أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

لست وحدك النموذج

الثلاثاء، 19 يناير 2016 07:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكبر من ثنائية الأخيار والأشرار
بما أننا تحدثنا عن نموذج الثرى العصامى الذى يفعل الخير دون انتظار الشكر، ونموذج الراحل صلاح عطية فى الدقهلية الرجل الذى وهب أمواله لإقامة المدارس والجامعات ومساندة الفقراء وتنميتهم وتعليمهم ومساندة الأيتام وفى قريته ومدينته ومحافظته، وخرج مئات الآلاف يشيعونه ويرون قصته.

هذا عن المستوى الأهلى، وعلى المستوى الرسمى تناولت نموذج رئيس مدينة بسيون المهندس سعد الفقى الذى غير من شكل المدينة خلال أيام من توليه مسؤوليته، واجه الفوضى والإشغالات والزحام، ونجح فى تقديم نموذج للمسؤول الناجح، ليثبت هو وغيره ممن يعملون أن المسؤول الناجح الكفء ليس مستحيلا، وأن حسن اختيار المسؤولين وقيام كل منهم بدوره هو الحل الأقرب لإعادة بناء هذا لوطن على أساس سليم، يعنى ببساطة الإنسان المناسب فى المكان المناسب.

وهناك إجماع على أن الحل بالفعل فى تقديم الكفاءة على الواسطة، والخبرة على المحسوبية، وبالطبع هناك نماذج مثل الراحل صلاح عطية فى المجتمع تعمل وتواصل البناء دون انتظار شكر أو كاميرات. وهناك رؤساء مدن وأحياء يعملون بشرف وكفاءة، ولا يمكن أن يكون فقط من يتحدثون عن الشرف هم الشرفاء، أو أن الواقع لا يفرز غير النماذج الفاسدة والانتهازية، وكل منا يمكن أن يعدد قوائم لمسؤولين شرفاء، فى الحكومة والجامعات والأطباء والقضاء والبوليس والتعليم، قد يختلف البعض حول هذه النسبة ما إذا كانت كبيرة أو صغيرة، لكن على كل الأحوال فإنها جميعا تشير إلى «أنك لست وحدك».

وكل منا يعرف نماذج لأطباء يعلنون عن استعدادهم لعلاج غير القادرين، ومعلمين يريدون تعليما حقيقيا، ومهندسين يرفضون الرشوة، وضباط يعملون بكل ضمير.

وهنا تظهر أهمية توظيف كل هذا لاستعادة المجتمع من حالة الغيوم، وعبور الشعور بـ«ما فيش فايدة»، طبعا هذا من دون تزيد أو ادعاء ومع الاعتراف بأننا مجتمع فيه الطيب والشرير، والمخلص والانتهازى، والصادق والكذاب، ومن يلتزم بالقانون من دون خوف من العقاب، ومن يخرج على القانون، ودائما هناك نماذج بعضها معروف والبعض الآخر مختف أو بعيد عن الإعلام، وهى نماذج فردية لكنها متعددة، ونفس الأمر فى السياسة والعمل العام.

وليس الهدف هو أن نتجاهل العيوب والنماذج الفاسدة التى تستحق المقاومة، فنحن لسنا مجتمعا من الأخيار، لكن الهدف هو استعراض المجتمع بحثا عن بذور تصلح للبناء، لأن التركيز فى السلبى يبدو معديا، مثيرا للقنوط واليأس، بالرغم من أن كل من يخزنون التشاؤم، يواصلون حياتهم ويرون أنفسهم نماذج جيدة، وهى مفارقة أن يفترض كل منا أنه وحده ومن يتفقون معه هم الأخيار، بينما الحياة متعددة وتحتمل الاختلاف وتحتضن بين جنباتها دائما ما يعطى فرق جهد ودافعا للتقدم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

TAREK

غفر الله له واسكنه فسيح جناته

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة