أسباب تجمٌد الحل السياسى للأزمة السورية .. قيادات بالمعارضة تكشف لـ اليوم السابع سبب ضعفها وسبل حل الأزمة الراهنة.. "الغد السورى": الضرورة تقتضى إنشاء فاعل سياسى جديد يتكون من القوى الوطنية

الثلاثاء، 14 يونيو 2016 04:58 ص
أسباب تجمٌد الحل السياسى للأزمة السورية .. قيادات بالمعارضة تكشف لـ اليوم السابع سبب ضعفها وسبل حل الأزمة الراهنة.. "الغد السورى": الضرورة تقتضى إنشاء فاعل سياسى جديد يتكون من القوى الوطنية أمين سر تيار الغد السورى أحمد عوض
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعانى المشهد الراهن فى سوريا من حالة الجمود السياسى فى العملية التفاوضية عقب فشل "جنيف-3" فى تقديم أى حل أو رؤية مستقبلية لآليات الحل ووقف العنف فى سوريا، وفى ظل تشتت المعارضة السورية ورفض بعضها الآخر توحيد الصفوف لتشكيل جبهة معارضة قوية بوجه النظام السورى، بالإضافة للوضع المآساوى الذى تعيش المدن السورية بسبب الحصار الحالى مع تخاذل الدول الإقليمية والدولية فى التعاطى بجدية مع الأزمة السورية التى دخلت عامها الخامس.

من جانبه أكد أمين سر تيار الغد السورى، أحمد عوض، أن سبب جمود العملية السياسية للأزمة السورية مرتبط بالوضع السورى وطبيعة المتحاورين فى جنيف على الصعيد الداخلى والذين يفتقدون لأى نقاط أو رؤى مستقبلية مشتركة حول سوريا، موضحا أن كل طرف منهم يعمل على القضاء على الآخر وهو ما ينسف أساس العملية التفاوضية.

وأكد "عوض" فى تصريحات خاصة لليوم السابع، مساء الاثنين، أن أساس التفاوض هو وجود خلاف فى وجهات النظر أو خلاف فى الرؤى، لكن لابد أن يكون هناك رؤية مستقبلية مشتركة لسوريا و"ما نراه ان الطرفين المتفاوضين هناك طرف يريد التخلص من الآخر نهائيا"، على حد تعبيره.

وأوضح أمين سر تيار الغد السورى أن سوريا ضحية لاستبداد تؤخر الحل السياسى وهى استبداد النظام، الاستبداد الدينى، الاستبداد الدولى، أما على المستوى الاقليمى لايزال هناك خلاف بين الدول حول مستقبل سوريا فى ظل رغبة دول بعينها أن يكون لها دور رئيسى وفاعل فى المستقبل السورى وفى شكل الدولة السورية، مشيرا لعدم وجود توافق إقليمى وعلى الصعيد الدولى فى ظل الصراع بين المعسكر الأمريكى ورفاقه والمعسكر الروسى الذي يضم ايران وحزب الله والميليشية المتطرفة العابرة للقارات.

وأشار إلى أن تيار الغد السورى يرى أن الضرورة الوطنية تقتضى إنشاء فاعل سياسى سورى جديد يتكون من القوى الوطنية الديمقراطية المتفرقة والمتنافسة والضعيفة والهشة، مشيرا إلى أن واقع الصراع فى سوريا بين كتلتين هما الصراع والإسلاميين، لافتا النظر إلى أن المرجعية الدولية اتفقت على أن الدولة السورية فى المستقبل دولة مدنية تعددية ليس لها حامل سوى القوى الديمقراطية هو ما يسعى إليه تيار الغد له عبر برنامج العمل الوطنى للسوريين.

بدوره أوضح عضو الأمانة العامة لتيار الغد السورى، كمال الطويل، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، مساء الاثنين، وجود تباين فى التعاطى الامريكى والروسى لحل الأزمة السورية مع عدم الوصول لأرضية مشتركة واضحة للحل السياسى للأزمة، موضحا أن الروس والأمريكان كلا منهم يفطر بطريقته الخاصة وهو ما يحدث ارتباك فى الحل السياسى والعملية التفاوضية، إضافة لتشتت المعارضة السورية الذى يعد سببا فى جمود العملية السياسية.

فيما أكد عضو الأمانة العامة في تيار الغد السورى، زكريا السقال، فقدان السوريون لقرارهم منذ فترة طويلة لأسباب ذاتية وموضوعية حيث سمحوا للقوى العالمية والإقليمية بالتدخل ببلادهم، موضحا أن "بنى المعارضة والضعيفة والمريضة" مع تفشى الخلافات بينهم أفقدتهم قرارهم وهو ما دفع الآخر لكى يخطط ويرسم لإعادة رسم المنطقة من أجل مصالحه وأهدافه البعيدة مستغلا عجرفة النظام وإجرامه التاريخى وارتهانه لحلفائه الإقليميين والدوليين، وبهذا يكون الصراع الدائر بسوريا هو صراع إقليمي- دولى وواصفا السوريين بـ"بنك دماء" بيد هذه الدول.

ووصف "السقال" فى تصريحات خاصة لليوم السابع، مساء الاثنين، الروس بأنهم متعهدين دوليين يريدون من الصراع فى سوريا بعض المكاسب التى سمحت بها الولايات المتحدة بعد وضع يدها على الملف النووى الإيرانى، وذلك بتأمين ابعاد الحصار الاقتصادى المفروض والذى تلوح به أوروبا مع أمريكا ووضع حل للتدخلات بأوكرانيا وحماية قاعدتها بسوريا فى طرطوس، مشيرا لاطمئنان الولايات المتحدة مطمأنة لأنها من تقرر رسم مستقبل المنطقة وترتيبها باسم الحرب على الارهاب وذلك بإيجاد دولة ضعيفة مرتبطة ضمن توافقات للمكونات المحلية برعاية دولية، مؤكدا أن إسرائيل اللاعب الغائب الحاضر الذى يراقب ويقرر لهذا، على حد تعبيره.

وأوضح أن المعارضة السورية انعكاسا للصراع الدولى والإقليمى، داعيا المعارضة لأن تقرر موقفها عبر إبقاء الوضع المآساوى هكذا أو تتداعى من أجل التوافق ضمن ما يطرحه الواقع الذى يتحتم تفويت الفرصة على الوضع الاقليمى والدولي من خلال التوافق على وحدة سوريا بصياغة توافق على حل سياسى ينهى العنف ويضمن الانتقال للدولة والدستور والقانون والقضاء والعدالة.

وتابع السقال بالقول : "لا خيار أمام السوريين إلا التوافق على حل سياسي بلغة وخطاب يقبله المجتمع الدولي ويلزمه ويفوت الفرصة على مخططات رهيبة تعد للمنطقة...سيكون الصراع طويلا ولكن الخطوة الأولى لنرى اللوحة وقراءتها هي ضرورة وقف العنف والبحث عن مشروع اقليمي يمثل أمن ومصالح شعوب المنطقة...ولابد للنخب العربية ونخب مكونات المنطقة النظر لمستقبل المنطقة بجدية وعدم الحماقة ورد الفعل والتخلص من كل أمراض وعفن الاستبداد."

يذكر أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دى ميستورا أكد الخميس الماضى أن المنظمة الدولية لن تعقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية فى جنيف حتى يتفق المسئولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسى الذى تنتهى مهلة التوصل إليه فى الأول من أغسطس المقبل.


موضوعات متعلقة



- دى ميستورا: الوقت لم يحن لجولة جديدة من محادثات السلام السورية












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة