الحبيب الجفرى: التقديم الخاطئ للدين يدفع الشباب للإلحاد ومنهم حفظة القرآن

قال الحبيب على الجفرى، الداعية الإسلامى، إنه لم يسبق فى تاريخنا مثلما يحدث الآن من شدة التنافر فى الأفكار بين البشر اليوم، وهذا التزاحم والتنافر فى منطقتنا جزء مما يحدث فى العالم وفى بلاد اليمن، التى كنا فيه معاشر أهل السنة صنوان مع الزيدية، أصبحت اليوم أيادى السياسة التى أثارت النعرات أصبحنا نتقاتل ويقتل بعضنا بعضا، وأخطر ما فيه أنه ينسب إلى الله ورسوله، فنجد أناسا دفعهم الهوى ويقتلون باسم الله، والمعترك لا دخل له بالدين وإنما لعبة سياسية استغلت النواحى والنعرات الطائفية والمستفيد فى الظاهر اليوم هو المحتل الذى يضع رجلا على رجل ويشاهدنا ونحن نتقاتل ونكفيه قتالنا.

وأضاف فى كلمته بختام الموسم الثقافى لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر ،بالتعاون مع رابطة خريجى الأزهر ،أن العالم يعيش معترك اليوم سببه التدافع فالعالم يعيش مرحلة انتقالية فكرية كبرى ويعيش مراحل انهيار فلسفة ما بعد الحداثة ،فالعالم اليوم يشهد مرحلة مشارف نهاية ما بعد الحداثة وتبعت مرحلة فصل الدين عن الحياة ثم انكار وجود الاله والعياذ بالله.

وتابع: حتى العلم التجريبى فى سقوط والعالم يستعد لمرحلة ما بعد الحداثة وبدأت منذ عام 2004، هذه المرحلة شبابنا حتى الإسلامى يتنفس من حيث لا يشعر مخرجات ما بعد الحداثة فجاءوا بنفس الإدارة الرأسمالية وأقاموا على أساسها الدورات، فالحديث عن البنوك والاقتصاد الإسلامى لم تستطع الخروج عن الحداثة وإنما قمنا فقط بفتاوى توضح التعامل مع هذه البنوك.

وأضاف لكن العالم الآن الاضطراب الأكبر، الذى يعيشه فى مرحلة ما بين المرحلتين وعلينا أن نرقى لمرحلة الإنتاج الفكرى فمن ميزات الزمان الذى نعيشه أن الأفكار حرة، وفى هذا المزدحم والمعترك عادة العالم يأخذ من 25 إلى 30 سنة فى بلورة الفكرة ثم من 100 إلى 150 فى تنفيذها وفرضها على أرض الواقع، فالعالم فى حالة اشتباك كلى فى الأفكار والعقول، والنقاش العبثى الذى يلبس ثوب العلم وهو منه براء فى ظل هذا المعترك الذى نريد أن يكون سببا فى دعوة الخلق إلى الخالق، الذى يقع فى الواقع لا يستطيع انتشال الآخرين منه مطلقا، فالداعى إلى الله إذا وقع فى ذلك لا يكون ممن يستخدمهم الله فى تعديل الواقع، فحاله صلى الله عليه وسلم الأصل فيه الرحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ولم يقل أبدا فى أى من القراءات للمسلمين وإنما للعالمين كافة.

وأضاف أن الشباب يتجه إلى الإلحاد وانصح الذين يقولون إنه تهويل من الإعلام، أن ينزلوا إلى أرض الواقع، فقد جلست مع عشرة من الشباب الملحد للأسف سبعة منهم حفظة للقرآن الكريم، وذلك بسبب التقديم الخاطئ للدين، واليوم لدينا عدد غير قليل من الملحدين والدافع أخلاقى.

والعالم لا يكون عالما للسلطان ولا للشعب بل يكون عالما للشريعة، فالعالم الذى يداهن السلطان كالذى يداهن الشعب، وإنما العالم يكون فى خدمة الدين.

حضر الندوة الدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى، والدكتور أشرف عطية البدويهى، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا، والدكتور أسامة الأزهرى وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والشيخ محمد إبراهيم عبدالباعث من علماء الحديث والتفسير، والدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية، واللواء أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة رابطة خريجى الأزهر.

موضوعات متعلقة

شيخ الأزهر يلقى كلمة أمام ملك البحرين ويستنكر التدخل الإيرانى فى شأن الخليج

ملك البحرين يستقبل السفراء العرب لدى القاهرة اليوم

ملك البحرين يصل مشيخة الأزهر للقاء الإمام الأكبر وكبار العلماء

الأزهر يمنح العاملين بالمشيخة إجازة مدفوعة الأجر بمناسبة زيارة ملك البحرين