فى سلوكهم وسياساتهم، تجاه قضايا محددة؟، سواء بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة، أو على الأقل كيف يمكن لها أن تتجنب اتباعهم سياسات تضر بمصالحها الإستراتيجية، وبأمنها الوطني؟. ويرجع اهتمام المؤلفة بهذا البعد، إلى إدراكها أن التحليل الأكاديمى بصورة عامة، يهدف لدعم صانع القرار، بخيارات، وبأطر عامة تقود تفكيره، أو تؤطره حين يفكر فى اتباع سياسات محددة، لاسيما حين يتعلق الأمر بقضايا يتزايد فيها تأثير الفاعلين العنيفين، وتهدد مصالح الدول، مثل حزب الله فى حالة سوريا، وحركة حماس فيما يتعلق بالأمن الوطنى لمصر بعد سقوط حكم الإخوان فى 3 يوليو 2013.

ويهتم الكتاب بحزب الله وحركة حماس نظرا لكونهما "من الحالات المؤثرة فى الإقليم"، ويدعم ذلك مؤشران، يتمثل المؤشر الأول فى إنهاء كل منهما احتكار الحكومات المركزية السيطرة على إقليم الدولة وعلى موارده، وإنهائه احتكارها استخدام العنف، فعلى سبيل المثال أصبح حزب الله يمتلك من المقدرات المادية والمعنوية ما يجعله يمثل كيانا موازيا للدولة اللبنانية، حيث يسيطر على جزء من إقليم الدولة اللبنانية، ويمتلك شبكة من الموارد الاقتصادية المستقلة عن موارد الدولة كما أنه يمتلك السلاح، فضلا عن امتلاكه سياسة خارجية مستقلة عن سياسة الدولة اللبنانية تجاه العديد من القضايا، ويتمتع بشرعية ما فى سياساته وسلوكه.

كما لعبت حركة حماس دورا مهما فى "أسلمة" الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، على نحو أضفى أبعادا دينية له، بعد أن كان صراعاً بين إسرائيل والحركة الوطنية الفلسطينية منذ نهاية الثلاثينات من القرن العشرين، ثم ضد الحركات القومية العربية.ويرتبط الطابع الإسلامى للصراع الذى أضفته حماس بفكرتى "الجهاد" و"إنشاء الدولة الإسلامية".

إلى جانب ذلك، لعبت حماس دورا مهما فى عمليات إعادة البناء فى فترات ما بعد الصراعات المسلحة، وتحولت إلى شريك للأمم المتحدة من أجل إعادة بناء المناطق التى تخضع لسيطرتها، فأصبحت شريكا مهمًّا فى بناء السلام، مما منحها قدرًا من الشرعية الدولية.

يشير الكتاب إلى أن تحليل مجمل التفاعلات الخاصة بالصراع مع إسرائيل وتلك المتعلقة بالتغيير السياسى سواء فى حالة حزب الله أو فى حالة حركة حماس، تكشف عن أن هناك تغير فى الهوية المركبة الخاصة بكل منهما، وكذلك فى المصلحة الاستراتيجية التى يسعيان لتحقيقها.

وفى حالة حركة حماس أصبحت هويتها المركبة نتيجة تفاعلات أزمة 2007 وحرب 2008-2009 تجمع بين كونها فاعلاً دينياً مسلحاً، وله سلطة موازية مستقلة عن السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بإدارة العلاقة مع إسرائيل، وبكيفية تسوية الصراع معها فى قطاع غزة.

وفى الختام، تؤكد مؤلفة الكتاب أن النتائج التى تم توصل لها هى خطوط عامة Guidelines تفيد فى التعامل مع هذا النوع من الفاعلين الدوليين من غير الدول، وذلك مع مراعاة الظروف الخاصة بكل حالة، حيث يظل ما تم التوصل إليه من نتائج خاصة بحالتى حزب الله وحركة حماس لا يمكن تعميمها على حالات أخرى لا تنتمى لذات النوع من الفاعلين، أو على حالات أخرى تنتمى لذات النوع، أو على قضايا خارجية أخرى بخلاف الصراع مع إسرائيل، أو داخلية بخلاف التغيير السياسى الداخلي، فكل حالة تعمل فى ظروف موضوعية مختلفة قد تجعل تأثير الهوية والمصلحة على سلوك الفاعل مختلف فى نطاقه.


سلوك حزب الله وحماس



موضوعات متعلقة..



- "حزب الله" يضع الجامعة العربية فى مأزق "التصنيف الإرهابى".. وعدم الحيادية تحاصر "بيت العرب" بعد قرار وزراء الخارجية الأخير.. والقرار العربى لم يعالج الأزمة ولم يُوقف تجاوزات الحزب









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة