أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

جوزيف آدم وجوليو ريجينى وأحجار الأهرامات

السبت، 06 فبراير 2016 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يتساءل البعض عن العلاقة بين الثلاثة أسماء الذين يتضمنهم عنوان المقال!
الإجابة أنه لا علاقة بينهم فى حد ذاتهم، وإنما العلاقة بين كل منهم ووسائل التواصل الاجتماعى من ناحية، والدولة من ناحية، ومشتاقين الثورة كارهى الوطن من ناحية ثالثة .

أولاً (بائع الفريسكا):
بعدما ساهمت وسائل الإعلام باندفاع فى تنجيم هذا الشاب، فتحول إلى نجم من نجوم السوشيال ميديا فوجئنا بالأمس بانتشار ما دونه على صفحته الشخصية، فيما يخص القبض عليه بقصر النيل، وطالب متابعيه بالدعاء له، حيث إنه لا يعلم لماذا تم القبض عليه !
وبكل سرعة انبرت جميع وسائل الإعلام بنشر الخبر نقلاً عن صفحته الشخصية، وليس عن مصدر رسمى مؤكداً لصحة الخبر وأسبابه !
وبالطبع ستتباطأ الداخلية فى توضيح أسباب القبض على الشاب، بالرغم من أنها قد تكون منطقية وغير ملفقة، وسرعان ما سيلتقط الخبر نخبة الخراب ومشتاقو الثورات الذين يجلسون على الأطلال منتظرين أى هفوة للندب واتهام الدولة بالقمع وكبت الحريات، وربما يتخذون من جوزيف بائع الفريسكا رمزاً للتنديد بالقهر والمناداة بعودة الثورة على الظلم من جديد !!

ثانياً (جوليو ريجينى):
أما بخصوص لغز قتل الشاب الإيطالى الدارس بمصر والذى اختفى منذ الخامس والعشرين من يناير الماضى ثم ظهرت جثته على الطريق الصحراوى بالتزامن مع تواجد الوفد الإيطالى بمصر، فسوف يتخذ منها كما حدث بالفعل نخبة المستبعدين المغتاظين الشامتين فى الملمات ذريعة للتنديد بفشل النظام الأمنى، والتدوينات الحقيرة التى تدعو المجتمع الدولى لعدم التعامل مع مصر غير الآمنة فى ظل النظام الحالى، كما ستلتزم الصمت وزارة الداخلية، وستطول كالعادة مدة التحقيقات مثلما حدث عندما سقطت الطائرة الروسية وتسببت بأزمة اقتصادية كبيرة !
وبخصوص هذه الواقعة الخسيسة التى تم تدبيرها فى هذا التوقيت خصيصاً لإفساد العلاقات المصرية الإيطالية، فقد تبين جيداً من ملابسات الحادث، أنه فعل معتاد من أبالسة جهنم الذين يعششون فى ربوع مصر، قاصدين إخراج الجثة بعد تعذيبها لاتهام الداخلية بشكل طبعًا غير منطقى ينم عن غباء معتاد فى التخطيط .

ثالثاً (بيع أحجار الأهرامات):
أما عن واقعة بيع قطع من أحجار الهرم من قِبل مجموعة من الجهلة، الذين يعملون بمجال السياحة فى منطقة الهرم، فهى الأدهى والأمر والأولى بالحسرة والألم !
فبغض النظر عن قيمة تلك الحجارة التى لا تضاهيها كنوز الدنيا؛ فالمشكلة هنا أكبر وأعمق بكثير من خبر القبض على مرتكبى هذه الجريمة !
ما الفرق إذاً بين جنود داعش الذين يحطمون ويمحون آثار العراق التى تعد من أقدم وأهم آثار الإنسانية، وهؤلاء الجهلة السرقة الذين تركتهم الدولة يعبثون بآثارها وتاريخها الذى لا يعوضه مال الدنيا؟
كلاهما مخطئ، من حطم الآثار باسم الدين لأنه متطرف أحمق، ومن باعها وعبث بها باسم الإهمال وانعدام الرقابة من قبل الدولة وتحديداً الوزارة المعنية بهذا الشأن !

فلن يثلج صدورنا خبر القبض على مجموعة من العاملين، ولكننا نطالب بمحاسبة فورية للبعض من مسئولى الآثار الذين تزايدت خطاياهم وفاقت الحدود فى السنوات الماضية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

هويدا المصري

يا سلام علي تناولك للموضوعات من حيث لا يطرقها أحد

شكراً دينا

عدد الردود 0

بواسطة:

Kamiliaamer@hotmail.com

أحسنتي التحليل عنوان المقال متميز جداً

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصري

كلاهما مخطئ من حطم الآثار باسم الدين و من باعها باسم الاهمال و انعدام الرقابة

صدقتي أستاذة دينا

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد المصري

وسائل الإعلام تلهث خلف أي إثارة دون تحقق و تنجم أناساً لم يكن لهم ان يكونوا نجوماً يوماً ما

مثله

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عبده

مقال رائع سيدتي و انا من أشد المعجبين بكتاباتك و آرائك الصائبة و الوطنية

مثله

عدد الردود 0

بواسطة:

ELHAMZAWY

أضيفى لهم خبر تهريب الكتب والمخطوطات الأثرية المسروقة من المجمع العلمى

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو وليد ايمن

مقال ممتاز

مقال ممتاز وكافي وشافي ولا يحتاج اضافة

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر المصرى

احسنتى يااستاذة دينا ...

شكرا لليوم السابع....

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الرزاز

عنوان مقال يربط الاحداث

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة