جمال أسعد

ازدراء أم وصاية على الدين؟

الثلاثاء، 05 أبريل 2016 10:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الخلاف هنا مواجهته تكون بالحجة والفكرة والموعظة الحسنة لا بالقانون والسجن



الدين أى دين له قدسية شديدة واحترام كبير وتقدير عميق لدى كل معتنقيه، ذلك لإيمانهم بصحيح هذا الدين الذى ارتضوا اعتناقه حتى ولو كان هذا الإيمان بهذا الدين كان عن طريق التوريث. ولكن وخلال حياة الإنسان الوارث لهذا الدين يتم التعرف والتعلم والتفقه فيه حتى يتحول هذا التوريث إلى إيمان حقيقى، حيث لا يخلو الأمر من التعرف على أديان أخرى، فيكون هذا عامل من عوامل تثبيت المؤمن بدينه وتمسكه به.

وأى مؤمن بأى دين يعلم أن الله الذى أنزل هذه الأديان هو الذى أراد تلك التعددية الدينية، سواء كانت أديانا سماوية أو وضعية، فهو الذى سيحاسب الجميع، ولم يعط الله تفويضا لأحد، أو فرصة لأحد، سواء كان مدعياً أو وصيا أو تاجرا بالدين، أن يحاسب البشر على إيمانهم بهذا الدين أو بغيره، فالله لم يشء هذه التعددية فقط، حيث لو شاء لجعل الناس أمة واحدة وهم مختلفون، بل أكثر من ذلك، فقد أعطى الله الحرية للإنسان لأن يكون متدينا أو ملحدا بكامل حريته (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، بل أعطى للإنسان الحرية فى أن تكون إرادته مفعلة حتى لو تعارضت مع أوامر الله (أورشاليم يا أورشاليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم من مرة أردت أن أجمع بنيكى، وأنت لم تريدى فليترك لكم بيتكم خرابا) هنا كانت إرادة أورشاليم، ولكن الحساب كان خرابها.

كما أن ما يسمى ازدراء، بل رفض، بل تسفيه الأديان، كان ولا يزال منذ أن وجد الإنسان، ومنذ أن كانت الأديان. ومع ذلك لا ولن تسقط الأديان ولا تزول، بل يتزايد ويتنامى معتنقوها، ذلك لأن الله الذى أرادها لا البشر، فليتمسك كل صاحب دين بدينه قولاً وعملاً ، إيماناً وسلوكاً عبادةً وحياة، ويقتنع فى ذات الوقت أن غيره من حقه أيضاً هذا الإيمان وبنفس الدرجة.

والخلاف هنا كان وسيظل، ولكن مواجهته بالحجة والفكرة بالعمل الصالح والموعظة الحسنة لا بالقهر ولا بالقانون، ولا بالسجن، فهل يمكن أن يجبر أى إنسان قهراً على الإيمان بدين أو عقيدة أو مبدأ، بالطبع لا حيث إن الإيمان لا يكون بغير الاقتناع الذى لا يهزه أحد ولا تجبره قوة. فماذا حدث لمصر ؟
كان الملحد يعلن إلحاده ويرد عليه المؤمن مفندا رؤيته التى يمكن أن تساهم وتساعد الملحد للعودة للإيمان. شك طه حسين فى وجود النبى إبراهيم ولم يسجن. فما لنا نرى تلك الهجمة تحت مسمى ازدراء الأديان بالمادة 98 والتى كانت لأسباب سياسية لا علاقة لها بالدين ولا بحمايته، فالذى يحمى الدين هو الله، نعم التراث له أهميته العقيدية والتاريخية، ولكن ليس كل التراث فى أى دين، حيث إنه اجتهاد بشرى قابل للصواب والخطأ، فهل نقد فكر البشر هو نقد للفكر الإلهى ويستدعى السجن؟ ماذا نفعل لو أعلن أحد إلحاده، وهذا حقه الدستورى والقانونى، بل الدينى؟ وهل الذين يتاجرون بدعاوى الحسبة يخافون على الدين أو هم يريدون الظهور والتواجد الإعلامى؟ وهل ممارساتهم هذه خوفا على الدين؟ وهل هذا الخوف يترجم فى سلوكيات دينية حقيقية؟ أم هى نوع من الوصاية على الدين؟ الغوا مادة الازدراء. افتحوا باب الحرية. أقيموا العدل، حققوا العدالة، احترموا العمل، قدسوا الصدق، اقبلوا الآخر، فهذه هى السلوكيات الحقة للحفاظ على الدين بعيداً عن الادعاء بالازدراء، اتركوا الدين للديان، جلا جلاله، وكفى وصاية، فالله وحده هو الواصى على الجميع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

طاهر

اليوتوبيا المصرية ... أو شىء يشبهها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة