كتاب "الثقافة والكرامة" لـ"لورا نادر".. الشرق والغرب تاريخ من الاتفاق

الثلاثاء، 01 مارس 2016 08:00 ص
كتاب "الثقافة والكرامة" لـ"لورا نادر".. الشرق والغرب تاريخ من الاتفاق غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"يعج العالم اليوم بالغطرسة، فى الوقت الذى نحتاج فيه إلى مزيد من التواصل التوافقى، لذلك قد يفيدنا أن نرجع بالتاريخ إلى الوراء لنتأمل مرآتَنا ونرى أنفسنا فيها".

الكتاب يؤكد أن العالم مشغول بالحديث عن الاختلاف، وهنا كثيرا ما تتوه ملامح التشابُه وضربت "لورا نادر" وهى أمريكية من أصول شامية، مثلا بالسكان المحليين والمهاجرين فى أمريكا فكلاهما فى أوروبا يتبعان عادات استهلاكيةً واحدة، فيشربان الكوكاكولا أو غيرها من المشروبات الغازية، ويستخدمان أجهزة الكمبيوتر، ويشاهدان التلفاز، ويتبعان نفس خطوط الموضة للأزياء الرسمية، وكثيرا كذلك ما ننسى أن المدن المركزية العالمية مثل لندن لطالما كانت متعددةَ الثقافات منذ العصور الوسطى .

و يستكشف هذا الكتاب جذور الصلات المعقَّدة التى تربطُ بين الشرق والغرب، وتستعين لورا نادر بالوثائق العربية، منذ الحملات الصليبية حتى الأدب العربى المعاصر؛ من أجل التخلُّص من المنظور الذى يرى به الشرق والغرب أحدهما الآخر، وذلك من خلال دراسة المبادلات التاريخية بين الشرق والغرب، وتوضِّح مؤلِّفةُ الكتاب كيف أن الفروق التى تُميِّز طرفًا عن آخَر كثيرًا ما أدَّت إلى العُنف والاعتياد عليه؛ حيث ترسم — بأمثلتها التاريخية الحية وتحليلها للأحداث الجارية — صورةً تفصيليةً للإهانات العديدة والافتراضات الزائفة التى تُغلِّف تعامُل الغرب مع العرب والمسلمين.

تعتمدُ هذه الدراسةُ الممتعةُ على فكرة أنَّ تأمُّلَ الذات ضرورةٌ جوهريةٌ لفهم ما يحدثُ اليومَ، وذلك فيما يتعلَّق بالأصوليات التى يتشاركها الشرقُ والغربُ معًا سواءٌ أكانت دينية أم اقتصادية أم سياسية ويقدِّم الكتابُ تجربةً شخصيةً ومهنيةً يزيد عمرها على نصف قرنٍ من الزمان، تثرينا برؤى الشرق الأوسط والغرب أحدهما تجاه الآخر، وبآراء ثاقبة حول العلاقات بين الشرق والغرب فى القرن الحادى والعشرين.

يحتوى الكتاب مجموعة من المقالات تمثل محاولة للكتابة ضد الخطابات الحالية التى تفرق بين الشرق والغرب، وتسعى الكاتبة لعرض تاريخ من طويل من التفاعلات بين المنطقتين ضمن عملية إدراكنا لإنسانيتنا المشتركة بإعادة الكرامة، والاحترام المتبادل، والتواضع إلى موضعها كمركز فى السياق الذى يعبر عن علاقاتنا مع الآخرين، الذين يتم تصويرهم فى الكثير من الأحيان على أنهم "برابرة".

ويستكشف الكاتب "بذور اللاعنف" فى الشرق الأوسط حيث القانون يقع فى القلب من الإسلام، وأهمية الإجماع عند المسلمين، وضبط النفس، والصبر، والتوسط لحل المشكلات بين الآخرين، والدور المركزى الذى تلعبه الأسرة ومفاهيم الشرف والعار: كآليات للتحكم الاجتماعى والتى أحيانا ما تعمل كاستراتيجيات لمواجهة سياقات السيطرة الاستعمارية والتدخلات الامبريالية والأنظمة الديكتاتورية.

الدروس التى علينا تعلمها من هذا الكتاب ستكون مفيدة للغاية للأنثروبولوجيين الذين يبحثون عن وسيلة لإحياء التراث النقدى فى مجالهم. ولكنه أيضا عمل هام للقراء الذى يسعون لسماع المسكوت عنه بشأن الروابط بين الشرق والغرب.

شاهد أيضا..


كتاب "تنشئة الأطفال".. الانتماء للأسرة والمرونة يحمى الأطفال من الضياع








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة