على شاطئ سوسة المتوسطى وفى "نزل الإمبريال مرحبا" الذى وقع فيه هجوم إرهابى غادر، استهدف السائحين الأجانب العام الماضى، أقيمت الندوة الدولية لتعزيز قيم السلام والحوار المنعقدة بمدينة سوسة التونسية، لمواجهة التطرف والإرهاب بالفكر والثقافة وتطوير المناهج التعليمية.
وقف تلاميذ المدارس التونسية بملابسهم الوطنية يتحدون الإرهاب بأغانى وأزهار وشاركهم الفنان الكبير لطفى بوشناق فيما حضرت شخصيات مصرية وعربية وعالمية لدعم تونس وتشجيع السياحة والاقتصاد الذى تأثر على وقع الهجمات الإرهابية.
وعلى الجانب الآخر للشاطئ تجمع مثقفون وإعلاميون حول الفنان ظافر العابدين سفير منظمة الألكسو للنوايا الحسنة مخاطبا الشعب التونسى.
وفى الساحة التى شهدت الحادث جلست رئيسة مالطا مارى لويز كوليرو بجوار رئيس الوزراء التونسى الحبيب الصيد والمدير العام للألكسو الدكتور عبد الله حمد محارب والمدير العام للأيسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجرى ورئيس البرلمان العربى أحمد محمد الجروان مدير ديوان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى يوسف العثيمين.
وفى نبرة تحد قال رئيس الحكومة التونسية إن السلاح الأنجح لمقاومة الإرهاب والفكر المتطرف هو تحصين الناشئة من الفكر التكفيرى الهدام ومراجعة المناهج والمقاربات فى اتجاه بث ثقافة قوامها الفكر النقدى والمتبصر، والمتشبع بالقيم الانسانية النبيلة والمتأصل فى موروثه الثقافى.
وأضاف الحبيب الصيد أن تونس اختارت منهج التوافق وفسح المجال لمختلف المشارب والانتماءات الفكرية والسياسية للتعبير عن آرائها ورواها، مؤكدا أن تونس ستبقى منارة للثقافة الاسلامية السمحة القائمة على الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتطرف.
من جهته قال وزير التربية التونسى ناجى جلول: "الحوار والسلام سبيلنا الوحيد لتحدى الإرهاب، مشيدا بما قدمه الشعب التونسى من تضحيات وخاصة ملحمة بن قردان واستبسال أبناء تونس ضد الهجمات الداعشية التكفيرية".
وطالب الدكتور عبد الله حمد محارب المدير العام للألكسو بتوفير الكرامة للمواطن العربى حتى لا يضطر للهجرة خارج أوطانه، مؤكدا ضرورة إعطاء الأولوية للثقافة ومعاجلة العقول وتجفيف المنابع، وتعزيز ثقافة التسامح.
ودعا الدكتور محارب دول الاتحاد الأوروبى إلى تبنى سياسات عادلة تجاه سكان المتوسط ومعالجة مشاكل الهجرة واللجوء.
من جهته أوضح الدكتور محمد الطناحى رئيس قسم البحوث بمعهد البحوث والدراسات العربية أن منظمة الألكسو ترعى فكرة مشروع عربى وإسلامى لمكافحة الارهاب من منظور فكرى، يتمثل فى المنع والحماية قبل المواجهة المسلحة.مؤكدا ضرورة تأسيس مرصد فكرى بحثى عربى إسلامى من أجل المقاومة الفكرية للإرهاب.
وتم خلال الندوة الدولية تكريم الرباعى الراعى للحوار الوطنى الحائز على جائزة نوبل كما تم التوقيع على برنامج التعاون بين الايسسكو والالكسو للسنوات 2016 /2018 إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم بين الايسسكو والبرلمان العربى.
وناقش المشاركون عددا من المواضيع العنف والإرهاب والهجرة والاتجار غير المشروع فى المخدرات وتهريب السلاح والتعاون الإقليمى أفق لبناء السلام فى الفضاء الأورومتوسطى ومنطقة الساحل وجنوب الصحراء والتجربة التونسية فى مجال قيم الحوار والسلم.
