لن تتوقف كرة القدم أبداً عن تصدير مفاجآتها المثيرة والممتعة لكافة عشاقها، فبعد ما فعله ليستر سيتى فى الموسم الماضى وتتويجه التاريخى بلقب البريميرليج، شهد الموسم الحالى من الدوري الألمانى تربع فريق ريد بول لايبزيج المغمور على صدارة البوندزليجا فى ألمانيا، وتتوالى المفاجآت.
وعلى مقربة من ألمانيا لم يختلف الحال كثيراً فى الدوري النمساوي "البوندزليجا"، حيث يتربع فريق رينفورد التاش المغمور على الصدارة، رغم وجود عمالقة المسابقة ريد بول سالزبورج ورابيد فيينا وأوستريا فيينا.
صحيفة "ذا صن" الإنجليزية نشرت قصة فريق التاش، ووصفتها بالخيالية والمذهلة، خاصة وأن الفريق يقع فى واحدة من أصغر القرى فى النمسا، لا يتعد سكانها 6500 نسمة فقط، ولكنه رغم ذلك حقق نسبة حضور جماهيرى لمبارياته فى الموسم الماضى، وصلت إلى 4700 مشجع فى المتوسط.
الفريق الصغير لم يكن طريقه مفروشاً بالورود ليصل لهذه المكانة، ولكنه تحدى الكثير من الصعاب، فبعد تأسيسه فى عام 1929 ظل ينافس فى دوريات الهواة ولم يتحول إلى فريق محترف إلا بعد 62 عاماً، وتحديداً فى 1991، قبل أن يتأهل لأول مرة للبوندزليجا فى موسم 2006.
وفى موسم 2014 / 2015 تأهل الفريق للدوري الأوروبي للمرة الأولى فى تاريخه، حيث تغلب فى المراحل التمهيدية على فيتوريا البرتغالى، ولكنه خسر فى الدور الفاصل المؤهل لدور المجموعات، أمام فريق برتغالى آخر وهو بلينينسيش.
وبعد أن أنهى الموسم الماضى فى المركز الثامن، فاجئ التاش جميع منافسيه فى البداية الموسم الحالى، بعدما حقق 4 انتصارات متتالية، بما فيهم الفوز على رابيد فيينا 1 : 0 ، قبل أن يواصل نتائجه الجيدة، بالفوز على رابيد فيينا 2 : 0، والتعادل مع ريد بول سالزبورج.
ملعب "شنابيلهولز" معقل التاخ يتسع لـ 900 آلاف مشجع فقط
المثير أن الفريق يحقق كل ذلك رغم أن رأس ماله لا يتعد 5.5 مليون جنيه إسترلينى فقط، إلا أن أدائه الجيد لم يكن فى صالحه دائماً، حيث تسبب ذلك فى خطف رابيد فيينا لمدربه دامير كانادى، ليقوم مساعده الشاب فيرنر جرابير صاحب الـ 31 عاماً والخبرات القليلة، باستكمال المشوار مع الفريق، ولكنه قدم نتائج جيدة على غرار سلفه.
ويعد أبرز نجوم الفريق ديمترى أوبرلين لاعب منتخب سويسرا للشباب تحت 21 عاماً، والذى سجل 9 أهداف فى 19 مباراة، وهو معار من صفوف سالزبورج، إضافة إلى نيكولا دوفيدان، صاحب الـ 22 عاماً، والذى سجل 6 أهداف وصنع 3 أهداف.
ويمتلك التاش أيضاً لاعباً يدعى لوكاس ماهوب صانع الألعاب الذى يجيد نقل الهجمات بشكل رائع، إلى جانب اللاعبين الدوليين الوحيدين فى صفوف الفريق، وهما نيكولاس مومى نجاماليو، لاعب منتخب الكاميرون، وأندرياس لوكس لاعب منتخب النمسا.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بعد كل هذا، هو هل يستطيع رينفورد التاش أن يصنع المعجزة ويفوز بلقب الدوري النمساوي؟، وهو ما يبدو سانحاً أمام الفريق حيث أنه يحتل المركز الأول بـ 42 نقطة بعد 20 مباراة، بفارق نقطتين فقط عن سالزبورج، كما أن الدوري ما زال به 16 جولة، وفى حال مواصلته تحقيق النتائج الجيدة، سيكون بإمكانه أن يصل للقب، ويعيد ما فعله ليستر سيتى فى الموسم الماضى بالبريميرليج.
