أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

مبارزة بالصور على «جثة حلب»

الأحد، 01 مايو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- أكبر من الكلام والبروفايلات



كيف صحا العالم فجأة على كل هذه الصور من حلب المدمرة، بينما الحرب من خمس سنوات، صفحات فيس بوك وفضائيات مثل الجزيرة، نشرت صورا قديمة أو من دول أخرى، لكن وكالات الأنباء نشرت صورا حقيقية للضحايا، نشرت من وجهة نظرها، الحقيقة المؤكدة أن السوريين يدفعون ثمن لعبة دولية وإقليمية معقدة.

من أسبوع الجيش السورى يشن غارات على من يصفهم بالإرهابيين. وجبهة النصرة وداعش والجيش الحر تقصف مناطق النظام بالمدافع والصواريخ وأنابيب الغاز، النصرة وداعش يسيطر كل منها على مساحات من حلب، 240 مدنيا سقطوا مؤخرا فى مبان ومستشفيات، 290 ألفا فى 5 سنوات وحوالى 6 ملايين لاجئ ومشرد. أمريكا وروسيا وصلا لاتفاق هدنة فى الغوطة ودمشق واللاذقية 6 أيام لا يشمل حلب، هناك اتهامات لكل الأطراف بارتكاب مجازر وجرائم حرب وإبادة جماعية، الضحايا يسقطون يوميا، وصورهم تظهر موسميا.

حرب الصور والفيديوهات انعكست على مواقع التواصل إلى مباريات فى الجدل والسباب، وتوظيف الضحايا فقط للبرهنة على وجهة نظر هذا الطرف أو ذاك، هناك من يخوضون ضمن فرق الدعاية، وأغلبية تتعاطف بناء على الصور، وما استقر فى يقينها دون أسئلة، فلا أحد ضمن جمهور الزحام مستعد للأسئلة، من أين أتت كل شبكات الإنترنت بهذه الحرفية والكفاءة، ولماذا تم استبعاد حلب من الهدنة باتفاق أمريكى روسى؟ مؤيدو داعش والنصرة يعتبرون سقوط داعش جريمة فيما يعتبره النظام السورى انتصارا.

قبل خمس سنوات ظهرت حملة مشابهة، كانت المصادر قناتى الجزيرة والعربية والمرصد السورى، واتضح أن صاحبه مقيم فى بريطانيا، وليس فى سوريا. الصور الجديدة فى حد ذاتها تكشف عن فظائع وجرائم حرب، كل طرف يستخدمها لاتهام طرف آخر، المفارقة أنها ظهرت فجأة وكأن كل هؤلاء الذين غيروا صور البروفايل للون الأحمر اكتشفوا الأمر الآن، وكأنه لم يكن هناك قتل يومى، ومذابح من كل الأطراف، وما مصير داعش فى هذه الحفلة وهى التى احتلت الصورة مذابح وإلقاء من الأسطح وحرق.
حرب الصور تصنع تعاطفا «افتراضيا».. حرب بالوكالة لا علاقة لها بمصالح الشعب السورى. أمريكا والتحالف هم من دعموا جبهة النصرة والجيش الحر، روسيا تدعم بشار. الرئيس التركى أردوغان سارع بإعلان التدخل لإنقاذ الشعب السورى، وهو متهم بدعم جبهة النصرة وداعش وسرقة البترول ويريد جزءا من سوريا ويحارب الأكراد.

هذه الحملات قد تكون مقدمات للتدخل الأمريكى أو اتفاق أمريكى روسى، وصف داعش والنصرة بالمعارضة تحيز، مئات الآلاف من المسلحين الفرنسيين والبريطانيين والشيشان وباكستان ومصر والعراق والسعودية وتونس والجزائر وأفغانستان، وتعدم وتقتل من تشك فى ولائه، مئات المليارات ضختها قطر والمملكة وغيرهما، حرب تتجاوز الكلام والكاميرات وتغيير البروفايلات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام

مقال جميل وتحية شكر لكاتب هذا المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

بهاء

الشاطئ

ابو يحي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة