بعد فستان فيفى عبده.. كيف نجح الغرب فى استغلال هويتنا الفرعونية فى عالم الأزياء وفشلت مصر؟.. ديور وفالنتينو وجيفنشى أشهر دور أزياء استوحت تصميماتها من الحضارة الفرعونية.. ومصر اقتبست من الغرب

فستان من اللون الأزرق صمم فى الأساس على أنه مستوحى من الموضة الفرعونية، هذا الذى اختارته فيفى عبده لإطلالتها الأخيرة ضمن ديفيليه فى محافظة الأقصر، هذا التصميم الذى نال قدرًا كبيرًا من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث وجد البعض أن التصميم جاء سيئًا للغاية ولا يتناسب مع رقة الأزياء الفرعونية التى استوحى منها مصمم الفستان هذا التصميم، هذا على عكس ما يقدمه صناع الموضة والأزياء فى الغرب، فقد استطاعوا على مدار سنوات طويلة أن يبدعوا فى تصميم أزياء مستوحاة من الحضارة الفرعونية القديمة.

صناعة الأزياء الفرعونية التى ظهرت فى الأزياء فى الدولة القديمة وتحديداً فى 3200 ق. م، ولم تتوقف عند هذا الحد بل تطورت فى عهد الدولة الوسطى الإمبراطورية 2140-1580 ق.م ووصلت أوج عظمتها فى عهد الدولة الحديثة تقريباً فى الفترة ما بين 1580-1084ق.م، الأزياء الفرعونية التى تأثرت كثيراً بعاداتهم وتقاليدهم وكذلك معتقداتهم الدينية فى مثل هذا الوقت، حتى على مستوى صناعة الحلى والمجوهرات.

هذه الأزياء التى أبدع القدماء المصريون فى صناعتها، بألوانها ونقوشها التى أبهرت العالم كانت وما زالت مصدر إلهام لصناع الموضة فى مصر وخارجها، فلم يتوقف صناع الموضة العالمية أو دور الأزياء الكبرى عن استلهام أزيائهم من أرشيف الفراعنة، استطاعوا أن يصنعوا من هذه الموضة التى يعود تاريخها إلى آلاف السنين أزياء تصلح لعصرنا الحالى، أفكار وتصميمات من وحى أزياء الفراعنة أبهرت العالم ونافست على الصدارة.

لم تكن دار الأزياء العالمية "ديور" فقط هى من قررت أن تستوحى الأزياء من الأزياء الفرعونية، بل قائمة مصممى الأزياء الذين استوحوا أزيائهم منها كثيرة".

ديور

فى عام 2015 أى قبل عام من الآن، قررت دار الأزياء العالمية ديور أن تستوحى موضتها لأزياء الربيع والصيف من أزياء الفراعنة، حيث خرجت المجموعة بالكامل بتصميمات ذات لمسة فرعونية لفتت أنظار العالم، وعلى الرغم من أن ديور لم تكن دار الأزياء الأولى التى تقتبس من موضة الفراعنة إلا أن الأزياء جميعها كانت مميزة وغير تقليدية، وتنوعت فى الألوان المختارة وكذلك لم تكن تشبه غيرها من الاقتباسات السابقة.

جفينشى

لأنها مصدر إلهام لصناعة الموضة حول العالم، فكانت ومازالت الحضارة الفرعونية وتحديدًا الأزياء منها مرجع لا يمكن لشركات الموضة العالمية وصناعها فى كل أنحاء العالم تجاهلها بأى شكل من الأشكال، وهو ما دفع دار الأزياء العالمية "جفينشى" أن تستوحى مجموعاتها الجديدة من الموضة الفرعونية.

ريكاردو تيشى هذا المصمم الذى يقف خلف مجموعة الشتاء لعام 2016 لدار الأزياء "جفينشى"، حيث كان قادرًا على المزج بين أفكاره وموضة العام وأفكار الأزياء الفرعونية التى كانت مصدر إلهام له فى هذه المجموعة، التى طغى عليها اللون البنى والذهبى وتميزت بإكسسوارات وتطريز على الطريقة الفرعونية.

جون جاليانو

جون هذا المصمم البريطانى الأصل، والذى رأس جمعية هوت كوتور جيفنشى فى الفترة ما بين 1995 إلى 1996، وكان مصمم دار الأزياء الشهيرة ديور منذ 1996 وحتى 2011، وعلى الرغم من أنه كان وما زال قادرًا على أن يقدم إلى عالم صناعة الأزياء كل ما هو جديد إلا أنه قرر أن ينظر إلى صناعة الأزياء الفرعونية والاقتباس منها، ولكن قبل أن يغادر دار الأزياء العالمية قدم مجموعة من التصميمات التى لجأ فيها إلى الاقتباس من الأزياء الفرعونية القديمة والتى ظهرت فى كثير من أفكاره، وليس فقط على مستوى الأزياء، بل كذلك فيما يتعلق بـ الإكسسوارات المستخدمة.

فالنتينو

أما مصمم الأزياء الإيطالى "فالنتينو" الذى استلهم هو الأخر الكثير من الأفكار من الحضارة الفرعونية القديمة، ففى أخر مجموعة له، قرر أن يستوحى إكسسوارات الشعر والأزياء من التصميمات الفرعونية القديمة، حتى تتناسب مع الطابع العربى للتصميمات والتى ظهرت بشكل غير تقليدى، لذا لجأ المصمم الإيطالى إلى الموضة الفرعونية ليستوحى منها ما يتناسب مع العرض.

صناع الموضة فى الصين يستوحون أزياءهم من الحضارة الفرعونية

الصين هى الأخرى لم تكن ببعيدة عن هذا الاتجاه، بل استوحت أزياء الكثير من تصميماتها من الحضارة الفرعونية القديمة، وهو ما ظهر بقوة فى عرض أزياء للمصممة الصينية "تاو تاو" ضمن أسبوع الموضة فى الصين، حيث خرجت الأزياء ببصمة فرعونية مميزة، حيث أبدعت المصممة فى المزج بين الكلاسيكى والحديث، وهو ما ظهر بشكل واضح من خلال العرض.

العالم يستوحى من الحضارة الفرعونية.. ومصر تقتبس من الغرب

عروض أزياء متنوعة تسعى جاهدة لإثبات نفسها على منصات الموضة المصرية، بخطوط المصممين المصريين التى ظهر عليها بقوة ميلها للشكل الغربى من خطوط الموضة، ولم يتم رصد محاولة واحدة للاقتباس من الهوية الفرعونية، أو تصميم مجموعة كاملة لمصمم أزياء مصرى من وحى المعابد والثقافة والحضارة الفرعونية.

محاولة واحدة هى التى يمكن رصدها هى ما قام بها مصمم الأزياء المصرى "هانى البحيرى" الذى حاول دائماً وأبداً إبراز الخطوط الفرعونية فى تصميماته من خلال عرض فستان افتتاحى بالإكسسوارات الفرعونية، ولكن لا يمكن لمس خط انتاج واضح مستمر لمجموعات مستوحاة من الحضارة الفرعونية، على عكس ما اتجهت إليه بيوت الأزياء العالمية التى تعاملت مع الحضارة الفرعونية باعتبارها إرث ثمين يجب تخليده على تصميمات الأزياء.

أما ما مال إليه مصممو الأزياء المصريين فهو غالباً ما عبر عن ثقافات غربية لم تتفق معظمها مع هوية المجتمع وثقافته.

موضوعات متعلقة..

- جولة فى اهتمامات رواد تويتر اليوم.. زيارة الملك سلمان لمصر فى الصدارة لليوم الثانى على التوالى.. احتفاء كبير بأغنية عمرو دياب الجديدة.. سخرية من "فستان فيفى عبده"..وهاشتاجات "التهييس" أمر لابد منه