إحياء "الدولة الكردية الكبرى"حلم يراود الأكراد..الفصيل القومى ينقلب على سايكس- بيكو التى قسمت"كردستان" لـ4 أجزاء ويتحرك لإظهار هويته.. ثورة"روج أفا" تسعى لإقرار الفيدرالية فى سوريا تمهيدا للحكم الذاتى

الجمعة، 18 مارس 2016 03:05 ص
إحياء "الدولة الكردية الكبرى"حلم يراود الأكراد..الفصيل القومى ينقلب على سايكس- بيكو التى قسمت"كردستان" لـ4 أجزاء ويتحرك لإظهار هويته.. ثورة"روج أفا" تسعى لإقرار الفيدرالية فى سوريا تمهيدا للحكم الذاتى تظاهرة للأكراد - أرشيفية
تحليل أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفاجأ المتابعون للشأن السورى فى الأسابيع الأخيرة، بالظهور القوى والواضح للتيار الكردى فى سوريا عقب الانتصارات التى حققتها الوحدات المقاتلة التى تتبع الاكراد ومنها وحدات حماية الشعب الكردى ووحدات حماية المرأة الكردية، وأخيرا تشكيل تحالف من الاكراد والسريان والتركمان والعرب تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التى تسيطر على 20% من مساحة سوريا وتتميز تلك القوات بأنها تجمع كافة الأقليات فى صفوفها.

كان الظهور الحقيقى للأكراد فى سوريا، عندما حققوا انتصارات واسعة بوحداتهم المسلحة والتى نجحت بشكل كبير فى القضاء على عناصر تنظيم داعش الإرهابى، وضم الأكراد إلى صفوفهم الفتيات الكرديات القادرات على حمل السلاح واللائى حققن انتصارات واسعة ضد تنظيم داعش، وضربت المرأة الكردية مثالا يحتذى به فى الصمود والشجاعة فى التصدى للتنظيمات الإرهابية.

"نحن أحفاد البطل صلاح الدين الأيوبى"، عبارة يطلقها الأكراد للرد على استسفارات الغير حول الانتصارات الكبيرة التى حققوها فى سوريا وتصديهم لعناصر التنظيمات الإرهابية، وينتشر الکرد تاريخيا وحاليا فى المنطقة الجبلية الواقعة فى شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال "زاكروس" و"جبال طوروس"، وهى المنطقة التى سكن فيها الأكراد منذ زمن ويطلق عليها اسم كردستان أى بلاد الكرد، وهى موزعة الآن بين أربعة دول بعد أن كانت مقسمة بين الامبراطوريتين الفارسية الصفوية والعثمانية.

وجاء هذا التقسيم إثر اتفاقية قصر شيرين التى وقعت بين الصفوية والعثمانية عام 1639م واستمر هذا الحال إلى أن جاءت اتفاقية سايكس– بيكو بين بريطانيا و فرنسا عام 1916 ، حين قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء من شمال العراق وشمال غرب ايران وجنوب شرق تركيا وشمال شرق وغرب سوريا وعلى امتداد خط الحدود الفاصلة بين تركيا وسوريا ابتداءً من عفرين شمال غرب سوريا إلى أقصى الشمال الشرقى وشرق وجنوب شرق تركيا، مع تواجد كردى فى مناطق أخرى وبأعداد قليلة فى جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان.

ويسعى الأكراد لأن يكون لهم كيان ووطن باعتبارهم من أكبر القوميات التى لا تملك وطنا أو كيانا سياسيا موحدا معترف به عالميا، ويبلغ عدد سكان كردستان بحسب المصادر غير الرسمية ما يقرب من 40 مليون كردى موزعين ما بين تركيا والعراق وإيران وسوريا.

"روج أفا"، كلمة نقرأها دائما فى التقارير الإخبارية ولا ينتبه إليها المتابعين للشأن السورى وهى يقصد بها المناطق التى تقع شمال سوريا، والكلمة أصلها كردى وحمل معنيين الأول غياب الشمس، والآخر هو غربى كردستان وهو الجزء الذى تم اجتزاءه من الدولة الكردية الكبرى بعد توقيع اتفاقية سايكس- بيكو.

ويحاول الأكراد فرض هويتهم ولغتهم وقوميتهم على المناطق التى يتواجدون بها ويسيطرون عليها وعلى سبيل المثال مدينة عين العرب التى يطلق عليها الأكراد "كوبانى"، ويسعى الأكراد من خلال التحولات القائمة فى المنطقة لإبراز وجودهم فى الدول الأربعة "العراق- سوريا- إيران- تركيا"، وذلك تمهيدا لفكرة الحكم الذاتى لأبناء هذه الطائفة والتى طالب بها رئيس الإقليم مسعود البارزانى فى العديد من خطاباته وهو يمثل نموذجا للأكراد الذين يسعون لتطبيق نموذج "كردستان العراق" فى ايران وسوريا والعراق، وهو ما يفسر رغبة الأكراد فى إعلان نظام فيدرالى شمال سوريا، تمهيدا للمطالبة بحكم ذاتى فى هذه المنطقة.

وقد ازداد الجدل التاريخى فى السنوات الأخيرة بين الأكراد خاصة بعد التغيرات التى طرأت على واقعهم فى العراق وسوريا وتركيا عقب حرب الخليج الثانية وتشكيل منطقة حظر الطيران التى أدت إلى نشوء كيان إقليم كردستان فى شمال العراق، وظهور حركة تحرير كردستان بقيادة حزب العمال الكردستانى الذى تصنفه أنقرة "تنظيما إرهابيا"، ومؤخرا ما يسمى بثورة روج أفا "غربى كردستان" التى حققت العديد من المكاسب واستطاعت أن تحمى المناطق الكردية والشمالية من سوريا من التنظيمات الإرهابية وفتحت إتصالات مباشرة بين الأكراد والقوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا.

ومن خلال متابعة التحركات الكردية على المستوى الداخلى والخارجى، سواء فى العراق أو سوريا، يتجه لدى المتابعين بشكل دقيق لتحركات الفصيل الكردى عبر أحزابه السياسية، أنه يسعى لاعادة إحياء الدولة الكردية الكبرى وهو الحلم الذى يراود كافة الأكراد والذين تقسمت دولتهم لأربعة أجزاء بين تركيا وإيران وسوريا والعراق وهو ما يطلق عليها تاريخيا دولة "كردستان".

ويدعم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزانى، التحركات التى يقودها الاكراد فى سوريا بل ويدعمها بقوة ويؤكد على حق الشعب الكردى فى الحصول على حريته واستقلاله وأن يتمتع بالحكم الذاتى وهو ما ينادى به فى العراق ويسوّق له على المستوى الداخلى والخارجى، لكن التحرك الذى يقوده الأكراد فى شمال سوريا باقرار النظام الفيدرالى تقابله معارضة كبيرة من واشنطن وموسكو والعديد من الدول الإقليمية على رأسها مصر التى أعلنت مرارا وتكرارا تمسكها بوحدة واستقلالية التراب السورى ورفضها التام لتقسيم سوريا ودعواتها لدولة سورية ديمقراطية موحدة تحتوى كافة الطوائف المذهبية والحزبية.


موضوعات متعلقة..




المعارضة السورية: إعلان الأكراد نظام فيدرالى غير شرعى ولا نقبله



القوات الكردية تفرج عن 80 عنصرا تابعا للنظام السورى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة