مصير القوات الامريكية بأفغانستان بعد فوز ترامب..'طالبان' طالبته بسحبها..الحرب كلفت أمريكا ٨٠٠ مليار دولار وقتلاها من الجنود الأمريكيين ٤ أضعاف العراق..والرئيس المنتخب تراجع عن وصفها ب'الخطأ الفادح'

الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 10:00 م
مصير القوات الامريكية بأفغانستان بعد فوز ترامب..'طالبان' طالبته بسحبها..الحرب كلفت أمريكا ٨٠٠ مليار دولار وقتلاها من الجنود الأمريكيين ٤ أضعاف العراق..والرئيس المنتخب تراجع عن وصفها ب'الخطأ الفادح' فوز ترامب
كتبت نورهان مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد ساعات قليلة من إعلان فوز المرشح الجمهورى "دونالد ترامب" برئاسة أمريكا، طالبته حركة طالبان بسحب القوات الأمريكية نهائيًا من أفغانستان بعد 15 عامًا من الحرب التى أطاحت بالحركة من السلطة دون رجعة.

وبالرغم من تجاهله للملف الأفغانى والتركيز على الصراع فى سوريا بمناظراته، يعلم الساكن الجديد للبيت الأبيض أن عليه البت فيما يخص الحرب الدائرة بأفغانستان التى تعد الأطول فى تاريخ الولايات المتحدة، فإما الإبقاء على القوات أو سحبها، مع الأخذ فى الاعتبار استمرار سقوط الكثير من قواعد القوات الأفغانية فى أيدى الحركة.

وقد وجه ترامب خطابًا اليوم بعد الفوز يتعهد فيه "بمعالجة الجراح، وتقديم مصلحة أمريكا أولًا والاهتمام بالمحاربين القدامى".

ويرى المراقبون أنه الملف الأفغانى يجب أن يكون على رأس أولويات الإدارة الأمريكية. فما بين سقوط للقوات الأمريكية وتكاليف تكبدتها الإدارة على الحرب من مقاتلين ودعم لوجيستى تشير تقارير رسمية أنه لم يؤت ثماره.

 

ترامب يصف الحرب بـ"الخطأ الفادح" ويتراجع عنها

ولم تسقط حرب أفغانستان بشكل كامل من تصريحات الرئيس المنتخب إذ وصفها بأنها كانت "خطأ فادحًا" وأكد على وجوب استمرار القوات الأمريكية "حتى لا ينهار الوضع فى ثانيتين بعد الخروج، مثلما قلت أن العراق على وشك الانهيار بعد خروجنا"، بحسب تصريحاته لشبكة "سى إن إن" فى مطلع شهر أكتوبر.

ولكنه عاد ونفى وصفه للحرب بالخطأ، معتبرًا الوضع فى أفغانستان مختلفا عن العراق لقربها الجغرافى من باكستان التى تمتلك سلاح نووى مما استوجب التدخل العسكرى، على حد وصف الشبكة.

كم عدد القوات الأمريكية الحالية بأفغانستان؟

فى يوليو الماضى، تراجع الرئيس باراك أوباما - المنتهية ولايته- عن قرار تخفيض عدد القوات الأمريكية المتواجدة فى أفغانستان إلى النصف هذا العام، وفى المقابل أبقى على 8400 من القوات حتى يناير 2017 لما وجده من عدم استقرار لا يزال يخيم على الدولة.

كما يشكل الأمريكيون الجزء الأكبر من 12 ألف عنصر تابع لحلف شمال الأطلسى "الناتو" يساعد فى تأمين وتدريب القوات المسلحة الأفغانية، وذلك بعد أن قرر الحلف – الذى أنهى مهمته القتالية فى أفغانستان فى 2014- تمديد التدريبات إلى العام القادم.

أنهى تحالف الناتو مهمته بأفغانستان فى ديسمبر 2014 تاركا 13 ألف جندى فقط
 
54072-_86130776_hi029558939
 

ماذا جنت أمريكا من الحرب؟

أطاحت الحرب بحركة طالبان من السلطة فى 2001 وقوضت سيطرتها بأفغانستان، كما أنه لا تزال القوات الأمريكية تعلن عن مقتل قادة بارزين من تنظيم القاعدة. ومن أجل تقديم الدعم العسكرى واللوجيستى تكلفت أمريكا خلال الحرب أكثر من 800 مليار دولار كمخصصات مباشرة لوزارتى الخارجية ووزارة الدفاع، وفقا لدراسة بمعهد واتسون للدراسات الدولية أجريت فى أغسطس 2016.

وكشفت إحصائيات أخيرة نشرها موقع I Casualties المتخصص فى متابعة عدد ضحايا القوات الدولية بحرب أفغانستان والعراق أن عدد الأمريكيين الذين قتلوا فى أفغانستان منذ العام 2014 يزيد بأربعة أضعاف العدد الذى قتل على يد داعش فى سوريا والعراق.

 

موقع I Casualties

135291-Capture

 

ودفعت الحرب بأمريكا ولأول مرة إلى أعتاب المحكمة الجنائية الدولية بعد أن ورد تقرير عن اعتزام المحكمة لفتح تحقيق فى جرائم حرب تتورط بها قوات أمريكية ولم يتم التحقيق بها بشكل جدى، فكشف تقرير للمحكمة فى نوفمبر الماضى عن أن الجرائم "ارتكبت بقسوة زائدة وبطريقة مهينة لكرامة الضحايا...تسببت فى أضرار نفسية وجسدية خطيرة لهم".

وبالرغم من أن المحكمة تفتقد الأدلة التى تمكنها من فتح التحقيق وإنكار أمريكا ولاية المحكمة عليها من منطلق عدم عضويتها بها، إلا أن الخطوة قد تعد بصدام بين واشنطن والمحكمة. 

هل أتت الحرب ثمارها؟

كشف تقرير لهيئة رقابية حكومية في الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضى أن الفساد وانعدام الأمن يعترضان جهود تمكين المرأة كما يضعفان الحرب ضد طالبان، حيث وصف التقرير أفغانستان بأنها "لازالت تعد واحدة من أسوأ الأماكن فى العالم بالنسبة للمرأة". 

أما فيما يخص خطة إعادة إعمار أفغانستان التى تساهم فيها أمريكا، رسم ذات التقرير صورة قاتمة لحالة الطرق فى أفغانستان بعد أن طال الدمار 95% منها، بما فى ذلك التى تم تشييدها.

شاحنة تقود على طريق دمرته قنبلة فى 2013 

 

imrs
 

 

ولا تعتبر طالبان الخطر الوحيد الذى يواجه الولايات المتحدة فى أفغانستان، حيث إن القوات تلاحق مقاتلى تنظيم القاعدة فى سبع مقاطعات أفغانية على الأقل، بينما اكتسب داعش موطئ قدم فى شرق البلاد كما أنه أعلن مسئوليته عن هجوم انتحارى استهدف مظاهرة كبيرة لأقلية الهزارة بالعاصمة كابول أسفر عنه مقتل 80 شخصا فى يونيو الماضى.

 

هجمات الفصائل المختلفة بأفغانستان - خريطة بى بى سى 

 
277268-bbc-map
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة