أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

أضواء على أعمدة المعبد

السبت، 23 يناير 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدعوة كريمة من رئاسة الجمهورية ووزارة الثقافة المصرية حضرت مساء أمس الأول حفل إطلاق بداية العام الثقافى المصرى الصينى الذى أقيم برعاية وحضور كل من الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس شى جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية، ومنذ الدقائق الأولى لنزولنا أرض مطار الأقصر تسرب لدينا شعور قوى بأن ثمة شىء استثنائى حدث فى تلك المحافظة البهية، وتأهبنا جميعا لرؤية مصر وهى تتحدث عن نفسها أمام دولة لا يستهان بها، وترقبنا جميعا كيف سيكون «لقاء القمة» بين أقدم حضارتين.

بداية لابد هنا أن أشيد بدقة تنظيم هذا الحفل، سواء من جانب رئاسة الجمهورية التى أمنت الحفل برا وبحرا وجوا، أو من جانب وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية أو من جانب محافظة الأقصر التى أقيم على أرضها هذا الحدث المهم، فأثببت أنها محافظة واعدة ومؤهلة لتشريف مصر فى اللقاءات العالمية، فكل شىء كان دقيقا بداية من مطار القاهرة وحتى دخولنا إلى مبعد الأقصر المهيب الذى أقيم فيه الحفل، عادت إلى مصر الروح بين جنبات المعبد الشهير، وأمدتنا أعمدته الراسخة رسوخا نفسيا وحضاريا لافتا، ومنحتنا تلك الموتيفات الصينية التى تم وضعها بين الأعمدة شعورا بأننا سنشهد انسجاما تاما بين الحضارتين بشكل يعبر عن الاحترام المتبادل.

تنوعت فقرات واختلف، لكن لم تختلف تلك الروح الودية التى سادت القاعة منذ اللجظات الأولى التى ظهرت جلية واضحة من خلال تآلف المذيعة الصينية مع المذيعة المصرية جاسمين طه زكى فى تقديم فقرات الحفل، وقد ظهرتا وكأنهما «عشرة عمر» حتى حينما انقطع الصوت فجأة عن الميكروفونات تغلبتا على هذا الموقف المربك بسلاسة كبيرة وانسجام واضح حتى عاد الصوت مرة أخرى، ثم بدأ الحفل الذى اعتبرته «مباراة المحبة» بين شعبين كلاهما يؤمن بالآخر ويحترمه، وقد كان ملهما أن نرى مغنيى الأوبرا المصرية وهم يؤدون مقطعا من أوبرا عايدة بانسجام تام مع مغنيى الأوبرا الصينية، كما كان مبهرا أيضا أن تتشارك فرقتان «مصرية وصينية» فى عزف مقطوعة «لونجا رياض» للملحن العظيم رياض السنباطى، كما كان ملفتا أن يعزف أشهر عازفى البيانو فى الصين لأغنية «طلعت يا محلا نورها» لسيد درويش، وقد ساعده فى هذا كون الأغنية من مقام العجم الذى يسهل تأديته باعتباره أساس المقامات الموسيقية فى العالم.

وبرغم أن مصر لم تقدم كل ما لديها، لكن الحفل كان مبهرا فى كل تفاصيله، ولم يعكر صفو استمتاعى به سوى تذكرى لتلك الانتقادات الصبيانية التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، حينما نشرت صور بروفات الحفل متضمنة إنارة الأعمدة بأشكال زخرفية مختلفة، ولم تستمر هذه الإضاءة فى الحفل سوى بضع دقائق، ولم تضر الآثار، وإنما أضافت إليها عبر تعريف ما يقرب من أكثر 400 مليون صينى تابعوا الحفل فى وسائل الإعلام الصينية، ولهذا تأكدت من أن مصر مؤهلة لتصدر طليعة الدول الناهضة بشرط واحد، هو أن تتخلص من الغوغائية فى الرأى والصبيانية فى الانتقاد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

miii

مصر

تحيا مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة