السعودية تنجح فى تشكيل ضغط عربى وإقليمى على إيران.. صمود المملكة يوقع طهران فى شر أعمالها.. الجميع يحترم قضاء الرياض بعد إعدام الإرهابى "النمر".. وطهران تعتدى على سفارة المملكة والكل يتصدى لها

الإثنين، 04 يناير 2016 07:50 م
السعودية تنجح فى تشكيل ضغط عربى وإقليمى على إيران.. صمود المملكة يوقع طهران فى شر أعمالها.. الجميع يحترم قضاء الرياض بعد إعدام الإرهابى "النمر".. وطهران تعتدى على سفارة المملكة والكل يتصدى لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لحقت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية السودان ومملكة البحرين بركب المملكة العربية السعودية فى قطع وخفض العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فى أكبر حملة تشنها دولا عربية فى وجه "الدبلوماسية العدوانية" التى تنتهجها إيران والتى كان آخرها الاعتداء السافر على السفارة والقنصلية السعودية فى طهران وإشعال النيران بها.

انتفاضة عربية ضد إيران

فقد أعلنت مملكة البحرين وجمهورية السودان اليوم قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، كما قررت دولة الإمارات العربية المتحدة خفض التمثيل الدبلوماسى للبعثة الدبلوماسية الإيرانية على أرضها إلى مستوى "قائم بالأعمال" بدلا من "سفير"، وذلك بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية أمس قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد اعتداء الأخيرة على السفارة والقنصلية السعودية بأرضها على خلفية إعدام السعودية لـ47 إرهابيا من بينهم القيادى الشيعى السعودى نمر باقر النمر.

ففى الوقت الذى أعلنت فيه دولا عربية وإقليمية وقوفها بجانب المملكة العربية السعودية فى كل الإجراءات التى تتخذها لمواجهة الإرهاب والحفاظ على سلامة أراضيها واحترام أحكام القضاء السعودى، إلا أن إيران لجأت لسياسة "الغوغائية" فى ردها على رسائل تأييد الدول العربية لقرارات السعودية، وقام عدد كبير من الإيرانيين، الذين يحسبون على الحرس الثورى الإيرانى وعناصر التعبئة المسماه "الباسيج"، بالهجوم على القنصلية السعودية بطهران، وإلقاء الحجارة على مبنى القنصلية، ومحاولة إنزال العلم السعودى، ما أدى إلى وقوف عدد من الدول العربية فى وجه إيران وإصرارها على وضع حد للتدخلات الإيرانية السافرة فى شئون المنطقة.

الاعتداء على السفارات عمل مخالف للعلاقات بين الدول

ورغم أن عمليات اقتحام السفارات أو الاعتداء عليها عمل مخالف للقواعد التى تحكم العلاقات بين الدول، ولا تستطيع حكومة ما الدفاع عنه، أو تبريره علنا، ولا أن تترك مرتكبيه دون محاسبة وعقاب، فإنه فى الحالة الإيرانية، التى تتمتع فيها الحكومة بقوة أمنية كبيرة تمنع أعمالا كهذه، فإن الحكومات تتواطأ مع تلك العمليات لأسباب سياسية، أساسها إظهار معارضتها لسياسات ومواقف الدول التى يتم اقتحام سفاراتها أو الاعتداء عليها، وذلك بحجة أن ما جرى القيام به يمثل غضبا شعبيا يعبر عن نفسه، لكن الحقائق تؤكد أن تلك الأعمال تتم بموافقة رسمية وتحت رعاية الأجهزة الأمنية الإيرانية، بمعنى أن تلك العمليات بمنزلة موقف رسمى شبه معلن، بغض النظر عما يعقبها من تصريحات ومواقف رسمية.

إشادة بحزم السعودية فى مواجهة الإرهاب

وقد لاقت المملكة العربية السعودية إشادة واسعة بحزمها فى مواجهة الإرهاب، وتأيدا كبيرا لقرارات قضائها بحق المتسببين أو المنتمين لخلايا إرهابية تشكل تهديدا لأمن البلاد وسلامة المواطنين، إلا أن إيران رأت فى تأجيج الموقف مصلحة لها وقام المسئولون الإيرانيون بالإدلاء بتصريحات عدائية للسعودية، إلا أن الملمكة لم تنصت لهذه التصريحات من مبدأ التزامها بحسن الجوار، وعندما فشلت إيران فى جر السعودية لحرب كلامية قامت بإشعال النيران فى سفارتها بطهران الأمر الذى لم يستفز السعودية فقط بل استفز دولا عربية أخرى قررت قطع علاقاتها بإيران كالبحرين والإمارات والسودان واليمن التى قررت قطع العلاقات مع إيران منذ أشهر، ومن المتوقع أن تنضم دولا أخرى لحملة القطيعة مع إيران.

تاريخ من الصراع بين السعودية وإيران

فى عام 2011، ومع موجة الربيع العربى التى اجتاحت المنطقة، دعمت إيران الاحتجاجات الشعبية التى قام بها شيعة البحرين فى وجه نظام الحكم السنى، إلا أن السعودية ودول الخليج شعرت بالخطر الشديد مما يجرى فى البحرين، فدعمت البحرين فى مواجهة الاحتجاجات هناك، وعندما عجزت القوات البحرينية، تدخلت قوات درع الجزيرة، التى تشكل القوات السعودية القسم الأكبر منها، عبر التدخل البرى، وفى العام نفسه قامت السعودية بدعم الحراك الثورى السورى ضد نظام الأسد الحليف لإيران بالمال والسلاح، وقامت إيران من جانبها بدعم نظام الأسد بالذخيرة والسلاح والمقاتلين، ليتصارع البلدان على النفوذ فى سوريا.

استمرت صراعات النفوذ بين إيران والسعودية فى بلدان الشرق الأوسط كافة على مدى العقود السابقة منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية حتى اليوم، لكن العقد الأخير شهد تمددا كبيرا لإيران مقابل انحسار النفوذ السعودى فى كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان وفلسطين، ففى الوقت الذى كانت فيه السعودية تساعد وتحارب تنظيم القاعدة، كانت إيران توسع مناطق النفوذ وتدعم الأقليات الشيعية فى محيط السعودية وعلى حدودها الشمالية والشرقية والجنوبية، ما اضطر السعودية ومع العهد الجديد للملك سلمان إلى تغيير استراتيجيتها فى دعم الحلفاء إلى التدخل المباشر ضد نفوذ إيران فى الشرق عبر عملية "عاصفة الحزم" فى اليمن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة