طارق بن ورقة: "الشجرة القلب" أول أوبرا عربية خالصة.. وهى عمل إنسانى عن الحرية بعيدا عن السياسة.. اختيار مصر لكونها عاصمة الثقافة الدائمة فى العالم العربى

ـــ الأوبرا اصلها عربى وسوف نجوب العالم وسنعرض فى فرنسا وإيطاليا وأوروبا بالكامل وفى امريكا وبعض الدول العربية

ـــ الأوبرا لابد أن تكون شعبية لكل الناس وليست للصفوة فقط

ــ أوركيسترا النور والأمل هم سبب الهامى بأول أوبرا عربية

ـــ حلمى أن يكون هدف الجيل القادم من الموسيقيين هو طرح شكل جديد للأوبرا العربية.

يجرى الموسيقى الفرنسى الجزائرى العالمى طارق بن ورقة، بروفاته النهائية مع المخرج المسرحى الفرنسى جيلبرت على قدم وساق لعرض أول أوبرا عربية فى العالم على المسرح الكبير بدار الأوبرا يوم 30 سبتمبر..

"اليوم السابع" حاور الموسيقار العالمى قبل انطلاق ذلك الحدث العالمى..

فى البداية أكد طارق بن ورقة أنه عربى قائلا: جذورى وجدودى مرتبطين بالعالم العربى وأنا من مواليد الجزائر، وأسرتى كانت مناضلة وتطالب دائما بالحرية للجزائر والمناضلة الجزائرية المعروفة جميلة بوحريد شقيقة والدتى (خالتى ) وكانت دائما قضية عائلتى ليست الحروب الدينية ولكن الحرية.



يضيف بن ورقة: ما تربيت عليه من خلال عائلتى فى الجزائر استمر حتى مع سفرى لفرنسا ولكنى جدت الحرية هناك متوفرة فعشقت الموسيقى والفنون، وعندما قررت العودة رجعت لأبحث عن جذورى فى العالم العربى وكان أول عمل فكرت فيه هو إنشاء أوبرا عربية عن (الحرية) بعنوان "أيام وليالى الشجرة القلب" وهو عمل فنى إنسانى بعيد عن السياسة.

وحول الرسالة التى يريد توصيلها للعالم قال: أريد أن أقول من خلال تلك الأوبرا أن هناك بشرا لديهم البصر لكنهم ليس لديهم القدرة على الرؤية، فالحياة تعميهم وأول جملة فى الأوبرا تقول: "ليس هناك من يرى إلا القلب" فالبصيرة أهم من البصر فقلب الإنسان هو الموضوع الأساسى ونستكشفه من الداخل والقصة ليس لها مكان ولا زمان محدد هى قصة إنسانية عالمية والأوبرا مكتوبة باللغة العربية والموسيقى كلاسيكية فأنا أريد أن أعمل مزج بين الثقافات.

أما عن سبب اختياره لمصر لتكون الانطلاقة الأولى للعمل فقال: مصر دائما رائدة وساعدت الجزائر كثيرا فى نيل حريتها، وأغلب المثقفين والشعراء المتميزين خرجوا فى القاهرة والقاهرة هى أكبر عاصمة ثقافية موجودة فى العالم العربى والموسيقار فردى جاء مصر ليقدم أوبرا عايدة ومصر خرج منها أم كلثوم وعبد الوهاب، الذين تربيت على موسيقاهم وفنهم ومصر هى أعظم مكان من الممكن أن يبدع فيه الإنسان ويقدم عمله وأنا لدى قضية أريد تقديمها ولذلك اخترت القاهرة.



وحول كيفية اختياره لفريق العمل وفكرة الأوبريت نفسه قال: اختيارى لفريق العمل جاء بعد دعوتى من صديقى جورج ونس وهو تينور مصرى فى الأوبرا، فقد دعانى لمشاهدة أوركسترا "النور والأمل" وعندما استمع لهم شعرت أن الوقت حان لكتابة تلك الأوبرا وأى ملحن موسيقى ومؤلف حلمه أن يقدم لهؤلاء أوبرا، وأشار إلى أن الإنتاج لمنتجة فرنسية شهيرة (أنشلوت أمورى) تحمست جدا للفكرة والمخرج الذى سيقود العمل هو جيلبرت وهو مخرج مسرحى فرنسى شهير، بالإضافة عازفين النور والأمل والدكتور الفنان عاصم نجاتى الذى يقوم بدور المسافر أو الراوى وداليا فاضل ورجاء الدين وهما (ترينو وسبرانو) وراقصين من فرنسا وتم اختيار الجميع من خلال البحث وهؤلاء اعتبرهم هم من سيوصلون رسالتى.

وحول مصير العمل بعد عرضه الأول بالقاهرة قال: سوف نجوب العالم وسنعرض فى فرنسا وإيطاليا وأوروبا بالكامل وفى أمريكا وبعض الدول العربية.

وأضاف بن ورقة: بداية الخليقة بدأت معها الموسيقى من خلال اكتشاف الإنسان البدائى لصوته واكتشاف الأشياء حوله، ولذلك فالموسيقى بدأت مع بداية الخليقة ولذلك أرى أن الأوبرا لابد أن تكون شعبية لكل الناس وليست للصفوة فقط والطبقة العليا برغم أن الأوبرا حينما تم اختراعها كانت لكل الناس وليست للصفوة فقط ودائما الـ10 أوبرات المشهورة التى تقدم فى العالم كله متشابهة ولكن هذه الأوبرا شعبية اكثر وتمت كتابتها لكل الطبقات ومعركتى هى أن اجعل الناس فى العالم تعرف الأوبرا العربى وبالمناسبة الأوبرا أصلها عربى وكانت أوبرا النوبة فى الأندلس أول أوبرا فى القرن الرابع عشر وكانت أوبرا لمدة أربع ساعات موسيقى وشعر فحلمى أن يكون الجيل القادم من الموسيقيين هو طرح شكل جديد للأوبرا العربية.



يذكر أن طارق بن ورقة مؤلف موسيقى، شاعر وكاتب مسرحى فرنسى جزائرى يعزف البيانو وآلات موسيقية أخرى، بدأ تعلم الموسيقى فى الرابعة من عمره وقدم أولى حفلاته وهو فى الرابعة عشرة، وحالياً يقوم بالتأليف الموسيقى فى مجالات متعددة منها الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة، موسيقى البوب، الموسيقى التصويرية للأفلام والإعلانات، موسيقى العروض الحية والمناسبات الرسمية وموسيقى عروض الأوبرا.



أوبرا (أيام وليالى الشجرة القلب) تعد أول أوبرا ناطقة باللغة العربية مدتها نحو 80 دقيقة، وهى من تأليف الموسيقى والكاتب الفرنسى الجزائرى طارق بن ورقة وتلحينه وتشاركه فى العزف أوركسترا "النور والأمل" المؤلفة من عازفات مصريات كفيفات كما تضم الأوبرا باليه مجموعة من الفنون المختلفة، فبالإضافة إلى الغناء الأوبرالى والباليه المعاصر وهناك الموسيقى الكلاسيكية والشعر العربى كما يشارك فيها بعض عازفى السولو من أوركسترا أوبرا القاهرة، والصوتان المصريان: رجاء الدين (تينور) وداليا فاضل (سوبرانو)والممثل المسرحى عاصم نجاتى، بالإضافة إلى فرقة رقص معاصر مكونة من خمسة راقصين وكورال القاهرة الاحتفالى بإدارة المايسترو ناير ناجى، المخرج جيلبرت ديفو، ومصمم الديكور والملابس آلان لاغارد، ومصممة الرقص أدريانا مورتليتى.