روبرت فيسك: شوارع إسطنبول تفوح برائحة قمع أردوغان

الجمعة، 07 أكتوبر 2016 04:15 م
روبرت فيسك: شوارع إسطنبول تفوح برائحة قمع أردوغان العاصمة التركية اسطنبول
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الصحفى البريطانى روبرت فيسك، إنه فى زيارته إلى إسطنبول ومقابلته أصدقاء له، كان عليه ألا يذكر أسماءهم فى المقال الذى نشرته الإندبندنت، لأن "هذه هى القاعدة الآن"، إلا أن كان كلامهم عبارة عن مديح للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن الأوضاع فى البلاد ذكرته بقبضة الرئيس السوفيتى الراحل جوزيف ستالين على بلاده.

 

ونقل فيسك فى مقاله أمس، الخميس، عن أحد أصدقائه، "عليك أن تفهم أن هذه كانت محاولة انقلاب حقيقية.. عليك الحذر من ترديد كلام البعض فى الإعلام الغربى، على وتيرة أن هذه كانت مسرحية وأنها كانت محاولة مزيفة ليتمكن أردوغان من التخلص من أعدائه.. هذا كلام فارغ.. إنه كان حقيقيًا".

 

وأضاف صديق فيسك، أن (تحرك الجيش) كان ضد أردوغان، وأتباع (فتح الله) جولن كانوا متورطين، وأن مدبرى المحاولة كانوا يتمنون أن ينزل أتباع كمال الدين أتاتورك للشوارع لتأييد تحرك الجيش. وقال فيسك، إنه لاحظ بالفعل أن العديد من صور أتاتورك اختفت من إسطنبول.

 

وأضاف صديق فيسك، "بعض الضباط كانوا ليُستبعدون لو نجحت المحاولة، والبعض الآخر ربما ظنوا أنهم سيتركون إن شاركوا فيها أو سيخسرون وظائفهم إن فعلوا".

 

أما فيسك، فرأى فى مجلة "هبار ترك" إنجازات اقتصادية "وهمية" وأيضًا صورة صغيرة لـ14 رجلا أشعث وخائر القوى، وأخرى لرجل بنفس الهيئة وبكدمة فى فكه ينحنى أمام الكاميرا فى خوف، فقال له زميله التركى، إن هؤلاء هم الجنرالات وإنه تم ضربهم.

 

وأضاف فيسك، أنه يوجد عشرات الآلاف فى سجون تركيا الآن؛ رجال شرطة وجيش ولواءات وقضاة ومدرسين وأكاديميين وأطباء، وإن أردوغان مدد حالة الطوارئ لـ90 يوم آخر بينما انخفضت قيمة الليرة التركية إلى أكثر قليلًا من 3 دولارات.

 

وفى مقال بالمجلة، قال بسار أريوغلو، رئيس شركة آتاس التى تبنى نفقا جديدا بين مضيق البسفور والبحر الأسود، "علينا أن ننسى (تحرك الجيش)، ولا حتى نتحدث عنه، بل ننظر للمستقبل.. لقد صار يومًا أسود فى تاريخنا الآن"، بحسب فيسك.

 

وتساءل فيسك إن كان علينا النظر للمستقبل تحت حكم أردوغان بالضرورة، وألا ننظر إلى الجنرالات المرتجفين بعدما تحدث الرئيس التركى عن إعادة عقوبة الإعدام.

 

وتابع الصحفى البريطانى المخضرم، إنه لا أحد يعلم متى تبدأ القضايا، ولا حتى وكلاء النيابة، لأن الدليل الذى يدعم المحاكمات الجماعية قد لا يكون موجودا.

 

وبحسب فيسك، ففى يوم تحرك الجيش، ذهب بعض ضباط الجيش لرئيس الأركان الساعة الثالثة أو الرابعة عصرًا ليتصل بجولن، الداعية الدينى المنفى اختياريًا فى الولايات المتحدة، ليسمع منه ما يقول، ولكنه رفض وأمر الجنود بالبقاء فى ثكناتهم فى تلك الليلة، ومن هذه اللحظة علم مدبرو المحاولة أن الخطة قد تنكشف، لأنه من المفترض أن تحدث تحركات الجيش فى أى مكان الساعة 3 أو 4 صباحًا عندما تكون المدن نيام، وبما أنهم فشلوا فى الحفاظ على سرية خططهم، فإنهم استمروا من منطلق "فلنفعلها على كل حال".

 

وردًا على سؤال فيسك عن كيفية اختيار النظام التركى لمن يُقبض عليه، قال أحد الأصدقاء، إن أتباع جولن كانوا حلفاء لحزب العدالة والتنمية قبل عامين، والجميع يعلم من تم تعيينه من أتباع جولن ومن الحزب الحاكم، بمن فيهم كل لواء وكل أستاذ جامعة.

 

وأكد فيسك أن السر الحقيقى هرب مع من غادروا تركيا، منهم ثمانية من القوات الجوية الذين فروا إلى اليونان بالهليكوبتر، بينما يثير أردوغان الضوضاء حول استعادة جزر يونانية قريبة من الشواطئ التركية، واليونانيون بالتالى غاضبون، وقال أحد الأصدقاء "إن هذا مسلى، فأردوغان يحب أن يصنع الأعداء".

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة