السيسى يختتم زيارته للصين بعد مشاركته فى "عيد النصر" ولقائه "البشير" فى بكين للتأكيد على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين.. ويتوجه إلى إندونيسيا غدًا لبحث التعاون الاقتصادى مع دول "الآسيان"

الخميس، 03 سبتمبر 2015 08:41 م
السيسى يختتم زيارته للصين بعد مشاركته فى "عيد النصر" ولقائه "البشير" فى بكين للتأكيد على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين.. ويتوجه إلى إندونيسيا غدًا لبحث التعاون الاقتصادى مع دول "الآسيان" الرئيس السيسى فى الصين
بكين- محمد الجالى جاكرتا- آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى، غدًا الجمعة، زيارته إلى إندونيسيا، فى محطته الثالثة والأخيرة بجولته الآسيوية، التى شملت سنغافورة والصين، حيث حضر السيسى احتفالات الصين بعيد النصر، كما التقى بالرئيس السودانى عمر البشير.

زيارة السيسى لأندونيسيا غدًا


وتعد زيارة السيسى أول زيارة لرئيس مصرى إلى إندونيسيا منذ عام 1983. ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسى لقاء قمة ثنائيًا مع الرئيس الإندونيسى "جوكو ويدودو" يليه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين، وقالت مصادر: إن الزيارة ستشهد التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين فى عدد من مجالات التعاون الثنائى.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس السيسى بزيارة إلى مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادى لدول جنوب شرق آسيا "الآسيان"، حيث يلتقى بسكرتير عام التجمع لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان على الصعيد الاقتصادى، لاسيما على ضوء الفرص الواعدة التى توفرها مصر فى إطار العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية التى تدشنها فى المرحلتين الراهنة والمستقبلية.

وتتميز العلاقات الثنائية بين مصر واندونيسيا بنوع من الاستقرار، يعكسه عمقها التاريخى والتعاون فى العديد من المجالات، فقد أنشئت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1947 وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال إندونيسيا، عام 1945.

وتتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، كما تتبادل الدولتان تأييد الترشيحات فى المنظمات الدولية، وتتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتجمعهما عدة تجمعات دولية بجانب حركة الانحياز، ومنها منظمة المؤتمر الإسلامى، ومجموعة الـ 15، ومجموعة الدول النامية الثمانى.

وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، حيث تعكس رؤية الرئيس السيسى للانفتاح على العالم، والاستفادة من التجارب الناجحة لدول النمور الآسيوية بجنوب شرق آسيا، لا سيما فى مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، التى تشتهر بها إندونيسيا.

وقالت المصادر، إلى أن الزيارة ستكون فرصة للترويج للاستثمارات الأجنبية بمشروع تنمية منطقة قناة السويس، حيث يتطلع الجانب الإندونيسى للعمل والاستثمار فى هذه المنطقة الإستراتيجية.

وزاد حجم التبادل التجارى بين مصر وإندونيسيا العام الحالى بمقدار 21%، بما يمثل 258 مليون دولار، وتقوم مصر بتصدير 15 سلعة إلى إندونيسيا، وهناك جهود مكثفة لزيادة حجم التبادل التجارى وتحسين الميزان لصالح مصر خلال الفترة المقبلة.

ويتبادل مسئولو البلدين الزيارات من أجل دفع العلاقات الثنائية فى جميع المجالات، وقد زار المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فى إبريل الماضى للمشاركة فى القمة الأفروآسيوية، التقى خلالها الرئيس الإندونيسى.

وتجمع مصر وإندونيسيا لجنة مشتركة، برئاسة وزيرة التعاون الدولى، ووزيرة التجارة الإندونيسية، كما تعقد آلية للمشاورات السياسية بالتناوب بين البلدين على مستوى مساعدى وزير الخارجية.

كما تحتضن القاهرة أكثر من 6 آلاف طالب إندونيسى، معظمهم يدرسون فى جامعة الأزهر، كما يوفد الأزهر الشريف أكثر من 40 مدرسا إلى إندونيسيا، لتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية، كما يقدم منحا سنوية لعدد 115 طالبا إندونيسيا.

الصين


من جانب آخر، اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارته للصين اليوم، الخميس، بعد حضوره العرض العسكرى الذى نظمته الصين للاحتفال بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث هنأ الرئيس الصيني "شى جين بينج" بهذه المناسبة، متمنيًا للصين وشعبها مزيدًا من التقدم والازدهار، ومؤكدًا اهتمام مصر بتنمية علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين.

من ناحية أخرى، التقى الرئيس السيسى أثناء الاحتفالات بعددٍ من رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا الاحتفال، حيث تم استعراض أهم جوانب العلاقات الثنائية مع دولهم.

لقاء السيسى بالبشير


وعقب الاحتفال التقى الرئيس بالرئيس السودانى "عمر البشير" فى اجتماع ثنائى، تم خلاله تناول سبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، فضلًا عن التأكيد على أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين ومتابعة كافة جوانب العلاقات الثنائية والوقوف على ما تم إحرازه من تقدم فى مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك للبلدين.

وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء جاء فى إطار حرص الرئيس على التنسيق والتشاور المتبادل مع الرئيس السودانى.

وأضاف، فى تصريحات صحفية، أن الرئيسين استعرضا التطورات على الساحة الإقليمية فى الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الزعيمين بحثا سبل تعزيز العمل المشترك، والتحضير لعمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، وكذلك العمل على دفع العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

من جانبها، اهتمت وسائل الإعلام الصينية، وأفردت مساحات للزيارة، بزيارة الرئيس السيسى للصين، ونشرت "وكالة شينخوا" فى باب أهم الموضوعات الدولية، موضوعًا تحت عنوان "الرئيس السيسى: مصر جادة وحريصة على دفع التعاون الاقتصادى مع الصين"، جاء فيه: إن الرئيس المصرى الزائر عبد الفتاح السيسى كان يهدف فى لقائه مع مجتمع رجال الأعمال والشركات الصينية إلى نقل رسالة إلى الشركاء الصينيين مفادها "أننا جادون وحريصون على إتمام المشروعات، التى اتفق عليها الجانبان على أكمل وجه"، مؤكدا على أهمية مساهمة الصين بخبراتها واستثماراتها فى إقامة المشروعات المخطط إقامتها فى مصر، والتى تصب أيضًا فى إطار مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

وجاءت هذه التأكيدات خلال لقائه بمجتمع رجال الأعمال والشركات الصينية الكبرى فى العاصمة الصينية بكين، الذى شارك فيه نخبة كبيرة من مديرى الشركات والمؤسسات الصينية الكبرى، التى تجرى أو ترغب فى إجراء تعاون مع مصر، مشيرا إلى أن اللقاء يؤكد خصوصية العلاقات المصرية – الصينية، وحرص الجانبان على الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات رفيعة.

وأوضح السيسى أن هذا الجمع المتميز يمثل فرصة جيدة للتعرف بشكل مباشر على آخر التطورات الحاصلة فى المشروعات وكيفية تذليل العقبات التى تواجهها، لافتا إلى أن الاستثمار عمل مشترك ومصر ستقوم بالحد الأقصى المطلوب منها لتسهيل الإجراءات.

وأوضح الرئيس المصرى أن الصين تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر وإن مصر تقدم مدخلا واسعا إلى أسواق الدول العربية والأفريقية والأوروبية، التى ترتبط مصر معها باتفاقيات للتجارة الحرة، مؤكدا أن التوقيع على عدد من العقود والاتفاقيات خلال زيارته الحالية يمثل قيمة مضافة لما حققه الجانبان من نجاحات وإنجازات خلال الفترة القصيرة الماضية ويأتى فى مقدمتها تكنولوجيا المعلومات وتصنيع السيارات والبتروكيماويات، وكذا استكمال أعمال البنية التحتية لعدد من المشروعات.


وقال السيسى إن الدولة المصرية تحركت بخطى سريعة لتحديث اقتصادها، وقد جاء هذا التحرك لإنعاش الاقتصاد على أساس علمى مدروس ووفقا لرؤية عملية واضحة، مستشهدا بالأرقام الاقتصادية الصادرة مؤخرا حيث قد زاد الاستثمار الأجنبى المباشر إلى نحو 5.7 مليار دولار فى الفترة من إبريل 2014 حتى مارس 2015 وبلغ معدل النمو 4.1 % فى عام 2014/2015 ومن المتوقع أن يصل إلى 5.2 % فى العام المالى الحالى 2015/2016.

ورحب السيسى بمشاركة الجانب الصينى فى مشروعات كبرى ستقام فى مصر خلال الفترة المقبلة ومن بينها استصلاح مليون ونصف فدان وبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وكذا مشروع تنمية منطقة قناة السويس بما يسهم فى تعميق العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين ويدفع العلاقات الاستثمارية إلى آفاق أرحب من خلال التشاور المستمر بين الجانبين والعمل الجاد لتحقيق الأهداف المشتركة.

وأوضح أن مصر بدأت إصلاحات هامة فى السياسة المالية وترشيد الدعم بالتوازى مع مخطط قومى للتنمية الوطنية وإطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة التى تعتبر قاطرة لإنعاش الاقتصاد المصرى، مؤكدا أن مشروع قناة السويس الجديدة لا يمثل سوى خطوة على طريق خطوات أخرى لإطلاق مشروعات عملاقة فى هذه المنطقة.

وفى الختام، أكد الرئيس أن الاستثمار الأجنبى المباشر يمثل مكونا رئيسيا فى التنمية الاقتصادية، وأن جذب الاستثمارات الأجنبية يأتى فى مقدمة أولويات الحكومة المصرية، معربا عن تطلعه للقاء الشركات الصينية والمستثمرين الصينيين فى مصر لتبادل الأفكار بشأن مشروعات جديدة وناجحة.


وقال "شى تسه فو" المدير العام لشركة دونغ فانغ المحدودة للكهرباء، التى قام الرئيس السيسى فى العام الماضى بزيارة لمقرها الواقع فى جنوب الصين، إن رجال الأعمال الصينيين تحدوهم ثقة تامة فى مستقبل مصر تحت قيادة السيسى وعلى استعداد تام لمشاطرة نظرائهم المصريين التكنولوجيا الصينية المتقدمة وخبراتهم فى إدارة الشركات والمؤسسات، خاصة فى مجال توفير طاقات نظيفة وذات كفاءة للشعب المصرى.

وقال مدير الشركة الصينية للهندسة والموانئ "لين يى تشونغ"، إن مصر لديها إمكانات واعدة لبناء موانئ إقليمية ضخمة بفضل موقعها الجيولوجى الفريد، معربا عن أمله فى ترجمة الاتفاقيات الإطارية الموقعة بين الشركة والجانب المصرى إلى مشاريع ملموسة وبدء تنفيذها فى أسرع وقت لكى تلبى متطلبات التنمية الاقتصادية المتزايدة فى مصر.

أما رئيس صندوق التنمية الصينى - الأفريقى سى جيه يانغ، فأوضح أن الصندوق، الذى أسس فى نوفمبر عام 2006 وبلغ إجمالى حجم تمويله 5 مليارات دولار أمريكى، ضخ حتى شهر يونيو عام 2015 أكثر من 600 مليون دولار أمريكى فى ستة مشروعات كبرى فى مصر بما فيها منطقة قناة السويس، ويتطلع الصندوق إلى زيادة تمويله فى مصر لكونها دولة كبرى فى القارة الأفريقية.


ونشرت وكالة شينخوا أيضًا خبرًا بعنوان "الرئيس الصينى يلتقى نظيره المصرى فى بكين، جاء فيه أن الرئيس الصينى شى جين بينغ بحث فى لقائه مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى بكين، علاقات التعاون الثنائى بين البلدين.

وقال الرئيس شى خلال اللقاء، إن علاقات الشراكة الصينية-المصرية تعتبر علاقات قوية، حيث يتعاون البلدان مع بعضهما فى مجالات عدة، إلى جانب التبادلات الوثيقة التى تتم بين السلطات المحلية والمجالات الإنسانية والعسكرية، فضلًا عن محافظة الجانبين على تنسيق وثيق فيما يتعلق بالشؤون الإقليمية والدولية.

وأضاف الرئيس "شى" أن على كل من الصين ومصر الاستمرار فى القيام بالتبادلات على المستوى الرفيع وتعزيز التعاون الصناعى وتقوية التعاون فى مجالات البنية التحتية والأمن، لافتًا إلى ضرورة أن يواصل البلدان بذل الجهود فى الميادين المتعددة مثل الأمم المتحدة من أجل حماية المصالح المشتركة لتطور البلدين.

ونشرت "صحيفة تشاينا ديلى" بتاريخ (2/ 9/ 2015) مقالًا بقلم: زانج يونبى تحت عنوان "الزعيم المصرى يضع الاستثمار فى البنية التحتية على رأس قائمة الأولويات"، حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بداية لقائه مع رؤساء الشركات الصينية الكبرى، إن كلا من مصر والصين تتطلعان إلى المزيد من تعزيز العلاقات الثنائية بينهما.

وخلال اللقاء أكد كبار رجال الأعمال الصينيين حرصهم على تعزيز استثماراتهم فى مصر، وأن مصر يوجد بها إمكانيات استثمارية هائلة. كما استعرض الرئيس ووزير التجارة والصناعة بعض نماذج الشركات الصينية الناجحة التى يمكن أن تكون مشجة لغيرها من الشركات نحو بدء أو زيادة استثماراتها فى مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة