سعيد الشحات

الحزب الناصري الجديد 6

الثلاثاء، 09 فبراير 2016 07:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت الآمال العريضة في الحزب الناصري بعد خروجه بحكم قضائي عام 1992 ،وانتهي الطموح الذي علقه كثيرون في أن يصبح الحزب رقما صعبا في الحياة السياسية المصرية ، وكما أشرنا من قبل فإن النظرة الواحدة علي كم الأسماء بثقلها الفكري والسياسي التي انضمت إلي الحزب مع بدأ تأسيسه،كانت بمثابة السند لهذه الآمال.

ضاع الأمل وانسحب الطموح، منذ عام 1996 تقريبا،وبدأ الحزب في رحلة النزيف بخروج الكثير من كوادره وقياداته ،وهناك الكثير من الوقائع التي أصبح مشهد الحزب فيها مخجلا،منها مثلا تحول جريدة " العربي " من إصدار أسبوعي إلي يومي بقيادة عبد الله إمام ، وذلك دون أي دراسة تذكر ، مما أدي إلي ضعف توزيعها ودخولها في مآزق مالية فادحة ،حتي عادت إلي الإصدار الأسبوعي ، وكان ذلك مهينا إلي حد كبير خاصة وأن المشاكل المالية امتدت إلي عدم تقاضي الصحفيين لرواتبهم ، وبدت المأساة في هذا الأمر غريبة وفضيحة بالمقارنة مع طموح البدايات والتي وصلت إلي حد أن الحزب بصدد إصدار جريدة تنافس الأهرام.

لم يعد للحزب قيادة لها خيال سياسي لافت في مسألة البناء الحزبي التنظيمي والجماهيري ، صحيح أن رئيس الحزب ضياء الدين داود كان معروفا بموقفه السياسية العامة المحترمة ، والمعارضة بجذرية لنظام مبارك ،وانعكس ذلك في عدم تدخله في الخط السياسي الساخن للجريدة بعد أن تولي عبد الله السناوي رئاسة التحرير ومعه عبد الحليم قنديل رئيس تحرير تنفيذي لكنه علي صعيد البناء الحزبي كان ضعيفا،مما ساعد علي تمكن قيادات بالغة الضعف من مستويات قيادية مفصلية في الحزب ،وبالرغم من دورها الرئيسي في مسألة تخريب الحزب من بداياته إلا أنها هي التي جلست علي قراره اليومي في النهاية.

بعد رحيل ضياء الدين داود ،لم يعد هناك حزبا ،والأدهي أن المواقف السياسية المبدئية التي احتفظ بها ضياء الدين داود ضاعت ، وعلي سبيل المثال دخل الأمين العام أحمد حسن مجلس الشوري بالتعيين قبل ثورة 25 يناير ،وامتدت الفضيحة إلي الموقف المخزي له من ثورة 25 يناير ،وبالتأكيد فإن مجمل هذه المواقف لو تم إرجاعها إلي أصولها ، لتبين أنها ميراث الفعل السياسي الذي بدأ مع عملية بناء الحزب منذ مولده .

هناك من يحمل المسئولية في الخراب الذي حدث إلي الذين تركوا الحزب وهجروه بلا رجعة ،غير أن هذا مردود عليه بأن الذين خرجوا،تركوا الجمل بما حمل ،ولو كانت هناك رغبة وطموح في البناء من الذين استمروا لما تأخروا،لكن الغريب أن قيادة الحزب التي بقيت كانت تهلل فرحا بخروج أي صوت معارض لها ، وكان ذلك يسير وفقا لمخطط تفريغ كامل للحزب من كل كوادره حتي تخلو لها الساحة كاملة .

بالطبع فإن البيئة السياسية العامة التي عاشتها مصر في ظل نظام مبارك ، كانت طاردة لأي بناء سياسي حزبي محترم ،واتسمت هذه المرحلة رجال دولة مبارك في الأحزاب عبر الأمن والتهديد بالحل ،وبالتالي فإن هذه المناخ يتحمل قدر كبير من المسئولية في إفشال الحياة الحزبية ، غير أن أحزاب المعارضة افتقدت إلي الديمقراطية الداخلية ، ودارت جميعها حول شخصيات تاريخية تقودها ، فالوفد دار حول فؤاد سراج الدين ، والتجمع حول خالد محيي الدين ، والناصري حول ضياء الدين داود ، والعمل حول المهندس إبراهيم شكري ، وحدث تندر علي هؤلاء من البعض بالقول "مواليد جيل الحرب العالمية الأولي يجلسون علي قيادة المشهد السياسي في نهايات القرن العشرين .

بعد كل هذا السرد ، هل يستطيع الحزب الناصري في ضوء قيادته الجديدة ، أن يستعيد حيويته ؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة