"فايننشيال تايمز" تكشف أسرارا جديدة بين مبارك وأوباما فى "ليلة التنحى".. الرئيس الأمريكى طالبه هاتفيا بـ"تسليم سريع للسلطة".. والآخير رد: أنتم سذج.. و"كلينتون" طالبت بالحذر فى التعامل مع "25 يناير"

السبت، 29 أكتوبر 2016 06:45 م
"فايننشيال تايمز" تكشف أسرارا جديدة بين مبارك وأوباما فى "ليلة التنحى".. الرئيس الأمريكى طالبه هاتفيا بـ"تسليم سريع للسلطة".. والآخير رد: أنتم سذج.. و"كلينتون" طالبت بالحذر فى التعامل مع "25 يناير" مبارك وأوباما قبل سنوات من اندلاع ثورة 25 يناير ـ أرشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية تقريرا يروى كواليس ما حدث داخل البيت الأبيض مع اندلاع مظاهرات 25 يناير، وتضارب الآراء بين كل من الرئيس "باراك أوباما" ووزيرة الخارجية أنذاك "هيلارى كلينتون" حول رد الفعل الأمريكى.

 

"هذا غير كاف، هذا لن يكون كافيا"، شاهد "أوباما" تظاهرات ميدان التحرير مرددا هذه العبارة داخل غرفة المؤتمرات بالبيت الأبيض فى 1 فبراير عام 2011، محاطا بمستشاريه الأساسيين فيما يتعلق بشئون السياسة الدولية لمناقشة الأزمة المصرية، وكيفية التعامل مع الرئيس المحاصر آنذاك "حسنى مبارك".

 

وخلال الفترة التى تلت اندلاع ثورة 25 يناير شهد البيت الأبيض انقساما ومناقشات ساخنة تشير إلى اختلاف الأجيال داخل إدارة "أوباما"، ففى الوقت الذى طالبته فيه "كلينتون" بالتعامل بحيطة مع الموقف، محذرة من أنه قد يمر أكثر من عقدين قبل إنشاء ديمقراطية مستقرة فى مصر، كان مستشارو "أوباما" الأكثر شبابا يخبرون "أوباما" بأن التاريخ يتحرك سريعا، مطالبون إياه باتخاذ موقف صائب سريعا، وكان الموقف الصائب من وجهة نظرهم هو الانحياز للإرادة الشعبية فى مصر المتمثلة فى المتظاهرين.

 

وتعرض الاجتماع لتوقف قصير لمشاهدة الخطاب الأول للرئيس مبارك الذى قال فيه إنه لم يكن ينتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة، لكنه لم يذكر أى شىء عن تسليم السلطة خلال فترة رئاسته، ورأى الرئيس الأمريكى أن خطاب "مبارك" لم يكن كافيا لاحتواء الأزمة، وأدلى برأيه للأخير عبر مكالمة هاتفية.

 

واتبع "أوباما" مكالمته الهاتفية للرئيس المصرى السابق بخطاب اعتبرته الصحيفة البريطانية الأهم والأكثر تأثيرا طوال فترة رئاسته، وأفصح فيه "أوباما" عن انتقال منظم للسلطة فى مصر نزولا على رغبة المتظاهرين، وهو الخطاب الذى أثار اعتراض عدد كبير من مستشاريه الأقدم داخل أروقة السياسة الأمريكية.

 

ويقول التقرير إن تنحى الرئيس المصرى "حسنى مبارك" كان أول أزمة تقابل "أوباما" و"كلينتون"، أزمة سلطت الضوء- حسب تقرير الفايننشيال تايمز"- على الاختلافات بين الرئيس الأمريكى ووزيرة خارجيته آنذاك، كما أنها تقدم رؤية للكيفية التى ستتعامل بها إدارة المرشحة الديمقراطية حاليا فى حال وصولها إلى البيت الأبيض.

 

وأكدت "كلينتون" خلال حملتها الانتخابية فى أكثر من مناسبة بأنها سوف تضع سياسة خارجية أمريكية أكثر تقليدية، سياسة تحرص على احترام حلفاء أمريكا بالخارج، وتبدو أكثر ثقة فى تشكيل الساحة الدولية.

 

وحرصت "كلينتون" أيضا فى أكثر من مناسبة على الإشارة إلى صحة تنبؤاتها حول مصير الثورة المصرية.

 

ونبتت أول بذور الانقسام داخل الإدارة الأمريكية حول الموقف فى مصر مع حلول "جمعة الغضب" أو 28 يناير، فقد رأى فريق- أغلبه من الشباب- بينه "سوزان رايس" ممثلة أمريكا داخل الأمم المتحدة، و"بين رودز" مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى وكاتب خطاب "أوباما" عند زيارته للقاهرة عام 2009، أن الثورة المصرية تماثل تلك التى نشبت فى عدد من دول الشرق الأوروبى ضد هيمنة الاتحاد السوفيتى، مطالبون الرئيس الأمريكى "أوباما" بالانحياز لإرادة الشعب المصرى قبل فوات الآوان.

 

فى حين رأى أخرون فى مقدمتهم "كلينتون"، ونائب الرئيس الأمريكى "جو بايدن" ورئيس هيئة الأركان المشتركة "مايك مولن" أن الثورة الإيرانية فى عام 1979 هى السيناريو الأقرب لما قد يحدث فى مصر، حيث بدأ الحراك بمجموعة من الليبراليين، لكنه انتهى بقمع دينى.

 

ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأمريكى "أوباما" لم تربطه علاقة وثيقة مع الرئيس المصرى السابق "حسنى مبارك" الذى ظل حاكما لمدة 30 سنة، على عكس عدد من مستشاريه وأعضاء إدارته، مثل "كلينتون" التى راسلت قرينة الرئيس "حسنى مبارك" "سوزان مبارك" قبيل عامين لتقديم العزاء فى وفاة حفيدها.

 

وبعد الاجتماع مع عدد من مستشاريه أجرى الرئيس الأمريكى مكالمة هاتفية مع الرئيس المصرى، ينصحه فيها بتلبية مطالب المتظاهرين وتسهيل انتقال السلطة، ليقلل الرئيس المصرى من شأن مخاوف نظيره الأمريكى، قائلا إنه يحتاج فقط لبعض الوقت لاحتواء الأمر.

 

وبناء على نصيحة من "هيلارى كلينتون" أرسل الرئيس الأمريكى سفير بلاده السابق فى مصر "فرانك ويزنر" لإجراء مقابلة مع الرئيس المصرى فى 31 يناير، نصح فيها "ويزنر" "مبارك" بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، وتنظيم انتقال سلمى للسلطة، ليرد "مبارك" بأنه لا يوجد حاجة لهذا الأمر، مكررا أنه يستعين فقط بمرور بعض الوقت لاحتواء الأزمة.

 

وتابعت الولايات المتحدة إرسال مبادراتها إلى الرئيس المصرى "حسنى مبارك"، باعثة نائب رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكى "سى آى إيه" آنذاك "مايكل موريل"، ليجرى مقابلة مع ممثل لرئيس المخابرات المصرى الراحل "عمر سليمان" ليتفقا على بعض النقاط التى عرضها "موريل" على إدارة أوباما التى بحثتها، ليعود "موريل" فى 1 فبراير 2011 إلى مصر مع بعض النقاط التى شملت تنحى الرئيس عن السلطة.

 

وقالت الفايننشيال تايمز نقلا عن مسؤول بالبيت الأبيض آنذاك أن "عمر سليمان" وافق على تلك النقاط وأقنع بها الرئيس المصرى، وظهر الأخير فى خطابه الثانى والأخير قبل تنحيه، ليذكر بعض النقاط المتفق عليها مع الإدارة الأمريكية، لكن قدم نفسه كحل وحيد، فإما هو أو الفوضى.

                           

ودفع خطاب "مبارك"، "أوباما" إلى مكالمته هاتفيا مطالبا إياه بتسليم سريع للسلطة، ليثير غضب الرئيس المصرى الذى رد عليه بأن "الأمريكيون السذج" لا يعلموا أن المجتمع المصرى قد ينقسم فى حال رحيله عن السلطة.

 

وبعد رد مبارك الغاضب، ناقش الرئيس الأمريكى مستشاريه حول إصدار بيان آخر من قبله يطالب فيه الإدارة المصرية بانتقال منظم للسلطة، وعارضه وزير الدفاع الأمريكى آنذاك- الذى كان غائبا عن اجتماع الإدارة الأمريكية فى 28 يناير- "بوب جيتس"، الذى رأى أن على أمريكا التوقف عن مطلب انتقال السلطة طالما أنه لا يوجد أى رؤية للقوى السياسية القادمة.

 

ولفت التقرير إلى قلق "كلينتون" من أن يثير مطلب أمريكا بانتقال للسلطة فى مصر توجسا بين حلفاء أمريكا فى المنطقة، مثل دول الخليج وفى مقدمتهم السعودية، ودولة إسرائيل التى أبددت تخوفها من القوى التى قد تخلف الرئيس المصرى.

 

وكانت "كلينتون" حريصة طوال تلك الفترة – حسب الفايننشيال تايمز- على استخدام نبرة أقل هدوءً عند التعاطى مع الأزمة المصرية، مما أثار توجسا داخل البيت الأبيض من أن المرشحة الديمقراطية ترسخ لتبنى سياسة خاصة بها فى الخارجية الأمريكية بعيدا عن موقف "أوباما" وإدارته، لينتهى الأمر باتصال من "أوباما" كان أقرب إلى المشاحنة مع وزيرة الخارجية آنذاك، يطالبها فيه بالحفاظ على وحدة الخطاب الأمريكى حيال الأزمة المصرية.

 

وعند خروج "مبارك" من الصورة، قال الرئيس الأمريكى أنه يتمنى أن يسيطر ليبراليو التحرير على مقاليد الأمور فى مصر، لكنه توقع أن يكون انتقال السلطة "طويل وصعب".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرى افندى

هذا يثبت كذب امريكا !!

يعنى امريكا ومسئوليها عندما ادعوا انهم تفاجؤوا بالثورة ؟؟ كل ده كان كذب وغش لتغطية مساندتهم لعملائهم .

عدد الردود 0

بواسطة:

سامر

الى رقم واحد

ايه الدليل ان امريكا كانت عالمة بالثورة بس هم عنهدم مواقف سريعه وتخطيط سريع ولا عشان فكروا بسرعه ياخدوا موقف من مبارك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

الى رقم 1

اللي مكتوب ده اكبر دليل ان امريكا كانت متفاجئة من الثورة, لانه كان هناك انقسام حاد, و فشل فى تكوين سياسى تجاة ما يحدث, بس اود ان اقول نقطة, ان مباكر كدا كدا كان ماشي, مبارك كان اخر فترته شهر سبتمبر 2011, مكنتش فارقة كتير بين انه يمشي فى فبراير و لا سبتمبر 2011, بل بالعكس, مبارك كان اتحرق خلاص , و فقد شعبيته, بطئه الشديد فى الاستجابة للمظاهرات اللى حصلت, كان خلى وضعه بقى حرج, و عامة هو ساب الحكم ؟!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

هذا غير كاف .. هذا لن يكون كاف !!!

لن يكون كاف علشان ايه ؟ .. علشان الثورة تقوم - و يتم عزل مبارك و يأتي عملاء امريكا الى الحكم .. إما الخائن محمد البرادعي او رجل من تنظيم الاخوان العميل الخائن مثل الجاسوس مرسي .. فلابد من زيادة الاعداد في الميدان وان يستمروا في التواجد في الميدان ولا ينصرفوا .. و هو ما حدث و رأى اوباما ان العدد اصبح كاف فخرج يقول لمبارك و نظامه ناو ناو .. اذا الامر لم يكن مفاجأة و لكن كان هناك ترتيب و كل واحد كان عارف دوره ايه

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوفرحة

ولسه في ناس بيقولوا ثورة

اللى لسه مش فاهم ان الصهاينة الأمريكان هم من افتعل مؤامرات الربيع العبري يبقى حاجة من الإثنين ومش هقول ايه هما ...........

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال

دعم هيلارى كلينتون

ارى ان هذا المقال لصحيفه فاينانسيال تايمز هوى لدعم هيلاى كلينتون فى الشرق الاوسط وخصوصا مصر... حيث ان الرأى العام المصرى قد تبين لامريكا انه مع ترامب وليس مع هيلارى كلينتون ... وهذا المقال هو تمهيد قبول كلينتون كرئيس لامريكا فى الشرق الاوسط وخصوصا شمال افريقيا واليمن وسوريا والعراق وليبيا وتونس الذين عانوا من حكم كلينتون وبوش الابن وأوباما.

عدد الردود 0

بواسطة:

موسى محمد

براءة..

المقال هذا يثبت بان الثورة كانت نتاج شعبى مصرى اراد ثورة تطهير من الظلم والفقر والاستعباد ليس كما سوقتكم سابقا انها ثورة مدفوعة الاجر لبعض شباب مصر والحركات الثورية ام ان الاعلام المصرى يتغبون الشعب فيوظفون منبرهم مرة لصالح الخونة ومرة اخرى لصالح الشعب.. ام هذة المرة لتحسين صورة الرئيس الاسبق مبارك وتظهروة على انة الرئيس الشريف الوطنى.

عدد الردود 0

بواسطة:

على عزت

هى ثورة حقيقية نابعة من رغبة الشعب

ولكن الأخوان استغلوها وسرقوها وتولوا السلطة بالتهديد والوعيد واستغلال العاطفة الدينية لدينا وكلنا نعرف ان شفيق هو الفائز .

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد وفيق

تلميع لكلينتون

أتفق مع تعليق رقم6بشده حيث أن المقال لتبرئة ساحة كلينتون من ثورة 25يناير وأن من السزاجة إعتبار أن الإدارة الأمريكية فوجئت بقيام الثورة ولكذب ليس له أرجل كما قالوا من قبل فكلمة أوباما " هذا لا يكفى " تفضح كذب هذه المقال مدفوعة الأجر أنها فوجئت إدارة أوباما وكلينتون من بعده تمشى بخطى ثابته فى المنطقة لمن يأتون بهم هم ليسوا رؤساء دول أحرار فى قراراتهم هم يمشون على سياسة مرسومة من قبل من يأتى بهم وهم عرائس تنفذ كواجهة . من يأتى برئيس أمريكا وضع صورة لتحسين ديمقراطية الأمريكية بعد شرابة الخرج بوش الأبن السكير الأراجوز أن يكون واحد أسمر البشرة وتليه سيدة لإستكمال شكل ولو كانت كلينتون مختلفة مع أوباما لما تحركت فى أوربا والمنطقة لإقناع أو أمر 112 دولة لتأيد قرار إنشاء دولة داعش ألم تقر بذلك كلينتون فى مذكراتها ؟؟!!! نحن نقراء ولا ننسى وكفاية رأس الأفعى الإنجليزية الكذب وتجميل كلينتون وتحضير المنطقة لإستقبال الحوناينة كلينتون القلبها على الشعوب العربية والمصرين بالذات كفانا كذب ونفاق

عدد الردود 0

بواسطة:

الشبراوي

متنسوش

في 25 يناير لم ينفسم الشعب المصري حول رحيل مبارك أو بقاؤه في الحكم ولكن الجميع اتحدوا تحت كلمة واحدة وهي الرحيل "هو يمشي مش هنمشي" تلك الصيحات والضراخ الذي كان يهز أرجاء ميدان الثورة ميدان التحرير .متنسوش اللي حصل طوال سنين حكمه الكئيب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة