"وثائق أدبية"..

فى ذكرى رحيله الـ 43.. المجهول من حياة عميد الأدب العربى طه حسين

الجمعة، 28 أكتوبر 2016 03:37 م
فى ذكرى رحيله الـ 43.. المجهول من حياة عميد الأدب العربى طه حسين طه حسين عميد الأدب العربى
كتب سعيد زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"فالديمقراطية قبل كل شىء تتصل بالحياة الاجتماعية وبالعلاقات بين الأفراد والعلاقات بين الطبقات بالنظام الاجتماعى بوجه عام وبالنظام الاقتصادى أيضا، وتتصل بالسياسة من حيث إن السياسة هى الأداة التى توجد حكومة تمكن من إنصاف الضعيف والفقير والغنى وتحقق العلاقات التى تقوم على العدل بين الأفراد وبين الجماعات وبين الطبقات... ".

هذه فقرة من محاضرة بعنوان "الديمقراطية والحياة الاجتماعية" ألقاها طه حسين فى الجامعة الأمريكية عام 1942والتى تأتى ضمن كتاب "طه حسين.. وثائق أدبية" لنبيل فرج.   

وتتمثل أهمية الكتاب فى أنه يلقى الضوء على جوانب مجهولة فى حياة عميد الأدب العربى من خلال الوثائق التى يتناولها المؤلف فى أربعة الفصول الأول بعنوان: مخطوط لم ينشر "لا" ، وهو عبارة عن مقال لم ينشر كان بين أوراق عميد الأدب العربى التى آلت بعد رحيله إلى محمد حسن الزيات زوج ابنته "أمينة" الذى دفعه بدوره، إضافة إلى أوراق أخرى، إلى مؤلف الكتاب لتكون ضمن مادة كتاب عن طه حسين، مما يذكره طه حسين تحت عنوان (لا): "فطبع الرجل الكريم ينافر "لا" أشد المنافرة حين يُسأل المال، ولكنه يقارب لا أشد المقاربة حين يراد على ما يليق بكرامته وقل ذلك على الرجل البخيل فهو شديد الحرص على كلمة لا حين يُسأل العطاء... على ان أمور هذه الكلمة تتعقد فيما يعرض للناس أثناء حياتهم من المشكلات تعقدا شديدا، فليس كل الناس يأبى الضيم، وليس كل الناس يرتفع عن الصغائر وينزه نفسه عن الدنيات".

وعن عدم نشر طه حسين هذا المخطوط يخلص نبيل فرج أنه بسبب ما ينطوى عليه من فكر معارض لأن "مضمونه وهو الرفض أو قول "لا" لم يكن فى البلاد العربية فى أى عهد من العهود بالأمر السهل، لا على المستوى السياسى أو الاجتماعى أو الثقافي".

"صديقى العزيز رئيس تحرير جريدة الأهرام أرجو أن تتفضل فتأذن لى فى أن أقول إنى لم أقبل ولن أقبل أن يصنع لى تمثال أو يقام لى حفل لأنى لا أفهم لهذا معنى ولا أرى له مقتضيا ويخيل إلى أن للناس فى هذه الأيام ما يشغلهم عن مثل هذه الفكاهة التى أشكر أصحابها أجمل الشكر". هذه الرسالة تأتى ضمن الفصل الثانى من الكتاب- وهى كما يبدو- رفض قاطع منه لإقامة تمثال أو حفل له. ولم تكن هذه هى الرسالة الوحيد بل تأتى ضمن رسائل متنوعة أرسلها عميد الأدب العربى إلى الملك فاروق وإلى المسؤولين مثل مدير جامعة القاهرة، أو تلامذته أمثال سهير القلماوي، وأصدقائه أمثال توفيق الحكيم وهى رسائل- حسب المؤلف- تعتبر من القطع الأدبية الرفيعة التى ستقرؤها الأجيال القادمة، كما ستظل تقرأ الأيام وحديث الأربعاء ودعاء الكروان وتستمتع بما تتضمنه من خبرة عالية بالواقع والتاريخ.

ويأتى الفصل الرابع من بعنوان تقارير مخطوطة ومنها: "إصلاح النحو وإصلاح الكتابة" و"آثار سوريا وفلسطين" و"مؤتمر المستشرقين" و"سياسة التعليم العامة".

وفى الفصل الرابع نجد ثلاثة عناوين، الأول "ثلاثة أحاديث عن الشعر العربى القديم" وهى أحاديث مجهولة لطه حسين علن الشعر العربى القديم ألقاها فى محطة الإذاعة البريطانية فى لندن BBC عام 1940 والعنوان الثانى الديمقراطية والحياة الاجتماعية وهى محاضرة ألقاها فى الجامعة الأمريكية فى نهاية العام الدراسى عام 1942 أما العنوان الثالث فهو تعاون خصب بين لبنان ومصر، وهو كلمة لم تنشر ألقاها طه حسين فى حقل تكريم له أقامه نائب ريس مجلس الوزراء وزير التربية الوطنية حبيب أو شهلا.

والكتاب عموما- حسب مؤلفه- يعكس ملامح وصفات أصيلة فى شخصية طه حسين، ومن فلسفته العملية فى الحياة، وعن علاقاته الحميمة بالمثقفين وممن روحه الحانية على الضعفاء، وأخلاقه المتعالية على الأقوياء والجهلاء أصحاب العقول الجامدة، من خصومه ومن خصوم الوطن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة