حكاية "حلة" خربت بيوت .. قصص زوجات مع "المعايرة" بسبب "حلة الاتفاق"

الجمعة، 29 يناير 2016 12:00 ص
حكاية "حلة" خربت بيوت .. قصص زوجات مع "المعايرة" بسبب "حلة الاتفاق" عريس وعروسه
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تخل العادات والتقاليد المصرية من الأشياء الغريبة والطريفة، التى يتميز بها المصريون، ويعتبرونها معتقدات تراثية يظلوا متمسكين بها، ومن أهم هذه العادات"حلة الاتفاق" وهى عبارة عن طعام ترسله والدة العروس إلى والدة العريس يوم الزفاف، ويجب أن تحتوى على نفس أصناف الطعام التى سيأكلها العريس والعروسة "عشاء العرسان"، وقديماً كان يجب أن تغطى هذه الصينية بقطعة قماش بيضاء، أما الآن تغطى الصينية عندما تكون المسافات بين المنازل قريبة، أما المسافات البعيدة تغلف الأطباق بورق المطبخ، و تظل المناطق الشعبية وبعض المحافظات فى مصر محافظين على هذا العرف حتى الآن، من أبرزهم جميع محافظات الصعيد ومحافظة البحيرة ومحافظات القنال، لكن الطريف فى الأمر أن هناك جوازات من الممكن أن"تبوظ" بسبب حلة الأتفاق.

ورغم أن "حلة الأتفاق" عادة، إلا أنها تحتوى على عدة طقوس، حيث أنها ترتبط بالأماكن والبيئات المختلفة، فمثلاً فى محافظات الصعيد، يرسل أهل العروس إلى أهل العريس بط وحمام بعدد أفراد الأسرة وعدد زائد للمعازيم المقربين، أو ديك رومى و فراخ، على حسب مقدرة كل أسرة، لكن لابد من إرسال سبتين من الفاكهة، مع "حلة الأتفاق"، وفى بعض المناطق الشعبية ترسل حلة الاتفاق ومعها"كسكسى"، وفى محافظات القنال مثل الأسماعيلية، تتكون "حلة الأتفاق" من مأكولات بحرية مثل السمك والجمبرى، أو الكباب والكفتة المشوية.

وتسرد مجموعة من السيدات لـ اليوم السابع أغرب المواقف التى حدثت بسبب "حلة الأتفاق" :-
وتقول صفاء نجيب 32 سنة، نحافظ على عادتنا وتقاليدنا، ولا يمكن أن يتم العرس دون "حلة الأتفاق"، لأنها تظل مرتبطة بالمرأة المتزوجة طوال عمرها، وتسببت فى تعرض ابنة خالتى للطلاق يوم عرسها، حيث صعدت حماتها إلى شقتها لترى الأكل الذى سيتناوله ابنها، وهل أرسلت خالتى نفس الأصناف فى الحلة أم لا، ووجدت أن "عشا العرسان" يحتوى على ديك رومى وفراخ، بينما حلة الأتفاق تحتوى على ديك رومى فقط، وعلى الفور تحدثت مع خالتى و زوجهان واتهمتهم بالتقليل من قيمتهم وقيمة العريس، وتطور الأمر حتى تدخل الرجال فى المشكلة، وكاد العريس أن يطلق العروسة بسبب عدم تقدير أهلها لأهله، لولا تدخل بعض كبار السن، لكن حماتها ظلت لا تتحدث معها لمدة عام كامل.

بينما تؤكد فاطمة طنطاوى 48 سنة، أن "حلة الاتفاق" مثلها مثل "القايمة" ولها عادتها الخاصة، وتقول تزوج ابن جارتى الذى ترجع أصولهم إلى محافظة المنيا من فتاه من محافظة القاهرة ولا يعرف أهلها شيء عن هذا العرف، وفى يوم الزفاف تفاجئنا بأن أهلها لم يهتموا بمعرفة عادتنا الصعيدية واحضار حلة الأتفاق، وبعد مرور أسبوعين رفضت والدة العريس أن تستمر "الجوازة" لاختلاف الثقافات وخوفاً من أن تهمل عادات زوجها التى تربى عليها، وطلبت من ابنها أن يطلق العروس، وبالفعل حدث الطلاق، لأنه كان يعتبر موقف جلل بالنسبة لأهل الصعيد.

أما حبيبة ربيع 25 متزوجة سنة فتقول "الأصول أصول" ونحن نعرف عادتنا جيداً، ومن غير المقبول أن نخالف عادتنا ثم نقول إنها سبب فشل الزيجات، وتؤكد أن حماتها إتفقت مع والدتها على "حلة الأتفاق" قبل الفرح بأسبوع، لتتأكد من أصناف الطعام التى ستقدمها لمعازيمها المقربين وتتباهى بالأكل المقدم لأبنها، واتفقوا على أن تحتوى الحلة على "محشى كرنب" و "بط " و "فراخ"، وبالفعل جهزت أمى هذه الأشياء وأرسلتها إلى منزل أهل زوجى قبل أن نذهب لقاعة الفرح، وتشير إلى أنها وجدت حماتها "تعاير" سلفتها بسبب عدم التزام أهلها بـ"حلة الأتفاق" المتفق عليها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة