سارة علام تعتذر عن مقالها "صفر مريم"

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015 12:03 ص
سارة علام تعتذر عن مقالها "صفر مريم" مريم ملاك صاحبة الصفر فى الثانوية العامة
كتب سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف من يتابع صفحتى على الفيس بوك إننى منذ فترة طويلة أميل للتشكيك فى رواية "طالبة الصفر"، لكن كان على أن أفهم أن كل ما أملكه هو "قرائن" وليس "دلائل"، والقرائن لا تكفى أبداً للقطع بالرأى، فضلاً عن نشره.

كان على ألا أنشر هذا الموضوع أصلاً، ولو كنت سأنشره كان على أن أتحرى الدقة والتوثيق أكثر - كخطأى فى معلومة تاريخ وفاة والدها - أن أتخلى عن لغة اليقين، أن أفعل أشياء كثيرة، غير أن أتيقن من أننى على صواب حتى لو كنت أميل لرأى ما، لذلك اعترف بوضوح إنه أكبر خطأ ارتكبته فى حياتى، ومدينة بالاعتذار عنه لنفسى وللصحافة ولمريم وأسرتها، وليس على سوى أن ألوم نفسى وتسرعى.

حتى وإن كنت أكتب مادة رأى، كان على أن أفكر ألف مرة فيما سيقترفه الرأى من آثام وما سيقع عليه من ضحايا، تعلمنا الصحافة أن نتحلى بالمسئولية، وتجبرنا الإنسانية أن نواجه أنفسنا بما اقترفت أيدينا.

أنا مخطئة اعترف، لكن من الأجحاف أيضًا أن يظن أحد إننى تلقيت أمرًا من جهة ما لأكتب أو أبرر، فلست "أمنجية" كما قال البعض، ولا أصلح أن أكون، ولعل أرشيفى المهنى وآرائى السابقة يشهدان لى بما ينكره الآخرون.

من قال إن الاعتذار جبن أو شجاعة؟


الاعتذار تخلى، أن تتخلى عما تظنه الحقيقة لتدرك أن الحقيقة نسبية وأن الواقع ملتبس وإننا جميعًا معرضون للظلم حتى وإن لم يظلمنا أحد، يكفى أن نظلم أنفسنا، أو أن نذيق الآخرين مرارة أقلامنا ونتجبر عليهم بنقطة سوداء وضيعة فى قلوبن.ا

أن تعتذر، أى أن تسحب سيفك من قلب من طعنته وسط صياح الجماهير، وتعيد السيف إلى مكمنه ولا تستجيب لوسوسات شياطين تقف على يمين الحلبة.

أن تعتذر، يعنى أن تترك ما تسميه شجاعة فى أن تقول رأيًا مخالفًا تظنه وحدك منزًلا من السماء ،منزهًا عن الخطأ، وأنت تحفظ من تنزيل السماء ما يجعلك تتوب بعد الخطأ

لماذا اخترت أن أعتذر عن خطأى فى مقال "صفر مريم"، لأنى حين عدت إلى نفسى رأيت بما لا يدع مجالًا للفرار ما انتقدته سابقًا فى عمل زملائى حين جلست على كرسى الحكم، ذكرت معلومات خاطئة عن تاريخ وفاة والدها، حولت القرائن إلى حقائق دامغة لم أترك فيها الباب مواربًا لكى تعبر منها رياح الرأى الآخر.

علمتنى تجربة مريم، ألا أظن فى نفسى ما ليس فيها، فلا أنا من لا ينطق عن الهوى، ولا ما أكتبه وحى يوحى.. ولماذا تأخرت وترددت؟ لأن للخطأ شهوة تغرى بالمزيد من التورط فيه، الخطأ يجعل صاحبه ملتبسًا وحائرًا بين الرغبة فى تصحيحه وبين اليقين أن الاعتذار لا يعنى شيئًا.

قرأت قديمًا أن حكيمًا أراد أن يعلم أولاده شيم الاعتذار، فأتى لهم بمسامير وقال لهم أغرزوها فى الحائط وحين فعلوا، أشار لهم لينزعوها مرة أخرى، ثم نظر إلى علامات تركها المسمار فى الحائط وقال، أن تعتذر يعنى أن تخلع المسمار ولكن هذا لا يعنى أن أثره قد اختفى إلى الأبد.

أدمنت سابقًا الاعتذار بالورد، فكلما أخطأت فى حق أحدهم أرسلت له وردًا نيابة عنى، وحين تعلمت ألا أكرر أخطائى مرة أخرى، افتقدت الوردة وفرحة أصدقائى فى استقبالها، فصار للورد ميزانية خاصة فى حياتى، كلما شعرت بالامتنان تجاه أحدهم اشتريت له باقة وعرفت أن ورد المحبة أجمل من ورد الندم.

تحرضنى الصحافة على التخلى عن إنسانيتى وأنا ألهث خلف إيقاعها السريع، ويوقفنا الشِعر عند حدى دائمًا فأتذكر الورد، وأسأل هل تكفى حديقة أزهار كاملة للاعتذار عمن أخطأنا فى حقهم؟ وهل تسامحنا الصحافة المحرضة إن أخطأنا فى حق آدابها أيضًا وهى تتكبر فتسمى نفسها مهنة البحث عن المتاعب، ستغفر لنا الصحافة لأنها تعلمنا بقسوة معلمى الكتاتيب، ولكننا نشك فى أن يسامحنا البشر لأنهم أكثر حدة فى عقاب غيرهم من حبر وكلام وورق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

مالفرق ؟1

عدد الردود 0

بواسطة:

حق مريم

سيظل صفر مريم وصمة عار

عدد الردود 0

بواسطة:

خليل

إعتذار مهني

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

موضوع تعبير لا بأس به

..

عدد الردود 0

بواسطة:

على الغريب

العودة الى الضلال

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد على

قصة مريم

عدد الردود 0

بواسطة:

دنددي

انتقام السماء لمريم

عدد الردود 0

بواسطة:

دنددي

انتقام السماء لمريم

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله يوسف

انا عن نفسى وعن راى الشخصى

عدد الردود 0

بواسطة:

على السيد على

ان الله لا يحب الظالمين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة