وراء كل سجين هارب "رشوة مخفية".. لماذا يتطور الفكر الإجرامى أسرع من الأمنى؟.. السجناء استخدموا أساليب المغافلة والرشوة والتكنولوجيا فى الهرب.. و"الداخلية" أنفقت الملايين لإنشاء 11 سجنا جديدا دون جدوى

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2016 10:13 م
وراء كل سجين هارب "رشوة مخفية".. لماذا يتطور الفكر الإجرامى أسرع من الأمنى؟.. السجناء استخدموا أساليب المغافلة والرشوة والتكنولوجيا فى الهرب.. و"الداخلية" أنفقت الملايين لإنشاء 11 سجنا جديدا دون جدوى سجناء-أرشيفية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

·       المتهمون استخدموا أسلوب مغافلة الحراسات للهرب

·       الرشوة العامل الرئيسى وراء هروب سجناء المستقبل عامى 2014 و 2016

·       إدخال الهواتف المحمولة للمتهمين ساعدهم على التواصل مع عصابتهم والهرب

·       مصدر أمنى: إجراءات تأمين المتهمين أثناء عرضهم على ساحات القضاء بدائية

·       زيادة صلاحيات أمناء الشرطة فى السجون ساهم فى زيادة معدلات الهرب

·       غياب إجراءات التأمين وعدم دعم السجون بالقوات سهل مهمة السجناء

فتحت وقائع الهروب العديدة التى نفذها السجناء فى عدد من السجون والأقسام خلال السنوات القليلة الماضية ، المجال للحديث عن الأسباب الحقيقة وراء غياب تأمين السجون ، وعدم قدرة وزارة الداخلية ممثلة فى مصلحة السجون من تطوير آدائها وأساليبها للتعامل مع الحيل والأساليب التى يلجئ إليها السجناء ليتمكنوا من الهرب ، وعلى الرغم من ملايين الجنيهات التى أنفقتها الدولة على إنشاء مجموعة من السجون فى آخر 3 سنوات والتى بلغت 11 سجنا إلا أن مكمن الخطورة يظل كامناً فى غياب إجراءات التأمين.

المتهمون استخدموا أسلوب مغافلة الحراسات للهرب ..

كشفت وقائع الهروب التى نفذها السجناء والمتهمون فى القضايا المختلفة العديد من الحيل التى يلجأ إليها السجناء للهرب ، وكان أبرزها عملية المغافلة وهى التى يتظاهر فيها المتهمون بالإعياء أو الرغبة فى دخول دورة المياه من أجل السماح لهم بالخروج من الحجز وفك الأصفاد الحديدة المقيدين بها ، بعدها يهرب المتهمون ويختبئون فى مناطق صحراوية بعيدة عن الأعين أو فى المناطق المكتظة بالكثافات السكنية العالية.

الحيلة السابقة تعد أكثر حيل السجناء انتشاراً ونفذها عدد من المتهمين أثناء ترحيلهم إلى المحاكم المختلفة لنظر أمر تجديد حبسهم أو لعرضهم على النيابة لاستكمال التحقيقات معهم فى القضايا المتهمين فيها، وكان أبرز المتهمين الذين تمكنوا من الهرب بتلك الحيلة هو أحد المتهمين من أعضاء كتائب حلوان والذى غافل الحرس أثناء عرضه على مستشفى المنيل للعلاج وتمكن من الهرب، كما نفذ عدد من السجناء عملية هروب مماثلة أثناء عرضهم على المحاكم المختلفة بالمنيا والغردقة والجيزة ومدينة نصر.

الرشوة العامل الرئيسى وراء هروب سجناء المستقبل عامى 2014 و 2016

لم تقتصر حيل السجناء للهروب عند عمليات المغافلة ، بل تخطتها لتشمل حيل أخرى وأساليب جديدة ، استخدم فيها المال كعامل رئيسى لإضعاف نفوس بعض مسئولى الأمن لمساعدة السجناء على الهرب ، لذلك كان خلف كل عملية هروب كبرى خائن ومرتشى وفى الغالب يكون أمين شرطة ، وليس أدل على ذلك من تنفيذ المتهمين الذين هربوا من سجن المستقبل فى عام 2014 عملية هروبهم بعد رشوة أحد أمناء الشرطة ، وتكرر نفس السيناريو فى عام 2016 فى واقعة الهروب الأخيرة التى كان ضمن أعضائها الهاربين عناصر من جماعات تكفيرية شديدة الخطورة ، وكان خلف العملية أيضاً أمين شرطة وتسببت تلك العملية فى نتائج كارثية على المستويين الإدارى والأمنى ، فقد تسببت فى مصرع رئيس مباحث قسم شرطة أبو صير أثناء محاولة مطاردة المتهمين ، فضلاً عن وفاة أحد المواطنين أثناء تواجده مصادفة بموقع الأحداث ، وأدت إلى إقالة مسئولين أمن كبار من ضمنهم مدير أمن الإسماعيلية.

ولم تتوقف وقائع الرشاوى عند قضيتى الهروب من سجن المستقبل ، حيث كشفت أجهزة الأمن بمديرية القليوبية عن مخطط نفذه أمينا شرطة بقسم الخصوص ، لتهريب أحد المتهمين فى قضايا سلاح ومخدرات مقابل تقاضيهما مبالغ مالية من أسرة أحد المتهمين ، وكشفت التحقيقات فى تلك القضية عن تسهيل المتهمين هروب المتهم وخروجه من السجن وإخفاء القضايا المتهم فيها مقابل مبلغ الرشوة ، إلا أنهما سقطا فى قبضة رجال الأمن.

إدخال الهواتف المحمولة للمتهمين ساعدهم على التواصل مع عصابتهم والهرب

وكشفت التحقيقات عن حيل جديدة يلجأ إليها السجناء وتستخدم أيضاً فيها عمليات الرشوة ، حيث يتهاون بعض مسئولى الأمن فى عمليات التأمين مما يساهم فى إدخال الهواتف المحمولة وأجهزة الـ"لاب توب" لبعض السجناء ، مقابل مبالغ مالية زهيدة يتم دفعها للأمناء على سبيل الرشوة ، وتكمن خطورة تلك الأجهزة فى استخدامها ، من قبل السجناء للتواصل مع أسرهم وذويهم فى الخارج وأفراد عصابتهم أو خلاياهم الإرهابية ، مما يساهم فى التنسيق بين الطرفين والتخطيط على تنفيذ عملية الهروب ، تلك الحيلة كشفت عنها تحقيقات النيابة فى واقعة الهروب الأولى من سجن المستقبل والتى وقعت فى عام  2014 ، حيث كشفت أقوال عدد من المجندين عن تورط أمناء شرطة فى تقاضى رشاوى مالية مقابل السماح بإدخال الهواتف المحمولة وأجهزة حديثة للسجناء ، ساعدتهم فى التواصل مع ذويهم وتنسيق عمليات الهرب.

 

مصدر أمنى: إجراءات تأمين المتهمين أثناء عرضهم على ساحات القضاء بدائية

وقال مصادر أمنى سابق بمصلحة السجون أنه على الرغم من وضوح الفكر الإجرامى وانحصار خطط المتهمين فى الهرب على الثلاث حيل التى تم ذكرها سابقاً ،  الا ان أجهزة الأمن لم تتمكن بعد من تطوير فكرها لمسايرة فكر المجرمين الذى يتطور من آن لآخر ، فظلت إجراءات الحراسة على المتهمين أثناء نقلهم إلى ساحات القضاء المختلفة للتحقيق معهم ، بدائية وتقتصر على فرد أمن يتولى عملية نقل المتهم من السجن إلى المحكمة والعكس ، مما يسهل عملية الهروب ، وكشف عن ذلك الخطأ الجسيم عملية الهروب التى نفذها أحد المتهمين فى قضايا السطو المسلح والذى تم نقله من قسم الشرطة إلى المحكمة بصحبة أمينى شرطة مكلفين بحراسته سيراً على الأقدام ، ما مكنه من مغافلة الشرطيين والهرب.

 

زيادة صلاحيات أمناء الشرطة فى السجون ساهم فى زيادة معدلات الهرب

وأضافت المصدر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، اتضح الخلل الجسيم الذى تعانى منه إجراءات تأمين السجون ، من خلال ترك المسئولية الكاملة فى يد أمناء الشرطة ، من ضعاف النفوس الذين باعوا ضمائرهم من أجل حفنة من المال يؤديها إليهم المتهمون ، فكشفت تحقيقات هروب السجناء الأولى من سجن المستقبل عن وقائع إهمال شديدة يعانى منها السجن من بينها ترك مفاتيح الزنازين والعنابر فى يد أمناء الشرطة وليس فى يد الضباط المخول لهم ذلك ، وانتشار المواد المخدرة ورواجها بين المتهمين القادرين مالياً على الدفع، بل تخطى الأمر ذلك إلى السماح لأسر المتهمين دخول السجن بسيارتهم أثناء الزيارات مقابل مبالغ مالية تؤدى للمسئولين.

 

غياب إجراءات التأمين وعدم دعم السجون بالقوات الكافية سهل مهمة السجناء فى الهرب

وتابع المصدر ، أنه على الرغم من زيادة عدد السجون فى مصر خلال الآونة الأخيرة لتكسر حاجز 42 سجنا عموميا ومركزيا إلا أن بعض السجون مليئة بأكثر من طاقته، ولم يتم دعمه بقوات أمنية كافية لتأمينه، فضلاً عن المخطط الهندسى لتلك السجون كشف عن وجود ثغرات عديدة تمثلت فى انخفاض مستوى بعض الأسوار وعدم تجاوزها حاجز الـ3 أمتار فى بعض السجون كسجن المستقبل بالإسماعيلية ، فضلاً عن عدم استخدام بوابات إلكترونية وعدم فحص وتفتيش الزيارات التى يتم تقديمها للسجناء بشكل كاف ما يسمح بإدخال الممنوعات لهم، إضافة إلى أن اماكن اختيار بناء السجون تتم فى بعض الأحيان بشكل عشوائى، وتقاعس المسئولين عن تطهير السجون من الفاسدين والمرتشين.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة