أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

100 رأس مقطوع فى العراق

الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 06:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحكى كتب التاريخ أنه فى سنة 656 اجتاح المغول بغداد بقيادة القائد التترى هولاكو الذى استباح المدينة أربعين يومًا، "فمال التتار على البلد وقتلوا جميع من قدرُوا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، فكانوا يذبحون الرجل، ويسبون من يختارونه من بناته وجواريه، ولم ينج من هذه المذبحة سوى القليل"، دائما ما نقرأ هذه الحكايات فى الكتب ونشعر بالحزن والهم والغم على التاريخ الإسلامى والعربى المنتهك والضائع وعن وحشية الحروب التى تفقد الرجل إنسانيته، لكن ما رأيك أنه فى يوم 7 نوفمبر 2016 تم العثور على 100 جثة مقطوعة الرأس داخل كلية الزراعة فى ناحية حمام العليل بالموصل فى العراق.

 هذه الكارثة تكشف عن وحوش تعيش على هذه الأرض فى هيئة آدمية، فكيف يستطيع إنسان باسم الله أو باسم الشيطان أن يرتكب هذه الجريمة البشعة، فيقتل مائة إنسان ثم يقطع رؤوسهم، وفيما كان يفكر حينها، هل كان يحس بأنه يسعى لمرضاة الله بالقتل والدم، وأنه يطبق حكما دينيا يدعوه للقتل، فليعلم أن الله قد لعنه بسبب قتله الأبرياء.

هذه الكارثة تكشف عن عالم مغيب يسعى خلف السيطرة والتدمير ولا يفكر فى إنسانية أو خلافه، فكل دول العالم لا تشغل أنفسها بطفل عراقى مبتورة أحلامه ومهددة حياته، فقط لو كانت مصلحتهم أن يلتقطوا صورة بجانب الطفل المدمر سلفا سوف يفعلون ليتاجروا به وبأحلامه.

 

هذه الكارثة تكشف عن عرب لم تتغير حياتهم منذ سنة 656 لا يزالون يفضلون دور الضحية فيقتلون حتى يسيل دمهم فى الشوارع والطرقات، أبدا لم يقفوا من أنفسهم موقف الناقد الذى يسأل تاريخه وأيامه عن 1500 سنة ماذا فعل فيها وكيف تطورت حياته؟

 

الكارثة تكشف عن مستقبل مظلم للجميع، لأن غياب الإنسانية سوف يدمر كل شىء ولن يبقى على أحد، وستدور الدوائر  فاليوم العراقيون يدفعون ثمن قسوة العالم، لكن غدا سوف تدفعها الشعوب القانعة بدور "المتفرج".

 أصبح الحديث عن تنظيم داعش وجرائمه مملا من كثرته، هذا التنظيم الذى لا هوية له أو دين يحتاج وقفة حقيقية لا علاقة لها بدول منتفعة من الشرق والغرب تهاجم مرة وتهادن مرات من أجل مصلحتها، يحتاج صحوة تدين الجميع وتبدأ من جديد، فكل الأنظمة فى العالم لن يؤرقها وجود داعش إلا بقدر اقترابها منها.

 

العراقيون فقط بإمكانهم تغيير كل ذلك، بإمكانهم رفض الجميع والوقوف صفا واحدا وقلبا واحدا لمنع مثل هذه الكوارث الدموية التى فاضت عن حاجة التاريخ فربما ينسى أن يسجلها.   










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة