وأفاد شهود عيان لوكالة وفا الفلسطينية، بأن نحو 150 جنديا اقتحموا المسجد، وشرعوا بطرد المواطنين عبر إلقاء القنابل المختلفة، مشيرين إلى اندلاع حريق خلال الاقتحام، سيطر عليه عناصر الإطفاء التابعة للأوقاف الإسلامية، فيما كشف موظفون فى الأقصى، أن القوات الإسرائيلية جلبت آليات خاصة، تساعدها فى إزالة أخشاب، وفتح نوافذ المصلى القبلى.
من جانبه، حذر المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، من التداعيات الخطيرة للاقتحامات المتكررة للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلى، لباحات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين والمرابطين هناك.
إسرائيل وتكثيف اقتحام الأقصى
وكثفت إسرائيل من اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك والتنكيل بأبناء مدينة القدس فى الأسابيع الأخيرة دون أى تحرك جاد وفعلى لوقف تلك الانتهاكات، بالرغم من اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عقب اقتحام رئيس وزراء إسرائيل "أريئيل شارون" بحراسة 3 آلاف جندى إسرائيل وما تبعها من انتفاضة فلسطينية داخل الأقصى وغضب عارم فى الشارع العربى إلا أن الصورة تبدلت اليوم ولا يحرك أحد ساكنا.
وتميزت الانتفاضة مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الاعمال العسكرية بين المقاومة والجيش الإسرائيلى وبحسب أرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412 فلسطينيًا و48322 جريحًا، فيما قتل 1069 إسرائيليًا وجرح 4500 آخرين وتم تعطيل 50 دبابة من نوع ميركافا وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات عسكرية.
ويعتبر "محمد الدرة"، رمزًا للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، حيث بثت مشاهد إعدام حية للطفل الدرة (11 عاما)، الذى كان يحتمى مع أبيه خلف برميل إسمنتى فى شارع صلاح الدين جنوب قطاع غزة، وأثار قتل الجيش الإسرائيلى للدرة فى غضب عارم للفلسطينيين فى كل مكان، ما دفعهم بالخروج فى مظاهرات غاضبة، ووقوع مواجهات مع الجيش الإسرائيلى.
اغتيال وزير السياحة الإسرائيلى أبرز أحداث الانتفاضة الثانية
ومن أبرز أحداث الانتفاضة الثانية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلى (رحبعام زئيفى) على يد مقاومين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومقتل قائد وحدة المظليين فى الجيش الإسرائيلى فى معركة مخيم جنين، التى قتل فيها 58 جنديا إسرائيليا وجرح قرابة 140 آخرين.
فى المقابل، اغتالت إسرائيل معظم قيادات الصف الأول فى الفصائل الفلسطينية، على رأسهم الرئيس ياسر عرفات، ومؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ونائبه عبد العزيز الرنتيسى، والأمين العام للجبهة الشعبية أبو على مصطفى، واعتقلت العديد من رموز الانتفاضة الثانية وعلى رأسهم مروان البرغوثى.
ومرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعدة مراحل حيث كان تطور المقاومة الفلسطينية أبرز ملامحها منذ البداية حيث اقتصر الأمر على إلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين المتواجدين على الحواجز العسكرية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، التى كانت تعيث فى منازل المواطنين فساداً وتقوم بعمليات تجريف لمنازل المواطنين والأراضى الزراعية.
اتفاق هدنة فى شرم الشيخ
وتوقفت انتفاضة الأقصى فى الثامن من فبراير لعام 2005 بعد اتفاق هدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى قمة شرم الشيخ، إلا أن مراقبين يرون أن الانتفاضة الثانية لم تنتهِ لعدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أى حل سياسى.
وفى سياق متصل، أفادت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت أكثر من 90 ألف فلسطينى منذ بدء انتفاضة الأقصى فى الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 وحتى اليوم، وأن تلك الاعتقالات طالت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطينى دون استثناء، وأن جميع من اعتقلوا تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدى أو النفسى والإيذاء المعنوى أو المعاملة القاسية.
موضوعات متعلقة..
بالصور .. قوات الإحتلال الإسرائيلية تعتلى أسطح المسجد الأقصى
بالصور.. عشرات المستوطنين يرتعون بالحرم القدسى وسط حماية أمنية مشددة
