رصاصات مواقع التواصل الاجتماعى بقضية "صفر الثانوية".. محاكم "الفيسبوك" تطلق الأحكام دون بحث أو تفكير.. أزمة مريم ملاك درس إنسانى قاس يعلمنا الاستماع للعقل.. ومستخدمو "السوشيال ميديا" يردون بالسباب

الجمعة، 18 سبتمبر 2015 07:15 م
رصاصات مواقع التواصل الاجتماعى بقضية "صفر الثانوية".. محاكم "الفيسبوك" تطلق الأحكام دون بحث أو تفكير.. أزمة مريم ملاك درس إنسانى قاس يعلمنا الاستماع للعقل.. ومستخدمو "السوشيال ميديا" يردون بالسباب مريم ملاك
تحليل تكتبه سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحولت قضية صفر الثانوية العامة ومريم ملاك إلى قضية رأى عام، أخذت فيه مؤسسات الدولة صفًا، بينما وقفت مريم وأسرتها ومحاموها وآلاف المتعاطفين معها على الجهة الأخرى.

بتجرد شديد، بحثت وتحققت فى القضية منذ ظهورها فى يوليو الماضى، وحتى صدور قرار اللجنة الخماسية للطب الشرعى التى أثبتت تطابق خط مريم مع أوراق الإجابات التى قالت إنها ليست خطها.

ولأن وزارة التربية والتعليم كانت طرفًا فى القضية، ولأنى عملت لمدة أربعة سنوات محررة لأخبار تلك الوزارة، فإن خبرتى فى تغطية امتحانات الثانوية العامة دفعتنى لطرح عدة تساؤلات لم تعجب محاكم الفيس بوك المتعاطفة مع "مريم"، ولأن التساؤلات وحدها لا تصنع صحافة حقيقية، بحثت خلفها وحصلت على أجوبة، ثم كتبت مقالًا أطرح فيه الأسئلة وإجاباتها عن تلك القضية اللغز.

كانت المعلومات التى حصلت عليها هى ما أثبتته مؤسسات الدولة المختلفة (وزارة التعليم، ووزارة العدل والطب الشرعى) ولأن تلك المؤسسات تعانى من أزمة ثقة بينها وبين المواطنين، فإن تصديق ما توصلت إليه كان مستحيلًا.

الاتهامات تلاحقنى.. والشتائم تطاردنى


توالت الاتهامات التى نالت منى، من الناس من اتهمنى بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ومنهم من ذهب بخياله لأبعد من ذلك وتحدث عن نظرية مؤامرة وهجمة منظمة لاغتيال مريم، والكثير والكثير، مما لا يطاق ولا يحتمل من السباب والشتائم.

لست بمعرض الدفاع عن نفسى، أو تقديم شهادة مهنية أو سجل أخلاقى أو سياسى، أؤكد فيه مثلًا على مواقفى السابقة التى لم تتوافق يومًا مع الخط العام للدولة لأؤكد براءتى من تلك الاتهامات، ولكننى وبعد 7 سنوات من العمل فى الصحافة اكتشفت أن للفيس بوك محاكم، وعلى شاشته قضاة يجلسون على المنصات يطلقون الأحكام بأصابعهم، دون بحث أو تدقيق أو تفكير.

"أزمة مريم" درس إنسانى قاس


سأعتبر "أزمة مريم" درسًا إنسانيًا قاسيًا، أتعلم منه ألا أطلق الأحكام النافذة على آخرين، دون أن استمع لصوت العقل أو المنطق، سأتعلم ألا أنحاز للحمى العامة، وأن أؤمن دائمًا بنسبية الحقيقة، وأن هناك ما أعرفه وهناك ما لا أعرفه وسوف يتكشف بمرور الوقت، لعلها فرصة لأعيد النظر فيما أكتبه يوميًا فى هذا الموقع الذى سرق أوقاتنا وأعمارنا، وسمح لمن يعرف ومن لا يعرف أن يفتى فيما يعلم وما لا يعلم.

ما زلت متمسكة بما توصلت إليه فى قضية مريم من معلومات، ولن تدعونى هجمات الفيس بوك الصاروخية إلى مراجعة ما كتبت، وما قلته منذ بداية القضية وحتى اليوم، ولكننى اعتدت أن أسدد ثمن سيرى عكس التيار.


موضوعات متعلقة..


- الحقيقة الكاملة فى قضية طالبة الصفر.. مريم مريضة نفسيا.. لم تدخل امتحانات الثانوية العام الماضى وتلقت علاجا نفسيا لعدة شهور عقب وفاة والدها.. وعندما دخلت الامتحان كتبت الأسئلة فقط فى أوراق الإجابة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة