أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

مؤسسة «أضف»

الثلاثاء، 02 فبراير 2016 11:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الميزات التى يقدمها معرض القاهرة الدولى للكتاب أنه يكشف عن وجوه مميزة للمجتمع المدنى، ويوضح قدرتها على المساعدة فى إيجاد حلول لكثير من القضايا الثقافية والاجتماعية فى مصر، ففى كل عام نجد عددا لا بأس به من المبادرات التى تحمل فى داخلها فكرة ما أو رؤية مختلفة للشعب المصرى بفئاته العمرية المختلفة ولطبقاته الاجتماعية المتنوعة، ومن مؤسسات المجتمع المدنى التى تحمل أفكارا مغايرة والتى شاركت فى معرض الكتاب هذا العام كانت مؤسسة أضف.

ومؤسسة أضف تختلف فيما تقدمه من حيث الأسلوب والرؤية والفئة التى تخاطبها بأفكارها، وفى هذه النقطة الأخيرة المعروف أن هناك مرحلة عمرية مظلومة جدا فى أعمار أبنائنا، وتقريبا لا ينتبه إليها أحد بشكل استقلالى وهى مرحلة «الفتية» أى، أبناؤنا الذين تجاوزا سن الطفولة لكنهم لم يصلوا بعد لسن الشباب، وعادة ما تكون أعمارهم بين 12 عاما وحتى 17 عاما، وبالمناسبة هى أخطر «سن» يمر بها الإنسان فى حياته ولا نبالغ إذا قلنا الأكثر تأثيرا فى قراراته القادمة، وعادة نختلف فى رؤيتنا لتصرفات الأولاد والبنات فى هذه المرحلة فبعضنا يصر أنهم ما زالوا أطفالا وفى هذه الحالة يقدمون لهم مادة ثقافية غير مناسبة لأعمارهم تصيبهم بالإحباط، لكونها قائمة على الحكايات ذات الطابع الخيالى المبالغ فيه الذى يتقبله عقل الطفل لكن عقل المراهق ينقده وربما ينفر من بعضه أحيانا، وهناك آخرون يتعاملون مع الفتية على أساس أنهم كبروا وأصبحوا رجالا ويتحملون مسؤولية وفى هذه الحال يتم تحميلهم ما لا يطيقونه من أوامر ونواهى وتتم مراقبة تصرفاتهم بحدة من قبل أسرهم وربما يعمدون إلى فضح أخطائهم الطفولية الصغيرة وبالتالى سيكبرون مصابين بالعديد من الأمراض النفسية والعقد التى لم ننتبه إليها، لكن مؤسسة أضف أدركت خطورة هذه الفئة العمرية وتعاملت معها بما يتناسب مع طريقتها فى التفكير وقدمت لها مادة مفيدة ومنهجا مناسبا.

أما فيما يتعلق بأسلوب التفكير المختلف فاعتمدت «أضف» على تحويل «الفتية» إلى مبدعين وذلك بالتركيز على استخدام شغفهم بالكمبيوتر وبرامجه وتحويل وقتهم الضائع أمامه إلى وقت مفيد، كذلك تعليمهم طرق التصميم لهذه البرامج فيتحول الفتى والفتاة لمنتجين بدلا من مستهلكين، ولعل جانبا من مشاركتهم التى قدموها فى معرض الكتاب هذا العام كانت تتعلق بتصميم أفيش الأفلام السينمائية، وغير ذلك الكثير الذى يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة والاستخدام الحسن لها، وتقوم رؤية المؤسسة على تحويل الطاقة التى تصاحب الأولاد والبنات فى تلك السن الحرجة إلى طاقة إيجابية فعالة فى المجتمع، وبالتالى سيترتب على ذلك إيجاد أجيال مدركة لقيمة الوقت ومدركة لموهبة الابتكار، وعازمة على التقدم خطوة فى سبيل المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة