أكرم القصاص - علا الشافعي

صالح المسعودى يكتب: ترامب بين الوعود والواقع

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 06:00 م
صالح المسعودى يكتب: ترامب بين الوعود والواقع ترامب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الاهتمام بالسياسة الخارجية تسيطر على الشارع المصرى بل والعربى لاسيما بعد نجاح السيد "ترامب" فى الانتخابات الأمريكية فى ظل حالة من القلق والترقب العالمى أيضاً نظراً لما يبديه الرجل من أفكار قد لا تعجب البعض وخاصة وعوده للشعب الإسرائيلى وتفانيه فى إرضاء (اللوبى اليهودى) فى الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الأمر بالطبع يحظى باهتمام دول الشرق الأوسط . 
 
العالم أيضاً قابل نجاح ترامب بقلق وتوجس، فالرجل ليس سياسى محنك كما يروه فهو رجل أعمال ( من خارج الوسط السياسى ) لا يمتلك تنميق الكلام وترتيبه وفلترته وهذا النوع فى علم السياسة يسمونه ( أهوج ) أى أنه فى أى وقت تأخذه الحمية الكلامية فى أى مؤتمر صحفى فيلقى كلامات قد لا يعبأ بها قد تؤثر على مصير دول بل قد تؤثر على العالم أجمع وإدخال العالم فى حرب عالمية جديدة كما توقع ذلك بعض الخبراء 
 
ولكن من لهم تعمق سياسى وخاصة فيما يخص السياسة الأمريكية لا يعبئون بتلك الوعود البراقة التى قطعها السيد ( ترامب) على نفسه وخاصة الوعود المتطرفة منها لأن العالمين ببواطن السياسة الأمريكية يدركون تماماً أن السيد ترامب أو أى رئيس يأتى لحكم الولايات المتحدة الأمريكية هو موظف كبير بالبيت الأبيض وهو يأتى لقيادة القطار الذى توقف فى المحطة المخصصة له وهنا يجب أن نتذكر جميعاً أن هذا القطار قد تم تعبيد الطريق له منذ سنوات عديدة وتحمل القطار قضبان ممدودة ومتوازية فى اتجاه واحد فقط. 
 
أى أن هناك ( سستم) تمشى عليه مؤسسات الدولة ولا يستطيع الرئيس أن يحيد عن تلك المنهجية التى تم رسمها منذ سنوات فليست السياسة الأمريكية ( سياسة القطاعى )، كما يحدث فى بلدان العالم النامى التى تدمرها الصراعات السياسية وأسوأ ما فى تلك الأنظمة الفاشلة أن كل شيء يتغير بمجرد تغيير الأشخاص. 
 
كل ما فى الأمر أن السيد ترامب رجل أعمال فهو يسلك أقرب الطرق للوصول لمنفعته الشخصية فدخل مباشرة على خط ( اللوبى اليهودى ) لأنه يعلم أنهم يمتلكون الإعلام وهو أخطر شىء فى التأثير على الناخب الأمريكى فأراد الرجل أن يختصر جميع الطرق التى سلكها سابقوه فى الخفاء فأراد هو أن تكون على الملأ، لكنه بالتأكيد سوف يصطدم بمصلحة (أمريكا العليا) لأن (الدب الروسى) ينتظر أن يحتوى كل من يتوجس الخيفة من السياسة الأمريكية المتطرفة.
 
إذن يا عزيزى القارئ المثقف والمتابع وعود السيد ( ترامب ) لا تعدو وعوداً انتخابية تماماً مثل وعود ( السادة النواب ) فى أى بلد عربى الذين يكيلون للناخبين من الكلام المعسول، ثم عندما يحصل أحدهم على مراده يبدأ فى التملص من الوعود، وكل ما علينا ألان فعله هو التفكير فى أوطاننا التى أخرتها الصراعات السياسية القذرة فى الوقت الذى يئن فيه الفقير فى بلاد العرب من الجوع والتخلف.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة