أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

لماذا كل هذا الحب لـ«رياض»؟

الخميس، 10 مارس 2016 07:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرج نحو مليون شخص يشيعون جثمان الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض يوم 10 مارس 1969، هتفوا لبطلهم: «رياض، رياض»، كان جمال عبدالناصر فى مقدمة المشيعين يهتف معهم، ذاب عبد الناصر وسط الناس، ورغم مرور 47 عاما على هذا الحدث الكبير، فإنه كلما جاءت سيرة «رياض» يتهأ كل إنسان مصرى وعربى لضرب تعظيم سلام لهذا البطل النادر، وذلك فى حالة دالة على أنه مازال يعيش بيننا، يقدم النصائح لنا.

من أقواله التى ذكرت بعضها الزميلة الأهرام فى ملفها الخاص عنه بعددها الصادر أمس الأربعاء: «لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة عندما أقول شرف البلد، فلا أعنى التجريد وإنما أعنى شرف كل فرد، شرف كل رجل، وكل امرأة»، و«أنا لست أقل من أى جندى يدافع عن الجبهة، ولابد أن أكون بينهم فى كل لحظة من لحظات البطولة»، و«كن دائما بين جنودك فى السلم ومعهم فى الصفوف الأمامية فى الحرب، كن قدوة صادقة لجنودك»، و«إذا حاربنا حرب القادة فى المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة، إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفى مقدمة الصفوف الأمامية»، و«لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذى يولد قائدا هو فلتة من الفلتات التى لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلا، ولكن العسكريين يصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة، إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم، والقائد الذى يقود هو الذى يملك القدرة على إصدار القرار فى الوقت المناسب، وليس مجرد القائد الذى يملك سلطة إصدار القرار».

تعطى لنا هذه المقولات مفتاحا لشخصية هذا القائد الفذ، وقيمتها لا تكمن فقط فى أنها أساس نظرى ومعيار يقاس عليه مدى صلاحية القائد، وإنما فى أنها صادرة من قائد كان يطبقها بالفعل، وفى كتاب «اليوم السابع - الحرب المستحيلة حرب الاستنزاف لمحمود عوض»، يذكر مثلا: «كان أول دفعته فى الكلية الحربية، يزداد تواضعا كلما ارتفعت رتبته، وفى إحدى المرات مثلا عاد العقيد محمد على فهمى «أصبح مشيرا فيما بعد ورئيسا لأركان حرب القوات المسلحة» من بعثة تدريبية فاتصل به اللواء، وقتها عبدالمنعم رياض يسأله: «عندك وقت أشوفك لأعرف منك الجديد الذى خرجت به؟، رد عليه بود ومحبة: دقائق سيادة اللواء، وأكون فى مكتبك»، لكن رياض قاطعه قائلا: «أنا الذى سأجىء إليك يا أخى فى مكتبك لأتعلم»، لكن رياض قاطعه قائلا: «أنا الذى سأجىء إليك يا أخى فى مكتبك لأتعلم، فالمعرفة ليس فيها عقيد ولواء فيها معلم، وأنا يا محمد أريد أن أتعلم».

هذا التصرف من «رياض» كان عميقا فى دلالته على تواضع القائد كلما كان يكبر فى رتبته، لكنه تواضع العلماء الذين يبحثون عن الجديد فى العلم، ولا يستكبرون فى الحصول عليه، هكذا كان عبد المنعم رياض الذى تنبأ بما حدث من أمريكا نحو العراق، قال: «بترول أمريكا سوف يبدأ فى النفاد، وستطوق إلى بترول العراق خلال 30 عاما تقريبا»، وبالفعل وبعد مر 30 عاما على هذه النبوءة، قامت أمريكا بحربها لاحتلال العراق.

هكذا كان الشهيد عبد المنعم رياض الذى شيعه مليون مصرى يوم 10 مارس 1969.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

tigrenoire

الجنرال الذهبى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود صالح

الجنة مثواك

عدد الردود 0

بواسطة:

حفنى

القدوه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة