ضحى حسين تكتب: عندما يصبح الشغف لونه أحمر

الإثنين، 01 فبراير 2016 12:08 م
ضحى حسين تكتب: عندما يصبح الشغف لونه أحمر ذكرى بورسعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1/2.... كان هذا التاريخ من عدة سنوات ليس له قيمة غير أنه معبر عن يوم مضى من حياتنا ليس إلا، ولكن بحلول عام 2012 أصبح هذا التاريخ مصدر حزن وقهر وإزعاج لاسترجاعنا ذكريات ليس بالجيدة على الإطلاق فى تاريخ تلك الأمة الضائعة.

لست هنا لسرد أحداث ذلك اليوم المشئوم فأحداثه ستظل محفورة فى ذاكرتنا، ولا الحديث عن أولئك الشباب الذين استشهدوا فى سبيل شغفهم وحبهم اللا مشروط لناديهم المفضل، ولا عن ذعر أهالى أولئك الشباب فور علمهم بما حدث ببورسعيد، ولا عن حالة الحداد الأبدى القابع فى قلوب أحباء الشهداء، بل جئت أذكر فقط حالتنا نحن بعد تلك الكارثة.

عقب أحداث بورسعيد وتوقف الدورى العام ومنع حضور الجماهير لأى مباراة، أتذكر جيدًا أول مباراة رسمية للنادى الأهلى أمام فريق نادى الترجى التونسى حيث تمت الموافقة على حضور الجماهير، وفى حضرة تلك الجماهير العظيمة تخيلت لوهلة انقطاع التيار الكهربائى عن الاستاد وهبوط عدد كبير من الجماهير لأرض الملعب وهيئ لى أن الأحداث المشئومة تتكرر مرة أخرى بنفس درجة البشاعة والقهر واللاإنسانية.

وجدت نفسى بعيدة كل البعد عن أحداث المباراة القائمة وظللت أسترجع ما حدث فى بورسعيد، وعندما عقدت العزم على التركيز للمتابعة أجد ذاكرتى تخالفنى مرة أخرى وتُعيدنى لصور الشهداء والمدرجات الممزوجة بدماء طاهرة لا ذنب لها فيما حدث.

وبعد انتهاء تلك المباراة جلست طويلًا أفكر أين ذهب الشغف الذى كان يراودنى عند متابعة أى مباراة، لماذا غادر الحماس عقلى وأصبح فقط الحزن مسيطرا على جميع جوارحى، أصبح القلق يراودنى خوفًا من تكرار ماحدث، خوفًا من أن نعيش المأساة مرة أخرى.

وللأسف حدث ذلك معى فى كثير من المباريات التى شاهدتها فيما بعد، ولذلك قرر قلبى قبل عقلى أن أقضى على ذلك الشغف، وأدفنه بأعماقى لحين إشعارٍ آخر، فقد أصبح شغفى وحماسى محبوسين داخل سجنٌ ضيق تحرسه صور الشهداء وصوت صراخ ذويهم على الشاشات، فمهما مرت الأحداث سيظل هذا الحدث واقع أليم داخلى وداخل كل من عايشه إلى الأبد.. رحم الله من مات وأكرمه، ورحم الله من عاش وصبره.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة