أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

«اللى ما يشترى يتفرج»

الأربعاء، 13 يناير 2016 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البرلمان من التشريع للاستعراض
خلال أقل من يومين فرغ صبر مجلس النواب، وقرر وقف البث المباشر لجلساته، استنادا لنص دستورى يجيز سرية بعض جلساته، فيما يتعلق بمناقشات قضايا الأمن القومى أو الموضوعات الحساسة. ويبدو أن ما جرى خلال الجلسة الافتتاحية وترك الميكروفونات مفتوحة لتظهر مناوشات ومشاجرات بدت تطبيقا للقول «اللى مايشترى يتفرج»، ربما بسبب عدم الخبرة أو الانبهار أو الرغبة فى الاستعراض، وكلها أمور يمكن التعامل معها، وأن ينتبه النواب لأنفسهم، ويعلموا أنهم جاءوا للتشريع والرقابة وتمثيل 90 مليونا، فى مرحلة مهمة.

رأينا قصة طلاق اليمين الدستورية واليمين العائلية، والسيلفى، والكرملة، واللائحة، والأكل والشرب، واللوم، والحوارات الجانبية التى أعادت التذكير بواقعة «الشيخ حسنى»، ناهيك عن تصريحات واتهامات، وهرجلة فى انتخاب الرئيس والوكلاء، إلى آخر المشاهد التى كانت موضوعا للسخرية والانتقاد والشماتة أحيانا، وصولا لاستسهال تقديم النواب لاستقالاتهم، أو التهديد، وهى سلوكيات تصور المجلس على أنه لا يعبر عن مسؤولية ومرحلة.

وبدلا من علاج هذه الحالات، اتخذ المجلس أقرب قرار، وهو التصويت على منع البث التليفزيونى للجلسات، ومع ملاحظة أن المشاجرات والخلافات والمناقشات واردة فى كل البرلمانات، وهناك مشاهد ملاكمة بين نواب البرلمان اليمنى والجزائرى والأردنى والمغربى والصومالى والموريتانى، بل الأوكرانى، والفنزويلى، والتركى، والكونجرس الأمريكى. بما يعنى أنها خلافات واردة، ولم تمنع من إذاعة وعرض الجلسات. والأولى أن يجلس النواب معا ويتدارسوا إعداد اللائحة، ويذكروا أنفسهم أنهم جاءوا للتشريع والرقابة وليس للاستعراض، مع الأخذ فى الاعتبار أنه مع الوقت سوف يعتاد الجميع على الكاميرات أو ينسوها، ويكتفوا ببرامج التوك شو.

لكن قرار وقف البث بدا نوعا من التغطية على الهرجلة، وطبعا هو يحرم الإعلام من صيد سمين يومى، فضلا عن إتاحة الفرصة لمواقع التواصل للمشاركة فى هذه المناقشات، وتفهم اتجاهات العمل داخل البرلمان. رئيس المجلس يقول إنه أمر مؤقت للانتهاء من تشكيل اللجان وإقرار اللائحة، لكن اعتراضات تأتى لعدم قدرة مجلس النواب على السيطرة، وهو أمر يقلق ويثير الخوف من أن يكون هذا هو السلوك الدائم، بما يضيع مصالح جمهور ينتظر التشريع والرقابة.

والعيب غالبا ليس فى البث، لكن فى رغبة النواب أن يظهروا أمام ناخبيهم أو دوائرهم بأنهم أصحاب مواقف، وكلمات، ويتحاشوا تصنيفات أبوالهول. وبعضهم يكتفى بمجرد المرور وعمل «باى باى» على طريقة برامج الشارع، والكل يعرف أن الكاميرات تثير الرغبة فى الاستعراض لدى بعض والنواب، وأن هذا هو ما يدفع البعض للمطالبة بوقف البث لحرمان نواب الاستعراض من استعراضهم، بينما الأفضل أن يكون هناك لوائح وقواعد يقرها الأعضاء، ويلتزموا بها بدلًا من البعض عن «منظر».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة