"فتنة العقوبات" تشعل الداخل الإيرانى.. احتدام صراع "الإصلاحيين" و"المحافظين" بعد تمديد الكونجرس عقوبات أمريكا.. واتهامات لـ"روحانى" بالكذب وعصيان أوامر "المرشد" وطهران تحتج رسمياً لدى الأمم المتحدة

الخميس، 08 ديسمبر 2016 12:00 ص
"فتنة العقوبات" تشعل الداخل الإيرانى.. احتدام صراع "الإصلاحيين" و"المحافظين" بعد تمديد الكونجرس عقوبات أمريكا.. واتهامات لـ"روحانى" بالكذب وعصيان أوامر "المرشد" وطهران تحتج رسمياً لدى الأمم المتحدة ترامب روحانى وخامنئى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أشعل تمديد الكونجرس الأمريكى قرار العقوبات المفروضة على إيران لـ10 سنوات أخرى صراعا فى الداخل الإيرانى بين التيارين المتنافسين، الإصلاحى والمحافظ المتشدد، وتبادل الجانبان الاتهامات، وشنت الصحف التى تنتمى للمتشدين والحرس الثورى هجوما حادا على الرئيس الإيرانى المعتدل حسن روحانى، بالإضافة إلى أن هذا القرار أحرجه أمام هذا التيار المعارض للاتفاق النووى.

 

انعقاد لجنة مراقبة الاتفاق النووى

وتنتظر الولايات المتحدة ردا من طهران على تمديد العقوبات، ومن المقرر أن تتخذ لجنة مراقبة الاتفاق النووى فى اجتماعها اليوم، الخميس، الذى ترأسه حسن روحانى قرارا بشأن تصويت الكونجرس الأمريكى.

 

ووفقا لوسائل إعلام إيرانية ترأس حسن روحانى اجتماع لجنة مراقبة الاتفاق النووى أمس، الأربعاء، التى عقدت فى المجلس الأعلى للأمن القومى، لمناقشة تداعيات تمديد العقوبات الأمريكية، وقالت وسائل الاعلام الإيرانية إن الجلسة استغرقت أكثر من ساعتين، ومن المقرر أن تتخذ هذه الجلسة قرارا بشأن تمديد العقوبات، لكن لم تنشر وسائل الإعلام تفاصيل الجلسة وقرارها المحتمل للرد على الولايات المتحدة الأمريكية.

 

هجوم غير مسبوق على روحانى واتهامه بالكذب وعصيان أوامر خامنئى

ووصفت صحيفة كيهان المتشددة التى يرأس تحريرها نائب المرشد الأعلى لشئون الصحافة على شريعتمدارى، الاتفاق النووى فى صفحتها الأولى بـ"الكارثة"، وخصصت مقالات للهجوم على روحانى، وذلك بعد تصريحاته أمس التى قال فيها إنه "لم يخطو خطوة فى الاتفاق النووى إلا بمشورة المرشد على خامنئى".

 

واتهمت الصحيفة المتشددة حسن روحانى بـ"الكذب وعصيان أوامر خامنئى"، الذى قال منذ البداية لا تثقوا فى الولايات المتحدة الأمريكية، كما نقلت الصحيفة تصريحات فى مناسبات مختلفة للمرشد الأعلى الذى نبه فيها بعدم التزام واشنطن بتعهداتها.

 

وقالت الصحيفة المتشددة إن الأمريكيين يدقون آخر مسمار فى نعش الاتفاق النووى، والبعض فى إيران (فى إشارة إلى الاصلاحيين) يسعى إلى التنصل من مسئولية هذه "الكارثة الكبرى".. وأضافت أن هذا الفريق (الإصلاحيين) اعتبر هذا الاتفاق شمسا مشرقة وفتحا عظيما، وبكبرياء اعتبروه ثمرة لجهودهم، إلى أن وصل الأمر وتحولت إنجازات الاتفاق إلى لا شئ، وتم إثبات صحة توقعات المتشددين.

 

وخاطبت الصحيفة روحانى، قائلة: "الآن بدلا من الاعتذار للشعب، يزعمون كذبا أنهم تشاوروا مع المرشد الأعلى فى كل التفاصيل"، فى إشارة إلى تصريح روحانى، الذى قال فيه إنه "لم يخطو خطوة فى الاتفاق النووى إلا بمشورة المرشد على خامنئى".

 

وتابعت الصحيفة إنه لا يخفى على أحد أن اليوم الصناعة النووية فى إيران لم يتبق منها شئ، فتمت إزالة قلب مفاعل أراك وملاء قلبه بالأسمنت، وتفكيك أجهزة الطرد المركزية وفقدنا اليورانيوم والماء الثقيل.. كل ذلك يعد من إنجازات الاتفاق النووى.

 

واتهمت الصحيفة المتشددة روحانى بالسعى للزج باسم المرشد الأعلى بما أسمته جريمة الاتفاق النووى، وقالت إن المرشد تنبأ فى الأيام الأولى للاتفاق ، وقال: "لم اتدخل فى تفاصيل الاتفاق، حدد فقط فقط لمسئولى البلاد الخطوط الأصلية والأطر الهامة والخطوط الحمراء.

 

ويرى المراقبون فى الداخل الإيرانى أن تمديد العقوبات الأمريكية على إيران من شأنه إحراج الرئيس الإيرانى المعتدل حسن روحانى الذى دافع بشدة عن الاتفاق على مدار الأشهر الماضية، أمام المتشددين المعارضين لتوقيعه، والذين استخدموا كافة السبل لإفشاله، كما أنه من الممكن أن يستغله التيار المحافظ فى الوقت، الذى تستعد فيه طهران لإجراء انتخابات رئاسية فى يونيو العام المقبل 2017 فى الدعايا ضد روحانى.

 

طهران تجتح رسميا فى الأمم المتحدة

احتجت إيران رسميا لدى الأمم المتحدة على تمديد الكونجرس الأمريكى للعقوبات المفروضة عليها لـ10 سنوات أخرى، ووجه سفير مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة غلام على خوشرو، رسالة للأمين العام بان كى مون، أكد فيها أن القرار الذى اتخذه الكونجرس الأمريكى يتعارض مع ما ورد بالاتفاق النووى، داعيا لإدراج هذا الموضوع على تقريره القادم لمجلس الأمن الدولى.

 

وأوضح غلام على خوشرو أن بلاده تعتبر قرار الكونجرس الأمريكى الأخير وتمديد قانون العقوبات المعروف بـ(ايسا) حتى نهاية العام 2026،  يتعارض مع التعهدات الأمريكية المنصوص عليها بالاتفاق النووى على حد تعبيره، وأكد أنه وفقا للاتفاق النووى فإن أمريكا باعتبارها أحد أطراف الاتفاق التزمت بالامتناع عن تمديد أو وضع حظر جديد أو أية خطوة تتعارض مع نص وروح الاتفاق.

 

وأضاف خوشرو أن تمديد قانون الحظر على إيران (ايسا) يخالف التزامات أمريكا المنصوص عليها بالاتفاق النووى، وعلى ذلك فان هذا البلد لابد أن يتحمل التداعيات السلبية والأضرار المترتبة على هذه الخطوة، ودعا مندوب إيران، الأمين العام للامم المتحدة لأن يطالب جميع أطراف الاتفاق، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية الالتزام بتعهداتها حياله.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة