قبل أن تنقرض... طريقة تصنيع آلة السمسمية

السبت، 11 يونيو 2016 03:17 م
قبل أن تنقرض... طريقة تصنيع آلة السمسمية صناعة السمسمية
كتب محمد عوض – تصوير إسلام أسامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السمسمية تواجه مستقبلا ينبأ باندثار الآلة لقلة عدد عازفيها، وكاتبي أغانيها، مقارنة بتاريخها المعروف في فترات الخمسينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي،حتى أن فرق الموسيقي والفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة في مدن القناة تعيد إنتاج أغنيات قديمة عن الانتصار و الصيد وعمل البمبوطية.

صناعة اله السمسمية (1)

برغم أن السمسمية موجودة كآلة عزف في دول بحوض البحر الأحمر، إلا أن شهرتها ترتبط بمدن قناة السويس الثلاث" السويس والإسماعيلية، وبورسعيد"، حيث ظهرت بالمنطقة مع بداية حفر القناة في " 1959-1869"، على يد عازفين نوبيين ، ويذكر مؤرخي الموسيقي أن أولهم أسمه " عبد الله كبربر" عندما عزف السمسمية التى تشبه آلة " الهارب" المرسوم على جدران المعابد الفرعونية ،في حلقات سمر العمال ليلا ليحكوا معاناة يومهم في الحفر.

تاريخ آلة السمسمية أو الطنبورة الضارب في عمق التاريخ، لا يضمن وحده استمرار مستقبلها، مما دفع عازفين ومهتمين بالموسيقي لإطلاق مبادرات لتعليم الأطفال طرق العزف، ومراكز جديدة لصناعة الآلات وتعليم العزف والغناء عليها.

في مدينتي الإسماعيلية وبورسعيد توازت جهود ثلاثة مهتمين بالسمسمية لإطلاق مبادرات لتعليم الأطفال وصناعة آلات جديدة، لتضمن استمرار الآلة الموسيقية مؤرخة تاريخ حكي قناة السويس.
صناعة اله السمسمية (2)
ففي مدينة الإسماعيلية لم يكن محمد ميدا بقدر حظ محمد غالي في بورسعيد، فالأول مازال يبحث عن مكان لعرض إنتاجه من آلات السمسمية، ويحمل الدولة مسئولية الحفاظ على التراث .

ويقول ميدا " كل ما اطلبه هو مكان مفتوح أعرض فيه آلات السمسمية لأني املك آلات تاريخية منها يعود لحفر قناة السويس قبل 150 عاما، ومنها من فترات الحروب حتى 1973" .

ويضيف " المسئولين مهتمون بالتصريحات بأنهم يدعمون التراث ولكنهم لا ينفذون وعودهم وأتمني أن يكون لي مكان معروف في أي موقع يعرف المارة ان هذا المكان يصنع السمسمية ويحافظ عليها.
ميدا الذي يقدم عروضا فنية مع فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية بقصر ثقافة الإسماعيلية ووزارة الثقافة وشارط في تمثيل مصر في مهرجانات دولية، حول منزل والده الراحل لمخزن و ساحة لعمله على صناعة السمسمية ولكنه يري انه ليس كافيا لعرض قطع فنية تراثية .
ويقول "السمسمية لها حق على الدولة كي لا تموت".

صناعة اله السمسمية (3)
ويضيف " لا أريد دعما ماليا، لأن احتياجاتي لتصنيع الآلات بسيطة كل ما أريده هو مساحة للعرض المفتوح أمام الجمهور".
ميدا يتعاون حاليا مع رضا قنديل أحد عازفي الإسماعيلية في مدرسة لتعليم الأطفال العزف على السمسمية بمكتبة مصر العامة، حيث يقوم الأول بصنع الآلات التى يعزف عليها الأطفال المهتمين بورش الموسيقي.

قنديل يتفق مع ميدا في دور الدولة لرعاية الفنانين المهتمين بالتراث، لأن الفنان مهما بلغت إمكانياته وجهده لن تتساوي مع امكانيات الدولة .
يقول قنديل الي قابلناه يعزف بجوار مراكب الصيد على بحيرة التمساح وقت الغروب،"نقوم بمبادرات لتعليم الأطفال العزف على الآلة لأن وجود عازف واحد يستطيع تكوين فرقة كاملة، ولكن ما نفعله مبادرات فردية تحتاج لدعم حكومي.

ويضيف "الناس عزفت عن سماع السمسمية بسبب " الدي جي" الذي أثر على كل الفرق الموسيقية وليس السمسمية فقط، بالإضافة إلي أننا نعاني من قلة عدد العازفين والمتدربين ولكن هناك محاولات ومشروع لتعليم الاطفال ونقل خبرات الكبار ".
وتظهر لمحة حزن في عين رضا قنديل وهو يقول " هناك فرق في سيناء و لكن عددها قليل، لأن الموسيقي واللون نفسه لم يعد مثل السابق والحالة المزاجية الفنية للمصريين في انحدار ، لأن الاتجاه السائد لسماع الاغاني الهابطة وليس السمسمية ".

صناعة اله السمسمية (4)

صناعة اله السمسمية (5)

صناعة اله السمسمية (6)

صناعة اله السمسمية (7)

صناعة اله السمسمية (8)

صناعة اله السمسمية (9)

صناعة اله السمسمية (10)

صناعة اله السمسمية (11)

صناعة اله السمسمية (12)

صناعة اله السمسمية (13)









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة