أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

جزيرة القنوات فى «الثورة الكاروهات»

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تفرجت بالصدفة على برنامج فى قناة «الجزيرة كوميدى» عن استعدادات الجماهير للزحف فى 11 نوفمبر، كنت أتصور أن البرنامج ومذيعه وتقاريره، قمة الفكاهة والكوميديا، حتى أتحفنى صديق بعدد آخر من البرامج والفقرات، تفوقت على نفسها فى الفكاهة والمسخرة. 
 
 فى الحلقة إياها كان المذيع عرقان وجادا، وهو يستضيف زعيم  «الغلابة»، وهو يقسم بالنزول وزلزلة الزلازل، ثم نكتشف أن الزعيم يقيم فى إسطنبول، وزن كل زعماء الماتش يكتبون ويحرضون من قطر وتركيا وأوروبا، أما مختارات قنوات تركيا ولندن والجزيرة فقد تفوقت على نفسها وغيرها، سواء قبل الحدث أو بعده أو أثنائه.
 
تشاهد كيف أن هؤلاء المذيعين المناضلين الموزعين فى  «معالف المهارب» فريق فكاهى فعلا منهم يتحدث بالفعل عن ثورة ورعب ثم يستضيفون محللين لا يقلون كوميدية عن مذيعيهم لا يشعرون بأى بلاهة، وهم يستعملون تعبيرات وألفاظا من قاموس اليسار الثورى أو اليمين الكاروهات. 
 
ومع أن أحدا لم ير هذه التظاهرات رأيناهم يخترعون ويفبركون  تنظيرات عن «أول مظاهرات حاشدة غير مرئية»، مرة يقولون إن الناس مرعوبة تنزل وأخرى  ترى أن النظام وراء الدعوات، ثم إن الناس ستنزل، ولما اختفى المتظاهرون، خرج بعضهم ببيانات شكر للمظاهرات الضخمة التى لم يرها أحد..
 
إذا بنا أمام برامج مصابة بالفطريات العقلية، والطحالب الفكاهية. لدرجة أن أحد كبار صناع الثورة المخفية خرج على الشاشة وظل «يحزق ويتشنج ويتشقلب، ويصرخ عن «الغلابة»، ثم إذا بالحدث كله مشاهد فيها ثلاثة أو أربعة ملعوب فيها بشكل بدائى سيئ، ويتحدث بكلام تخين عن الثوار والثورة والنهاية والبداية، أقرب إلى منادى المولد الذى كان يصرخ «قررب قررب اللعبة دى فى لندن بخمسين إسترلينى، وفى أيطاليا بألفين ليرة النهاردة بربع جنيه». 
 
والنتيجة أنه مع كوميدية «زوابع» القنوات، فإن المذيعين يبدون بائسين وهم يحاولون تسويق بضاعة مضحكة، ويبدو الواحد منهم كأنه شحاذ يستعطف المارة أو الركاب ليحلل الأموال التى يأخذها، من مغفلى التمويل. يحاول كل منهم تقديم فقرته بجدية مبالغ فيها، بعضهم يرفع صوته ويحاول الاستظراف قدر المستطاع، والآخر يحرض، من مكامنه فى قطر وتركيا ولندن.
 
بالطبع فإن من ينفق عليهم يعرف أنهم مجرد ممثلين فاشلين، ولا يجد غيرهم للوصول باللعبة حتى نهايتها حتى لو كان هؤلاء مجرد «نمر» مثيرة للشفقة والملل حد الضحك، لم يخرج أحد لكنهم خرجوا على طريقة جحا، ليحتفلوا بزحام غير مرئى، وهى قمة الكوميديا «الطحلبية الكاروهات».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة