أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

تمثيلية «رويترز» حول قضاة الإخوان

الخميس، 20 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى لماذا تصر وكالة أنباء عالمية مثل رويترز على السماح لبعض المنتسبين إليها بإهدار قيم المهنية والمصداقية وتحويل الوكالة إلى منصة لإطلاق الأخبار المنحازة والتقارير المسيسة، وآخرها التقرير الفضيحة الذى بثته الوكالة، الثلاثاء، بعنوان «حملة على المعارضة فى مصر تطيح بأسماء بارزة فى عالم القضاء».
 
من يتلقى التقرير لابد أن يتوقع أن الحكومة المصرية تشن حملة تنكيل واعتقالات بأطياف المعارضة السياسية على غرار نظام أردوغان القمعى فى تركيا، ولكن فور مطالعة السطور الأولى تكتشف رائحة التدليس والكذب، فالتقرير مصنوع ويجمع معلومات قديمة ومغلوطة فى سياق يبدو حديثا لغرض الإساءة للحكومة المصرية التى تخوض صراعات على جبهات عدة داخلية وخارجية وقادرة مع ذلك على تحقيق نجاحات والصمود فى مواجهة الريح العاتية.
 
التقرير الفضيحة يسعى باختصار لإعادة قضاة الإخوان إلى الواجهة من جديد والانتصار لهم باعتبارهم أبطالا وقفوا مع الدستور والقانون فأصبحوا ضحايا للنظام القمعى بعد 30 يونيو، ويستعيد فى مشهد تمثيلى يصلح لمسلسل تليفزيونى العشاء الذى نظمه محمد ناجى دربالة لمجموعة من القضاة التابعين لجماعة الإخوان والمتعاطفين معهم على الباخرة أرمادا، وكيف صاغ دربالة بيان قضاة الإخوان الرافضين لثورة 30 يونيو وما تلاها من إجراءات، وكأنه يصيغ بيان ثورة 1952 أو بيان حرب أكتوبر 1973.
 
ويفرد التقرير حيزا كبيرا لدربالة وشركائه من قضاة الإخوان ليسردوا كيف كان الاجتماع وكيف اتفقوا على مواجهة الأوضاع الجديدة، وكل واحد منهم يردد أنه لا يعنيه مرسى ولا الإخوان ولكنه معنى بالدستور والقانون، وكأنها عبارة محفوظة، كما يسرد كل منهم موقفه من التحقيق الذى أجراه مجلس القضاء الأعلى ليظهر كل منهم بمظهر الشهيد والضحية، لا على حقيقته باعتباره مخالفا للقانون وضوابط العمل بالسلك القضائى.
 
حيز قليل للغاية يخصصه التقرير للمتحدث باسم وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى، لا يتناسب مع حجم الادعاءات التى يوجهها قضاة الإخوان للسلطات القضائية ولوزارة العدل ولرئاسة الجمهورية، كما أنه يتيح لقضاة الإخوان قلب الحقائق وتصوير اشتغالهم بالسياسة عملا مشروعا ويتناسب مع عملهم بالسلك القضائى، وهنا يأتى السؤال الأساسى: لماذا تبث وكالة رويترز مثل هذا التقرير المشبوه والمسيس والمنحاز لجماعة الإخوان الإرهابية فى هذا التوقيت بالذات؟
 
الإجابة المباشرة لا تعدو أن تكون اتساقا من الوكالة مع كونها منصة لإطلاق التقارير والأخبار المسيسة والموجهة لصالح أجهزة المخابرات التى تتبعها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة