قرأت لك.. "التفضيل الجمالى" شاكر عبد الحميد يسأل: لماذا انتشر القبح؟

السبت، 31 ديسمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. "التفضيل الجمالى" شاكر عبد الحميد يسأل: لماذا انتشر القبح؟ غلاف الكتاب
قرأت لك مع أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"نتيجة لأسباب اجتماعية وأخلاقية ودينية حدث فى بعض المجتمعات نوع من الاختزال لمفهوم الجمال، وكذلك للإحساسات الجمالية المرتبطة به"، هكذا يحدد الدكتور شاكر عبد الحميد فى كتابه "التفضيل الجمالى.. دراسة فى سيكولوجية التذوق الفنى" الذى صدرت طبعته الجديدة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكانت طبعته الأولى قد صدرت عن عالم المعرفة سنة 2001، الأزمة الجمالية التى أصبح الجميع يعانى منها فى وقتنا الراهن، ويحاول أن يجيب عن أسئلة ما الجمال، ولماذا لم نعد نحتفى به ونقدمه، وكيف أصبحنا ساقطين فى هذا القدر الكبير من القبح؟

 

يرى الدكتور شاكر أن التغيرات قصرت مفهوم الجمال على مجال الفن فقط، ثم اختزلت الفن أيضا فاستبعد منه العنصر التشبيهى الخاص بالمحاكاة أو التمثيل بالنسبة للجمال الطبيعى عموما والبشرى خصوصا، ثم استبعد منه أيضا العنصر التعبيرى الخاص بالانفعالات، وأبقى على العنصر الذهنى، أو التجريدى، أو الهندسى، أو الفكرى فقط منه.

 

وفى الكتب يتضح الجهد الكبير الذى قدمه الدكتور شاكر فى استقصاء معنى ومفهوم "الجمال" وكيف أنه كان يتتبع تاريخ المعلومة، كما بذل الجهد الكبير أيضا فى تتبع مفهوم التفضيل الجمالى وعلاقته بالعلوم الانسانية المختلفة، فلسفيا، أدبيا، فنيا، تربويا، وغير ذلك.

 

ونظرا لارتباط علم الجمال بالفنون والآداب ارتباطا قويا، فإن المؤلف سعى إلى استقصاء مفاهيم الفنون عبر تاريخ تطور رؤية الفن ومفهومه، فهو يرى أن جمال العمل الفنى لا يكمن - كما أشار "جومبريتش" - فى جمال موضوعه، بل فى جمال أسلوب التعبير عن هذا الموضوع.

 

يؤكد المؤلف على العلاقة التى بيننا -متلقين- والأعمال الفنية – الابداع – ليست علاقة واحدة فقط هى العلاقة الجمالية، أو علاقة الاستمتاع والتأمل على مسافة معينة فقط، بل هى فى جوهرها، علاقة موقفية تعتمد على "طبيعة التفاعل"، بيننا وبين العمل الفنى فى "موقف معين"، وهذه خاصية لا تعمل ضد الفن بل تعمل معه.

 

وتطرق الكتاب إلى أن الاهتمام المنظم بالفن والجمال يعود إلى بدايات الفلسفة اليونانية عامة، والى أفلاطون وأرسطو خاصة.

من الأشياء المهمة التى انتبه إليها الدكتور شاكر فى كتابه، ما أطلق عليه "جماليات العوام" ورأى أنه فرع جديد وإن كانت له جذوره القديمة العديدة، ويقوم على أساس نوغ من التحريف لمقولة وردت على لسان أحد أبطال فيلم "قصة حب" جاء فيه أن الحب يعنى "ألا تقول أبدا كلمة آسف" وقد حرف فى هذا القول ليكون "ما بعد الحداثة تعنى آلا تقول أبدا كلمة آسف" فمع سقوط الأنظمة الشمولية في السياسية وكذلك فى المعايير الجماعية  والأحكام الجمالية (الفن  للفن أو الفن للمجتمع مثلا) أصبحت جماهير ما بعد الحداثة ، كما يفترض بعض المفكرين، حرة فى أن تتمتع بالنصوص الأدبية والفنية.

 

وفى الكتاب يقدم الدكتور شاكر عبد الحميد، العديد من الطرق التى لو تتبعاناها سوف نعيد التعرف على الجمال وأثره وأساليبه المختلفة فى حياتنا، كما أن إعادة طبع الكتاب مرة أخرى يؤكد الحاجة الملحة لاكتشاف مواطن الجمال فى الحياة حتى نستعيد أنفسنا من جديد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة