أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

السياسة والكرة فى بطولة "كوبا اميركا "بعد خروج البرازيل

الثلاثاء، 14 يونيو 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كاس العالم 78 فازت الأرجنتين بالبطولة بقيادة كيسنجر.!
يبدو أن السياسة غير بعيدة تماما عن كرة القدم فى بطولة كوبا أميركا. خروج البرازيل المرشحة الأولى للفوز بالبطولة الاستثنائية التى تقام لأول مرة خارج أميركا اللاتينية بمناسبة مرور مائة عام على انطلاق البطولة بهدف غير صحيح للاعب بيرو راؤول رويدياز وشاهده الملايين عبر شاشات التليفزيون يثير الشكوك فى ما سوف يحدث للدفع بالفريق الذى سيفوز بالبطولة..!!

السعى الأميركى لاستضافة البطولة بحضور فرق أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية تحفظ عليه كثير من الدول وتساءل البعض عن دوافع وأسباب حرص واصرار الولايات المتحدة الأميركية للبطولة اللاتينية. فالمدير النفى للمنتخب البرازيلى كارولس دونجا صرح عقب المباراه بأن فريقه تم إقصاءه من بطولة كوبا أمريكا، بطريقة بعيدة عن كرة القدم. والحكم تمسك برايه رغم الاعتراض الشديد من الجانب البرازيلى. فهل قررت الولايات المتحدة الأميركية الفوز بالبطولة المئوية وهل سيحدث مع الفرق القوية المرشحة للفوز بالبطولة مثل الأرجنتين وتشيلى ما حدث للبرازيل بنفس الطريقة او بطرق أخرى معروفة وشاهد عليها التاريخ..!!

خروج البرازيل من البطولة المقامة فى المدن الأميركية، ورغم أنه يمكن اعتباره خطأ تحكيمى، الا أنه يثير المخاوف ويسترجع للأذهان أشهر وقائع امتزاج السياسة بكرة القدم والتدخل الاميركى نفسه وبقيادة وزير الخارجية الأشهر هنرى كيسنجر . العالم مازال يتذكر بطولة كأس العالم فى الارجنتين عام 1978والدعم الاميركى اللامحدود لقادة الانقلاب العسكرى فى بيونس ايرس لتنظيم البطولة بل والفوز بها..!

الحكاية التى كشفتها وثائق كثيرة ووقائع البطولة نفسها أن الولايات المتحدة الأميركية التى رحبت بالانقلاب العسكرى بقيادة الجنرال فيديلا عام 76 رغم الاستنكار الدولى ومطالبة دول العالم بسحب تنظيم كاس العالم من الأرجنتين، لم تشأ أن تترك حليفها الأرجنتينى وحده فى مواجهه موجة الغضب العالمى وفى صراعات مسلحة داخلية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية . الضغوط الاميركية حققت ما أرادت

الوثائق التى تم الافراج عنها بشأن ما حدث فى كأس العالم بالارجنتين اثارت ضجة كبيرة , لان محتويات هذه الوثائق تضمنت معلومات جديدة لاول مرة . فكما تشير الوثائق الأميركية " فالشك كان فى محله فقد وعدهم كيسنجر وقال لوزير الخارجية الأرجنتيني جوزيتى بتاريخ 6 يونيو عام 67 –أى قبل البطولة بعامين كاملين-:"مهما كانت الظروف , ومهما حدث , سوف أكون في الارجنتين عام 1978" وهو عام كأس العالم , عندئذ توقع كيسنجر بكل ثقة أن " الارجنتين سوف تفوز " !!

المدهش أن جوزيتى رد على كيسنجر بأنه غير واثق من فوز الارجنتين بالبطولة، لكن كيسنجر نفذ وعده , وسافر للارجنتين , ودخل غرفة ملابس لاعبي بيرو مع دكتاتور الارجنتين ..!!

كان من المفروض وحتى يصل الفريق الارجنتينى للمباراه النهائية على حساب المنتخب البرازيلى، أن يفوز على فريق بيرو القوى فى تلك البطولة 6 اهداف مقابل لاشيئ . وحتى يحدث ذلك كانت الولايات المتحدة الاميركية –بجلالة قدرها- فى غرفة ملابس لاعبى بيرو مع ديكتاتور الأرجنتين لممارسة اقصى أنواع التهديدات للاعبى بيرو . وفازت الارجنتين 6-0 وسط ذهول العالم ووتأهلت للنهائي ثم فازت بالكأس على حساب فرق اقوى منها كثيرا فى ذلك الوقت.

الأمر لم يتوقف عند تهديد لاعبلى بيرو فقط واغراء الحكومة البيروفية بالمساعدات وبالافراج عن مساجين لدى الارجنتين . لكنه تعدى الحدود الى تهديد لاعبين مثل الاسطورة كرويف الذى غاب عن البطولة مع عدد من لاعبى المنتخب الهولندى والألمانى فالتهديد بالخطف كان حاضرا لكرويف الذى قرر عدم اللعب بالبطولة رغم الحاح ملكة هولندا واغراءه بالمال. فالولايات المتحدة الاميركية قررت فوز الارجنتين بالبطولة مهما كانت الأسباب. وفى المباراه النهائية ضد هولندا اتخذ الفيفا اغرب قرار له قبل المباراة بدقائق قليلة بتغيير حكم المباراة بحجة تنطبق على الارجنتين أكثر من هولندا . وهى حجة العلاقة الوطيدة بين هولندا وأسرائيل!! حيث كان الحكم الاسرائيلي أبراهام كلاين هو المقرر أن يحكم النهائي . التفاصيل كثيرة عن الحضور الطاغى للسياسة فى البطولة. فالسياسة هى التى اختارت البطل لكاس العالم 78 قبلها بعامين..!

وهنا يبقى السؤال منطقيا ...هل تفوز الولايات المتحدة الاميركية بكوبا اميركا ..؟ دعونا ننتظر









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة