تراجع دور العُمد والخفراء ساهم فى استفحال خطر الجماعات الإرهابية بالقرى والنجوع.. المتشددون وجدوا المناطق النائية بيئة خصبة بعيدا عن الملاحقات الأمنية.. عدم الإبلاغ عن المتطرفين لصلة القرابة بالخفراء

الجمعة، 05 فبراير 2016 09:00 م
تراجع دور العُمد والخفراء ساهم فى استفحال خطر الجماعات الإرهابية بالقرى والنجوع.. المتشددون وجدوا المناطق النائية بيئة خصبة بعيدا عن الملاحقات الأمنية.. عدم الإبلاغ عن المتطرفين لصلة القرابة بالخفراء الريف المصرى أرشيفية
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

العُمد يكتفون بالدور الاجتماعى بالقرية



الداخلية تضع شروط صارمة لاختيار العمد والخفراء.. وتراقب أدائهم لاستعادة دورهم فى الحفاظ على الأمن


أدى تراجع دور العُمد والخفراء داخل القرى بالأرياف والمناطق النائية خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى استفحال خطر الجماعات الإرهابية بهذه المناطق، وانتعاشها فى ظل غياب الرقابة الأمنية على هذه العناصر المتطرفة التى وجدت من المناطق الريفية البعيدة بيئة خصبة لانتعاشها وامتدادها إلى خارج المناطق الجغرافية لها، والتواصل مع التنظيمات الإرهابية الكبرى فى الداخل والخارج من خلال الشبكة العنكبوتية الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، لتصطدم أجهزة الأمن بهذه الكيانات الإرهابية بعد تضخمها وظهورها على السطح فى شكل عناصر إرهابية خطرة تنفذ تكليفات خارجية وأجندات على أرض الواقع، ويتم استخدام هذه العناصر فى التفجير والتخريب والحرق والتدمير.

وتفاقم الأمر وأصبحت المناطق الريفية والنجوع والقرى منبعاً للإرهاب وباتت تصدره للمدن والمناطق الحيوية بالبلاد، بعدما اقتصر دور العُمد فى القرى على "الوجاهة" والمكانة الاجتماعية دون تفعيل دور العمدة، فضلاً عن غياب التواصل الفعال بين العمدة وقسم أو مركز الشرطة التابع له، حيث اكتفى العُمد بحل المشاكل الاجتماعية داخل القرى والنجوع وغابوا عن الملف السياسى، ولم يشاركوا أجهزة الأمن فى عبء مواجهة الإرهاب وجمع المعلومات حول العناصر المتطرفة من البداية وإجراء حصر لها، ليتقصر الأمر على دور المركز وتحريات أجهزة الأمن والعناصر السرية للشرطة التى تكون فى الغالب من خارج القرى والنجوع ومن ثم تحصل على معلومات مبتورة عن العناصر المتطرفة لا تغنى ولا تسمن من جوع.

الخفراء لم يكونوا بمنـأى عن هذا الأمر، وإنما شاركوا بنسبة كبيرة فى زيادة خطورة الإرهاب بالقرى والنجوع التى يعملون بها عندما انشغلوا عن أداء واجبهم الوظيفى بأعمال أخرى تدر عليهم مقابل مادى إضافى، ولم يقدروا خطورة الأمر، فضلاً عن أن الخفراء فى الغالب يكونوا من أبناء القرية أو النجع وتربطهم صلة قرابة ببعض العناصر المتطرفة ومن ثم أصبح من الصعوبة بمكان الإبلاغ عن هذه العناصر المتطرفة، ومع مرور الوقت يتحول الطلاب الصغار الذين يعتنقون الأفكار المتشددة إلى قيادات متطرفة تسعى للتخريب، وتكفر باسم الدين وتقتل وتستحل الدماء تحت مسمى الشهادة، ويستفحل خطرهم.

وبدأت تتصاعد فى الآونة الاخيرة المطالب بضرورة انتقاء العُمد والخفراء قبل تعيينهم، وضرورة حصولهم على دورات تدريبية مكثفة وتغذية الثقافة الأمنية لديهم، خاصة الأمن السياسى، ليكونوا جزء فعال من المنظومة الأمنية المتكاملة.

وبدأت وزارة الداخلية مؤخراً وضع شروط صارمة لاختيار العُمد والخفراء ومراقبة أدائهم الوظيفى وخضوعهم للتفتيش باستمرار، بعد تراجع دورهم خلال السنوات الخمس الأخيرة، ليستعيدوا دورهم الحيوى من جديد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة