أكرم القصاص - علا الشافعي

مصطفى سعيد ياقوت يكتب: حريق الرويعى ودروس مستفادة

الخميس، 26 مايو 2016 03:00 ص
مصطفى سعيد ياقوت يكتب: حريق الرويعى ودروس مستفادة حريق الرويعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرَّ ما يزيد على أسبوعين منذ الحريق الهائل الذى شبَّ فى شارع الرويعى بالعتبة والذى تسبَّبَ فى الكثير من الخسائر للتجار وأصحاب المخازن، حيث التهمت النيران بضائع بملايين الجنيهات، ثم تلا ذلك عدة حرائق فى أماكن مختلفة فى نفس الأسبوع.

وبعيداً عن أسباب وتفاصيل اندلاع وانتشار النيران فى هذه الحرائق، أعتقد أن الوضع كان سيختلف فى وجود إنذار للحريق بصوت مُدَوِّى ومسموع للقاصى قبل الدانى.

الخسائر كانت ستصبح أقل لو كان هناك مضخة للمياه مع خراطيم معتمدة للإطفاء بدلاً من انتظار سيارة إطفاء الحريق التى قد تستطيع الوصول للمكان أو لا تستطيع، وجود طفايات يدوية وبطانيات حريق والأدوات اللازمة للإسعافات الأولية كانت ستقلل من الخسائر والإصابات.

لذلك، فقد حان الوقت لفتح ملف شائك وخطير جداً ألا وهو ملف السلامة والصحة المهنية، وهو من أخطر الملفات الذى يجب أن تهتم بها الدولة، حيث لا يقل فى أهميته عن تحسين شبكة الطرق مثلاً، لأن المستثمر الذى يسمع عن حرائق وإصابات لن يغامر بدفع أموال طائلة وتوظيف عمال ذوى ثقافة محدودة فيما يخص سلامة العمل.

وكلنا شاهدنا على الهواء كيف تعاملت السلطات فى إمارة دبى باحترافية شديدة للسيطرة على حريق فندق العنوان ليلة احتفالات رأس السنة، العالم كله عرف أن دبى بها إدارة محترفة للتعامل مع الكوارث والأزمات ومن يذهب هناك للعمل أو السياحة فهو فى أيدٍ أمينة، تعرف جيدا كيف تحافظ على حياته وممتلكاته.

نحن لا نملك فى مصر ثقافة السلامة والصحة المهنية حتى داخل المنزل فكثيرا ما نسمع عن حريق نتيجة انفجار خرطوم أنبوب الغاز أو حوادث تسمم مثل تناول الأطفال لأحد المنظفات.

وهنا يجب أن نسأل أنفسنا: كم مواطن مصرى يمتلك بطانية أو طفاية حريق فى مطبخه؟ كم مواطن مصرى يعلم جيداً الإسعافات الأولية فى حالة إصابة أحد الأشخاص بحروق أو كسر فى الأطراف أو ابتلاع مواد سامة أو ابتلاع شىء معدنى؟
نحن شعب يتأكد من عدم تسريب الغاز من أنبوبة البوتاجاز بتقريب عود الثقاب المشتعل فى اتجاه الأنبوبة.

أما عن بيئة العمل فحدِّث ولا حرج فكثيرا ما نسمع فى الورش والمصانع عن عامل يقطع إصبعه نتيجة للتناول الخاطئ للآلة التى يستخدمها أو عامل يصاب بالتهاب جلدى نتيجة تعامل خاطئ مع مواد كيماوية.
هذا بالإضافة إلى الطريقة الخاطئة لتخزين المواد، سواء مواد غذائية، أو مواد صناعية، فتكون النتيجة تسمما غذائيا أو استخدام مادة غير صالحة فيكون المنتج النهائى فى غاية السوء ما يتسبب فى ضياع الكثير من الجهد والمال.

الإصلاح فى ملف السلامة والصحة المهنية يبدأ من وجود كليات ومعاهد متخصصة لمهندسى وممثلى السلامة مع وجود مناهج تعليمية متطورة بالإضافة للتدريبات العملية المستمرة.

"دور مهندس السلامة لا يقل بأى حال عن دور ضابط الشرطة الشريف فالهدف الأساسى لكليهما الحفاظ على الأرواح والممتلكات".

ملف السلامة يبدأ من نشر الأفلام الوثائقية والإعلانات والنشرات عن حوادث العمل وحوادث المنزل وكيفية التعامل باحترافية فى حالة الطوارئ، يجب أيضاً توفير دورات تدريبية إجبارية مع الترخيصات الجديدة للمنازل والشركات والمصانع والمحلات التجارية بالإضافة إلى ضرورة اشتمال الترخيصات الجديدة لهذه الأماكن على وسائل مكافحة الحرائق وصناديق الإسعافات الأولية وعوازل الكهرباء الأوتوماتيكية ومخارج الطوارئ... إلخ.

فيما يخص المواد الغذائية والتسمم الغذائى، يجب تشديد الرقابة على الأسواق ومحاسبة مفتشى الصحة التى امتلأت بطونهم بأموال أصحاب المطاعم وشركات إنتاج المواد الغذائية ليتجاوزوا عن الكوارث التى تحدث أثناء عملية تصنيع وتعبئة المواد الغذائية.

فى المنزل يجب على جميع أفراد الأسرة عامةً والأبوين خاصة أن يكونوا على دراية بكل ما يجعل منزلهم آمنا، هناك فرع كبير جداً فى السلامة والصحة المهنية يسمى "منزل آمن" لا نعرف عنه الكثير وهو يوضح بالتفصيل طريقة التعامل مع الحرائق ومصادر الكهرباء والمواد السامة والمنظفات داخل نطاق المنزل، بالإضافة للأُطُر العامة للصحة البدنية وأنواع الطعام الصحى وطرق التعامل مع الأمراض الموسمية... إلخ.

الموضوع لا يتسع له عشرات المقالات فهناك الكثير والكثير ولكن يجب أن نبدأ فى الإصلاح والبداية يجب أن تكون الآن وليس غدا وإلا فالعواقب سوف تكون وخيمة على الجميع ولن ينجو منها أحد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مدحت محمد عزت

الرويعى

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام بسيونى

هل سنتعلم من اخطاءنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة