لكن أحد فصول الكتاب والذي يأتي تحت عنوان "التربية في إطار المواطنة: تعلم بناء العالم سويا" يتوقف الكتاب عند القيم المعاصرة والتى يرى أنها جماع الأخلاق المدنية، والتى يعددها ومنها:
الحرية
الحرية هى أولى القيم التى دافعت عنها الثورة الفرنسية، ولا شك أنها واحدة من القيم الكبرى، وليس من المواطنين الجيدين أن يكون المرؤ عبدًا وأن يكون منقادا بل أن يكون المرء حرا سيدا نفسه وقادرا على التضامن انطلاقا من سيادته وليس انطلاقا من الطاعة والتبعية العمياء أو المحسوبة، ومن أنواع الحريات، الحرية مع المشاركة، الحرية كاستقلاب، الحرية كاستقلال ذاتي.
المساواة
هذه هى القيمة الثانية التى أعلنتها الثورة الفرنسية، وهى قيمة لها مفاهيم مختلفة منها، المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون، والمساواة فى الفرص المتاحة، والتى بمقتضاها تلتزم المجتمعات برأب الصدع بالنسبة لعدم المساواة ذى الطابع الطبيعى والاجتماعى من حيث المولد، وذلك حتى يمكن للجميع أن ينضموا إلى مواقع ذات أهمية، كذلك المساواة فى تلقى خدمات اجتماعية عامة بفضل الدولة الاجتماعية.
الاحترام الفعال
التسامح واحد من القيم الأكثر شهرة فى الدول الديمقراطية وفى الهيئات التربوية الدولية ويفهم أنه دون هذه الصفة لا يوجد تعايش ممكن، وبالتالى يجب الحض عليه فى التربية.
التضامن
هى قيمة دنيوية من قيمة التآخي، ويتجسد التضامن فى ، العلاقة القائمة بين الأشخاص الذين يتشاركون فى الهتمام بشيء معين، ذلك أن نجاح القضية المشتركة يرتبط بتضافر جهود الجميع، ومنها أيضا موقف شخص يهتم بأشخاص آخرين، ومن أمثلة ذلك الجهد الذى يقوم به أعضاء منظمة متخصصة فى مساعدة العالم الثالث.
الحوار
يعتبر الحوار قيمة لها جذورها فى الموروث الغربى، ولم تكن بدايتها مع سقراط، بل تمتد أيضا إلى الكتب المقدسة، حيث أصبحت للكلمة قيمة لم تكن معهودة سابقا، فأن ينطق المرء كلمة فليس ذلك، طبقا للعهدين القديم والجديد، مجرد نطق بها، بل هو عمل ملزم لمن قال الكلمة ومن وافق عليها.
وهناك شروط يجب توافرها فى حتى يكون هناك حوار حقيقى منها، يجب أن يشارك فى الحوار هؤلاء المعنيون بالقرار النهائي، وفى حالة استحالة ذلك يجب أن يكون هناك من يمثل مصالح الذين لم يحضرواـ يجب أن يؤخذ الحور على محمل الجد، من يتحاور حوارا جادا هو من يكون عللى استعداد للاستماع للآخر، وفى الوقت نفسه يعنى الباحث عن حل عادل، وحتى يكون القرار نهائى وعادل لا يجب أن يعنى بالمصالح الفردية أو مصالح جماعة بعينها.
والكاتبة عديلة كورتينا هى فيلسوفة إسبانية معاصرة، ولدت عام 1947، ألّفت كثيرًا من الكتب واهتمت بتجربة مرحلة انتقال إسبانيا نحو الديمقراطية.
موضوعات متعلقة..
- مؤسسة هنداوى تصدر "روعة التماثل فى الكيمياء" لـ"محمد صبرى"
