عبد الوهاب الجندى يكتب: بان كى مون الرجل الصامت حين ينبغى أن يتكلم

الخميس، 16 يونيو 2016 10:00 م
عبد الوهاب الجندى يكتب: بان كى مون الرجل الصامت حين ينبغى أن يتكلم عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشر سنوات من القلق والنفاق، هى الفترة التى يقترب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون من اتمامها، فمنذ أن تولى منصبه فى الأول من يناير كانون الثانى عام 2010، أصدر ملايين التصريحات التى شعر فيها بالقلق "المرتبط بهوية المقتول وقوة القاتل"، هذه هى وظيفة ابن كوريا الجنوبية.

يتحول قلق "كى مون" إلى الفزع والإدانة والدعوة لضبط النفس حين يتعلق الأمر بـأمن "إسرائيل"، وفجأة يصبحُ أبكم حين تتساقط براميل بشار الأسد، وقنابل "النابالم" الروسية على رؤوس السوريين، أو تقصف طائرات البنتاجون المستشفيات فى أفغانستان، أو تشن تل أبيب غارات على منازل الفلسطينيين.

قبِلَ الرجل الذى يشعر بالقلق!، الرشاوى من النظام السورى للتلاعب فى التقارير الصادرة من الأمم المتحدة، والمتعلقة بالأوضاع فى سوريا. فقد بدّل "كى مون" فى تقاريره كلمة "محاصرة" ووضع بدلاً منها "يصعب الوصول إليها"، كما غير كلمة "حصار" إلى نزاع، ليس فقط الأمر متعلق بسوريا فهناك أنظم عربية وغربية تتلاعب بالتقارير الصادر عن أوضاع حقوق الإنسان فى بلادهم وينافق بوجودها الأمين العام للأمم المتحدة.

كى مون أصبح عرضة للانتقاد الدائم الذى وجه له من قبل العديد من السياسيين والمفكرين والموظفين الدوليين، فمسؤولة مكتب خدمات المراقبة الداخلية المكلف بمكافحة الفساد فى الأمم المتحدة إينجا بريت الينوس قدمت تقريرًا، اتهمته فيه بـ"إعاقة عامة"، وخاطبت الأمين بان كى مون بالقول، إن أعماله ليست مؤسفة فقط، بل تستحق العقاب.

أما منظمة هيومان رايتس ووتش، انتقدت كى مون بشدة متهمةً إياه بالفشل فى الدفاع عن حقوق الإنسان فى الدول ذات "الأنظمة القمعية"، ذلك فى تقريرها السنوى لعام 2010.

الكورى الجنوبى، هو من رفع اسم "إسرائيل" من قامة "العار" للدول والمنظمات التى تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراعات، رغم توصيات بإدراجها إثر عملياتها العسكرية التى راح ضحيتها ما يزيد عن 600 طفل خلال عدوانها على غزة، ومازال يعانى ما يقرب 3 آلاف آخرون من الصدمات والإعاقات الدائمة.

هو من لم يُبدى قلقه وظل صامتًا حين قتل الصهاينة أطفال وشباب وبنات فلسطين، حين انتهك المستوطنين منازل الأهالى، حين اعتقلت شرطة الاحتلال الشيوخ، ظل أبكم حتى حصل على راتب قلقه وصموته.

ليس القلق والصمت الوظيفة الوحيدة للأمم المتحدة، فهناك وظيفة أخرى، وهى النفاق الدولى والكيل بمكيالين، وما حدث الأيام الماضية يؤكد أن قراراتها ما هى إلا لتحقيق المكاسب والأموال من الدافعين والراشين، فقد نجحت إسرائيل فى الظفر برئاسة اللجنة القانونية بالأمم المتحدة، وهى المرة الأولى التى تتولى فيها رئاسة واحدة من اللجان الدائمة الـ 6 للمنظمة الدولية منذ انضمامها إليها عام 1949.

سوف يبقى تاريخ "بان كى مون" ملىء بالشبهات والنفاق والشعور بالقلق، وتبقى المنظمات الدولية ما هى إلا "سبوبة" يتقاضى من خلالها المنافقون الدولارت، وتبقى الحقيقة غائبة حتى يأذن الله.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة